الحياة مفاوضات ... و"قطايف"
لفتة كريمة تلك التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي السيد جون "لافاش" كيري وذلك بإقامة مائدة إفطار رمضانية في أولى جلسات "المفاوضات". إلا أن الأروع هو حجم التنازل الذي قدمته رئيسة الوفد "الإسرائيلي" السيدة تسيبي ليفني بقبولها هذه اللفتة الأمريكية، هذا التنازل يدلل على أن العقلية "الصهيونية" بدأت تتغير تجاه القضية الفلسطينية وذلك بالتأكيد ناتج عن صلابة وشجاعة القيادة الفلسطينية وتمسكها بالثوابت "الأوسلوية" و"المدريدية"، حيث أنه لولا الذكاء الفلسطيني في هذه المفاوضات لما شاهدنا الوزيرة الصهيونية تجلس صاغرة على مائدة الإفطار الرمضاني "الأمريكي" وتنتظر "مدفع" الإفطار.
أعتقد أن السيد صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات –وهو الخبيرفي هذه الأمور وصاحب كتاب الحياة مفاوضات- قادر بذكائه السياسي المعهود وحنكته التفاوضية على التقاط هذا التنازل والعمل على تقديم تنازل مقابل يليق بحجم و"جمال" و"أخلاق" السيدة ليفني التي أبت إلا أن تشارك "مفاوضنا" إفطاره في هذا الشهر الفضيل.
لذلك لن أستغرب –بل أكاد أجزم- بأن السيد عريقات لن يكون أقل كرماً وعطاءاً من السيدة ليفني، وسيقوم بالتنازل عن القدس وحق العودة إكراماً وإجلالاً لهذا الموقف البطولي من الجانب الصهيوني ..
وأحلى حبة قطايف في صحة الشعب الفلسطيني.. والله من وراء القصد.