عاشق ولهان انتحـر من أجل فتاة جميلة حسناء
قبل أيام سمعت قصة عن انسان غبي عاشق ولهان ؛ اسمه " عدنان" ؛ لم يكن لديه خبرة بألاعيب الفتيات الحسان ، ولم يكن يعرف شيئاً عن حقيقة مكر وخداع النسوان .
مشكلة " عدنان" ؛ أن عقله كان خربان ؛ وكان يحتاج دوماً الى شد براغي ، وفرمتة ، وإعادة برمجة ، وسوفت وير كمان .
ضحكت عليه فتاة لعوب اسمها " ايمان" ، وأفهمته بخـُبثها وطمعها ودهائها أنه " دون جوان " !! ؛ مع أنه في الحقيقة "جحش " سهيان ؛ تائه في صحراء هذا الزمان ، يغرق في شـِـبـِر مياه لو ابتسمت في وجهه احدى النسوان ، ويضيع بين التـّيوس والأغنام إذا خرج لوحده الى أي مكان .
وتبدأ قصة هذا العاشق الولهان ، حينما تعرّف في أحد الأيام على فتاة جميلة ؛ كانت متواجدة يوماً في دّكان ؛ عندما ذهب لشراء باكيت دخـّان .
ونظراٍ لجمالها الفتـّان ؛حسبها قمر الزمان ؛ فسلبت منه عقله ، وخطفت له قلبه بدون استئذان ؛ وسبّبت له الدّوخان ، الأمر الذي جعله يطلب منها رقم الهاتف والعنوان .
وبعد الإتصالات واللقاءات في المنتنزهات والحدائق وهان وهان ؛ أخذ يُغــْدق عليها الأموال ببذخ وجنان ؛ دون حسبان ؛ وأصبحت لاتفارق أحلامه في الليل والنهار؛ الى درجةٍ أنه كان يبقى سارحاً في جمالها طول الوقت في معظم الأحيان.
وبعد مرور سنة على هذا الوضع من العشق والغرام ؛ قرر أن يطلب يدها للزواج حتى لايسبقه عليها انسان ؛ لكنه تفاجأ بقولها : بأنها على علاقة مع انسان آخر اسمه "مروان" وأنهما تقريباً شبه " مخطوبان ، وأنهما قريباً جداً سيتزوجان !!
فجُن جنونه وأصابه الغليان والهيجان ؛ فأصبح يفور ويثور؛ وكأنه ثور من الثــّيران ، وقال لها : أنا أحبك أكثر من أي انسان يا " إيمان " ، وأرجو منك أن تقطعي علاقتك بالشاب " مروان" الآن ، حتى لاأصاب بالقهر والهذيان .
ثم قال لها : يجب أن أذهب الى أهلك واطلب يدك منهم الآن ، ونقوم حالاً بعقد القران ؛ لأني لاأتصور حياتي دون أن أرى حـُسـْـنك وجمالك يا " ايمـان" .
و حتى لاأظل طول العمر بسببك تعبان وشقيان ؛ وحتى لا أعاني من الكبت والعطش والحرمان .
ثم أصبح في كل مرة كانا فيها يلتقيان ؛ يعيد عليها نفس المـوّال ، و يـُكـرّر نفس اسطوانة الكلام ، ويعزف على مسامعها نفس الألحان ، ويظل يقول لها وهو حزنان : إذا لم تتركي "مروان " ، فإني سأصعد في الحال الى أعلى ارتفاع في أي مكان ، وسأنتحر أمامك بشجاعة وإقدام ؛ لم يسبق من قبل أن قام بمثلها أحد من الشجعان .
وكل ذلك ؛ حتى أثبت لك ياأجمل الحسان ؛ بأني فارس الفرسان الذي سيأخذك على أجمل حصان ، ولكي أثبت لك ولكل العالم بأني شجاع مقدام ، وإني لست من الخرفان ، وإني على استعداد أن أموت شهيداً في محراب حبك بشهادة يشهد عليها هذاالزمان .
فإذا متُّ ؛ فإن سيرتي في الحب والولهان ستصبح سيرة متداولة على كل لسان، و سيعرف الناس أني عشقت أجمل الورود والريحان في البستان ، وسيصبح موضوع انتحاري قصة طريفة يتسلـّى فيها الصبايا والشّبّان ؛ قبل المنام وبعد الصـّحيان .
لكن المؤسف أن " عدنان" كان شاب حلمان ؛ لأنه كان يعتقد أنه بعد أن يقول لها كل هذا الكلام ؛ بأنها ستقوم وتأخذه بالقـُبل والأحضان !! ولم يكن يعلم أنها كانت طيلة هذا الوقت تخدعه بالضحك والإبتسام لكي تريه فقط بياض الأسنان ، ولم يكن يعلم أنه لم يكن بالنسبة لها سوى مجرد " جزديان" ؛ ملييء بالنـّقود تحصل من خلاله في كل وقت وأوان ؛ على كل ماتريده من طعام ولباس وهدايا من كافة الأشكال والألوان . !!
وفي آخر مرة تواجدا فيها الإثنان في مكان ؛ وبعد أن طفح بها الكيل وشعرت بالملل والزهقان ؛ من غباء هذا الإنسان ؛ قالت له بالفم المليان : إذا كنت تحبني حقاً يا " عدنان" ؛ فعليك أن تثبت لي حـُبـّـك بالدليل والبرهان ؛ وعليك أن تقوم بالإنتحار الآن !!؟؟ حتى أصدّق بأنك مغرم بي فعلاً وعشقان ، وأنك لست واحداً من الزعران ؛ الذين يبيعون مثل هذا الكلام الذي يـُسـْمِعون به الآذان .
وماهي إلا لحظات ، إلاّ ورأته يصعد الى أعلى ارتفاع في ذلك المكان ، ويقوم بإلقاء نفسه في ثوان ؛ فإذا به يخـِرّ صريعاً يملأ دمه المكان .
وعلى الرغم من تجمـْهـُر الناس وتحلـّـقـُّهم حوله في ذلك المكان ؛ إلاّ أنها لم تتأثر ولم تجزع بما حدث في المكان من فوضى وهيجان ، بل غادرت المكان في الحال ، ولم يبدو عليها أي تأثر بما فعله لأجلها " عدنان" ، وأثبتت بأنه لم يكن يوجد في قلبها نحوه أية عاطفة ولا أيّة ذرّة حنان !! مع أن هذا المسكين الغفلان ؛ أعطاها قلبه ومنحها حـُبـّه بالمجـّان .
ولهذا السبب ؛ فأنا أنصحكم ياأخوان ؛ بألا تسمحوا لأنفسكم بعد الآن ؛ أن تستغلّ سذاجتكم وهبلكم وتياستكم الفتيات والنسوان !!؟؟ وذلك حتى لايصبح مصيركم مثل مصير الغبي " عدنان" .
عبدالله شيخ الشباب
طالب جامعي ـ اولى هندسة