مختلف عليه

فلان "مصيره على كف عفريت"... تتكرر هذه العبارة على ألسنة كثيرين، مع أن أيًا من مردديها لا يستطيع تأكيد أن وجود المصير على كفوف أخرى غير كف العفريت أفضل بالضرورة. والأهم من كل ذلك أنه لم يثبت أن أيًا من أصحاب المصائر، قد مر فعلاً بتجربة وجود مصيره على كف عفريت ولو للحظة واحدة، وكل ما يجري مجرد افتراضات.
لقد أمضينا زمنًا طويلاً ونحن نطالب بأن يكون مصيرنا بأيدينا، ولكن النتائج غير مشجعة بالمرة، فما هو المانع من أن نجرب تسليم مصائرنا للعفاريت؟ ومن يدري؟ فربما تكون النتائج أفضل. بالنسبة لي أعرف عفريتًا لديه "كفوف راحة" يحمل عليها المصائر.
(2)
"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".. حتى يكون هذا صحيحًا ينبغي توفر الود أصلاً بين المختلفين في الرأي، وذلك لكي نختبر ونرى فعلاً أن الاختلاف لا يفسد له قضية.
غير أن الملاحظ، أن الناس يتبادلون هذه العبارة فقط عندما تظهر علامات غياب الود وفساده بينهم، ولولا إحساسهم بغياب هذا الود لما قالوها، والملاحظ أيضًا أن من يسبق الى قولها، يكون هو من كسب الجولة لأنه يكون قد سبق الى تحميل خصمه المسؤولية عن فساد الود.
لكن تعالوا ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى، إذ من الثابت أن الاختلاف في الود هو الذي يفسد للرأي قضية، حيث يتعامل الناس مع اختلاف آرائهم على أنه اختلاف في الود بينهم. ( العرب اليوم )