الفيل الطائر!!

تم نشره الثلاثاء 20 آب / أغسطس 2013 02:27 صباحاً
الفيل الطائر!!
خيري منصور

لم يخطر ببال من ابتكروا الاسطورة عن الفيل والعميان الستة الذين سقطوا عليه أن الخيال العلمي سيتولى تحويلها الى واقع، فالفضاء الآن بما يعج به من قنوات وأهواء ونفاق هو الاسطورة الجديدة، والاعلام هو ما يقدمه الذين سقطوا على الفيل من تقارير، فمن سقط على خرطومه وصف الخرطوم فقط ومن سقط على الناب وصف الناب فقط، ومن سقط على الذيل تصور أن الفيل كله مجرد ذيل!

نصدق من ونكذب من في هذا الضجيج الفضائي! فالقاتل على شاشة ما هو القتيل على شاشة تجاورها في القمر الصناعي، والمأتم في فضائية ما عرس على فضائية اخرى، والفارق بينها ثانية واحدة هي ما يستغرقه الاصبع وهو يضغط على الريموت كونترول!

كان رهان المتفائلين بغزو الفضاء انه سوف يحرر الاعلام من ارتهاناته الارضية، وان تعدد القنوات هو اغناء وتقديم لبانوراما تحيط بالمشهد من مختلف زواياه، لكن ما حدث هو أن الفيروس السياسي الرشيق سرعان ما نقل العدوى من التراب الى الاثير، وكانت الاعوام الثلاثة الأطول من ثلاثة عقود على الاقل بمقياس عدد الضحايا والمشردين مجالاً حيوياً وفسيحاً لافتضاح هذه العدوى، فثمة فضائيات لا تكف عن الكذب على مدار الساعة، ولها خبراؤها الاستراتيجيون وزبائنها ومراسلوها الذين يصلون الى المريخ وواق الواق، مقابل فضائيات تضيف الاختراع الى الكذب، وتلعب بالصورة والرقم ولديها مهارة فائقة تنافس مهارة العناكب على اصطياد الذباب!

فأي رأي عام أو خاص سوف يتشكل في هذه الحفلة التنكرية؟ ومن قتل من ما دام فض الاشتباك بين دم القاتل والقتيل ليس متاحاً الا لفقهاء الموت وباعة اللحم والفحم البشري المتجولون!

كم ستطول هذه الحكاية قبل أن تلوح لها خاتمة؟ وما هو الرقم المقرر من القتلى والمشردين الذي يتشكل منه نصاب الحرية العمياء وديمقراطية الثعلب والأرنب؟

لا نقول ان الاوراق اختلطت فقط، فهذا أمر قابل للفرز اذا توفر الصبر والحاسوب ما حدث هو ان عدة قطط برية عبثت بنسيج الصوف والحرير معاً، وعدنا الى الغابة نبحث عن طريق وعلينا ان نتدرب على المشي ونلثغ باللغة ونعيد تعريف البديهيات كلها بدءاً من الوطن حتى الحرية مروراً بالتاريخ.

ان ربع الساعة الأخير هو ما يحسم المشاهد المرتبكة، لهذا تتساقط التوقعات وترمى أقوال الجنرالات المتقاعدين ممن يطلق عليهم اسم «الخبراء الاستراتيجيون» الى الحاويات لأن صفة الحاوي هي الأجدر بمن يردد كالببغاء ما يؤمر به تحت سيف ديموقليس!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات