انكسر الاكس فتعلمت درس؟؟؟؟؟
قبل ايام واثناء عودتي من عملي ودون سابق أنذار غدرت بي سيارتي.. دون ان تختار المكان والزمان ..توقفت فشممت رائحة خيانة وتمرد خرجت منها تقول لي... ساتوقف هنا !!! ؟؟؟في هذا المكان الرطب الطيب البهي بالقرب من هذه السيارات الفارهة فحالهن ليست باحسن مني فكلانا صنع من حديد فلا فرق بين الكيا والفراري الا بالشكل والتزويق ...ساتوقف لاني قد تعبت من العناء وطول الامد فقد ارهقتني هذه السنين العجاف من العمل بلا كلل ولا ملل ..ساتوقف ولو ليوم واحد.. ساستريح ...
نعم توقفت السيارة وهنا بدأ ت رحلة المعاناة... فالجو حار ...والوقت قد اقترب من ساعة الافطار ...المحلات مغلقة والونشات شدت رحالها مغادرة الى صباح الغد...فما كان مني الا ان اوقفتها جانبا لعلي اجد لعطلها طريق الى الاصلاح ...وكذلك لكي اثبت لصديقي الذي كان يرافقني انني اجيد مهارات اخرى في الصيانة اضافة الى صيانة الطائرات التي اعمل بها ..فتحت الغطاء وعلى استحياء داخلي.. وقلت بصوت هادئ للاسف لقد انقطع( قشاط الصدر) ثم اغلقته مسرعا خوفا من الاحراج ...فبذلك العمل اوهمته على الاقل انني قد عرفت العطل حالي كحال الكثير الذين يفتون بكل شي بعلم وبلا علم ...
حتى لا اطيل سمعت منذ خرابها الى اليوم التالي العشرات من النصائح الفنية والتحليلات الميكانيكية والفتاوي الصيانية حتى اصبت بدوار اسرع من دوران محركها اثناء السير..فبعظهم افتى بان (القير قد فرط )والاخر قال بكل ثقه بان الباككس قد انكسر والاخر قال ان الجوزات نزلت قصدي فرطت) وجميعهم افتى بغير علم ولا عمل ...
نعم توقفت وكما قلت في المقدمة بالقرب من البيوت الراقية في مظهرها والتي يحرسها الكثير من الكلاب ..وبعض الخدم...ويقطنها وعلى ما يبدو القليل من البشر؟..؟؟؟؟.ولكي لا اسبب لهم ازعاج او اعكر عليهم الاجواء اقترحت على صديقي ان نركنها بعيدا عنهم فمزاجي ليس بجيد وروحي وكما يقال ترف من التعب ...ولكنه اصر على ان تتوقف كما شاءت الاقدار لها ان تكون ...فما كان منه الا ان طرق احد الابوب طالبا منهم السماح لها بالوقوف الى صباح الغد...ولكي لا يبلغ عنها الامن؟؟؟؟وهنا بدأت المعاناه الحقيقية وهذا الهدف من مقالي فبعد ان خرج الحارس وغرد بالكثير من الكلام عن سبب توقفها.. ولماذا توقفت هنا؟؟؟ ومن انتم !!! بعدها اطلت علينا سيدة من الداخل بلغت من الهرم الشكلي كثيرا فقبل ان تقترب منا شعرت .. وكانها قد اشتمت رائحة الطبقة التي نحن منها ... بدأت عليها علامات التعجب والاستفهام والاستنكار لهذا الجرم الذي سنقدم عليه اشعرتنا باننا قادمون من كوكب اخر.. وازداد توترها عندما عرفت بان السيارة لا تتناسب مع طبقتها فكيف يتوقف امام منزلها سيارة من هذا النوع..عندها وعندما شعرت اني ازدريها برغم طفري وان كرامتي ومكانتي لن تصل اليها بكل الملايين ولو دفعت الغالي والرخيص ...عندها دخلت ولم تعقب وكاننا جن قد نزل بدارها اقعدها عن الحراك ..سكتنا وعدنا للحديث مع المصري واذا به يشير الى الداخل فكان ينظر الينا زوج الهانم من خلف احد ستائر المنزل وكان الامر لا يعنيه
عندها قلت في داخلي ماذا عملنا؟؟؟؟بماذا اخطائنا ؟؟؟من هؤلاء ؟؟الى اي اصناف البشر تنتمي هذه الزمرة ؟؟؟؟هل الدولار اعماهم فظنوا ان غيرهم ليسومن البشر!!! اهي الطبقية المقيتة ام اننا عدنا الى زمن الرق في هذا الوطن العجيب ؟؟؟؟
انا هنا لا اتكلم عن الذين انعم الله عليهم من ماله فما زادهم ذلك الا تواضع واخلاق ورقي في النفس ...فقد تعاملت مع الكثير منهم ولمست ذلك عن قرب...نعم الاموال تغير في الشكل والملبس والمطعم والمسكن ولكنها لن تغير الجوهر والخلق ومهما حاول صاحبها ان يتصنع ؟؟؟انا هنا اتكلم عن اصحاب الملايين المزيفة اصحاب النفوس (الهايبرد )التي اختلطت عليهم الامور فلا هم بشر ولا هم من الفضاء قادمون ...هذه الطبقة التي خرجت علينا ودون سابق انذار خرجت من غسيل الاموال وتجارة الاوطان ومص دم الشعب الساكت الجعان ..يمتلكون الملايين لا من عمل حلال ولا من ورثه واقتدار هذه الطبقة وان سمحت لنفسك ان تغوص في وجودها تجدها مفرغة تافهة مريضة لا جذور لها ولا مكان
نحن كاردنيين جميعا ما زلنا على عاداتنا وتقاليدنا وشهامتنا وان انحرف عن نهجنا القليل من المستوطنين ؟؟؟
في صباح اليوم التالي عدت الى سيارتي وجدتها ساكنة هادئة تريد ان تذرف الدمع على هذا اليوم الحزين والذي اجبرت ان تنام بالقرب من مساكن هؤلاء المخبولين نعم لقد رفضهم الحديد قبل العبيد ... لقد رفضهم الدين.. قبل ان نرفضهم اجمعين ... فالدين معاملة... ومن تواضع لله رفعه