الاجواء الرمضانية بين الماضي والحاضر
المدينة نيوز- اصبحت الاجواء الرمضانية في الوقت الحاضر تجمع سائر افراد العائلة حول التلفاز لمتابعة المسلسلات والمقاطع الكوميدية وهم يجتمعون على مائدة الافطار التي تعج باطباق الطعام المختلفة .
وفي الماضي كانت تعج مائدة الافطار والسحور بالاطباق الشعبية التي تتنافس نسوة الحي على اعدادها بمهارة ومبادلتها اضافة الى سهرات المساء التي تؤنس اهل الحي بتبادل الاحاديث بعيدا عن صخب التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة .
وكالة الانباء الاردنية (بترا) التقت عددا من المواطنين الذين بينوا ان المشهد الرمضاني اختلف في ايامنا هذه عن ايام الاباء والاجداد من حيث الاطعمة والجلسات والتواصل الاجتماعي بين الناس مشيرين الى ان العادات والتقاليد الرمضانية بدأت تتغير من جيل الى اخر نظرا لدخول وسائل التكنولوجيا المختلفة .
ترى انتصار محمود ان رمضان تحول الى شهر استهلاكي من قبل الكثير من الصائمين , اذ اصبحت الاطباق تتكدس بشكل كبير اضافة الى كثرة المسلسلات الرمضانية والبرامج الكوميدية التي تعمل على اضاعة الوقت والابتعاد عن اقامة العبادات والاذكار وقراءة القرآن الكريم .
وتقول : أشتاق لاجواء رمضان التي عشتها في الزمن الماضي وكانت تتسم بالبساطة في كل شيء وليس بهذا الحال الذي نراه.
ام مؤيد ترى ان اجواء رمضان لم تتغير كثيراً عن الماضي ، بل ان طريقة التعبير هي التي اختلفت، تقول: " التهنئة برمضان اصبحت تتم عبر البريد الالكتروني والرسائل القصيرة عبر الهاتف اضافة الى ان كثيرين يطلبون الوجبات الجاهزة من المطاعم وتسخينها وقت الإفطار ولم تعد زيارات الإفطار كثيرة بين العائلة الكبيرة نفسها بل اصبحت تقتصر على زيارتين أو ثلاث في كل رمضان .
وتقول : في الماضي كان تبادل الزيارات أمراً أساسياً لكنها اختلفت باختلاف الزمان مشيرة الى ان الفرحة بشهر رمضان المبارك تبقى هي نفسها في القلوب.
حنين حسن تقول ان الظروف الحياتية اليوم اصبحت أكثر سهولة، وأصبحنا نحضّر الكثير من الأصناف على المائدة الرمضانية أما في الماضي فكنا نكتفي بصنفين أو ثلاثة بسبب مشقة التحضير .
الكاتب والباحث نايف النوايسة يقول ان المعالم الرمضانية في الماضي غابت عن ايامنا الحاضرة , فمثلا كان مدفع رمضان والسهرات الرمضانية مع الاهل والجيران اضافة الى تبادل اطباق الطعام .
ويضيف ان شهر رمضان يتميز برونق خاص من حيث الاعداد والتجهيز وتهيئة النفس لكنها تختلف من زمن لاخر ويعود السبب الى ان معطيات الحياة والرفاهية والمستوى التعليمي تغيرت .
ويقول ان الانفاق على الطعام كان لا يتجاوز الحبوب واللحوم والدواجن التي يربيها الناس والتي كانت تلون المائدة الرمضانية ببعض الاكلات الشعبية .
ويزيد ان السهرات الرمضانية التي كانت في بيت الشعر او الحجر كانت تتسم بعلاقة حميمة بين الارحام وكان رمضان فرصة للتواصل اجتماعيا مع الاهل والاقارب بعيدا عن صخب التكنولوجيا التي غزت عالمنا الان وابعدت عنا دفء الماضي .