اسرة فقيرة تعجز عن معالجة طفلها الوحيد المصاب بالشلل الدماغي
المدينة نيوز- لم تكتمل فرحة الثلاثيني خالد القيسي وزوجته بطفل رزقا به بعد مرور عشرة اعوام على زواجهما حين تبين لهما وعقب ثمانية اشهر على ولادته أن وحيدهما يعاني من شلل دماغي ما بدد آمالهما بسعادة طال انتظارها.
اصيب الطفل عبد الرحمن الذي له من العمر تسع سنوات بالشلل الدماغي في ظل وضع اقتصادي مترد, حيث كانت اسرته مقيمة بسورية منذ حوالي ثمانية عشر عاما, وكان والده يعمل هناك ويعيش على بركة الراتب البسيط.
بيد انه اضطر للعودة قسرا الى الاردن بسبب الاوضاع الامنية في سورية, واجدا نفسه في وضع اقتصادي اكثر سوءا من ذي قبل, عاطلا عن العمل, وعاجزا والحالة هذه عن معالجة ابنه الذي يحتاج الى علاج وظيفي وتعليمي اضافة الى علاج النطق.
يقول والد الطفل ان طفله يعاني من شلل بالأطراف, وصعوبة بالنطق جراء تشنج لسانه, اضافة الى معاناته من اضطراب في البصر ما يستلزم نظارة طبية تحتاج للتغيير بين الفترة والاخرى, مع ما يترتب على ذلك من اعباء مالية اضافية.
ويضيف "حين عدت الى وطني تنقلت في اعمال مختلفة غير انها ليست ثابتة, ولم يكن عائدها يكفي لدفع اجرة البيت الشهرية الذي يشكل الملاذ لأسرتي, غير ان عدم قدرتي على تحمل المزيد من الاعباء المالية, واصراري على تقديم كل ما اجني لصالح علاج ابني, جعلني اترك البيت واسكن في ملحق يصلح لأي شي الا ان يكون بيتا لحياة آدمية.
ويستدرك بقوله "رضيت بواقعي والحمدلله, ولكني اتطلع لمن يساندني في تحمل تكاليف علاج ابني, حيث يحتاج لمركز علاجي يعنى بالتربية الخاصة"، مشيرا الى ان كلفة العلاج في احد تلك المراكز تصل الى ما معدله 150 دينارا شهريا, الامر الذي يعجز عن تأمينه وفقا لقوله.
وعن طفله يقول "انها مشيئة الله العلي القدير, ولهذا فإن طفلي اغلى ما املك في الدنيا, ومن واجبي ان اقدم له كل ما يحتاج اليه, ولكن ضيق ذات اليد يجعلني مكبلا, ابكي وزوجتي على حاله ولا حول لنا ولا قوة في تقديم الرعاية التي يحتاجها على الوجه الامثل".
ويصف طفله بالذكي والمطيع, حيث يتولى عبد الرحمن بدوره مهمة التنويه لوالديه حين تبدأ فترة برنامج اعتادا على متابعته وخاصة الاخبار, اذ يلفت انظارهما بطريقته الخاصة معبرا بقليل من الاحرف عما يجول في خاطره.
مديرة العلاقات العامة في مؤسسة العناية بالشلل الدماغي عبير سكجها تؤكد استعداد المؤسسة للوقوف على حالة الطفل عبد الرحمن المرضية، مشيرة الى ان حالة الوعي العامة بهذا المرض والوقاية منه ما تزال بحاجة الى تعزيز لاسيما وان نسبة الاصابة بالشلل الدماغي في المملكة4 بالمئة.
وتضيف ان المؤسسة التي انشئت عام 1977 تهدف الى تقديم الخدمات العلاجية والوظيفية والتعليمية لمصابي الشلل الدماغي من عمر الشهر وحتى 12 عاما، مؤكدة اهمية التدخل المبكر لمعالجة هذا المرض او الحد من اعراضه وتفاعلاته.
(بترا)