الضربة العسكرية المنتظرة لسوريا رقم إضافي آخر في الإستراتيجية القومية للولايات المتحدة الأمريكية
مراحل تمر بها حروب الولايات المتحدة:
من كل الحروب التي شاركت فيها الولايات حديثا وبالذات في حربها مع العراق تبدأ المرحلة الأولى والتي قد تستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع بقصف صاروخي مركز على كل الأهداف الإستراتيجية العسكرية من منشآت عسكرية وقواعد جوية ومدرجاتها وقواعد بحرية بسفنها وزوارقها ومراكز القيادات والسيطرة و الدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ ومراكز الإتصالات ومخازن ومستودعات الذخيرة والوقود ومصادر الطاقة والكهرباء ومصافي البترول . وبعدها تبدأ المرحلة الثانية باستخدام الطائرات المختلفة والإغارة على الأهداف الإستراتيجية السابقة للتأكد من تدميرها والإغارة على القواعد العسكرية والمقاومات والرادارات وبطاريات المدفعية والمدافع المقاومة للطائرات والموانىء العسكرية والسفن الحربية وتدمير البنية التحتية من طرق وجسور التي يمكن استخدامها من قبل الدبابات والدروع والإغارة على المعسكرات وأماكن تجمع الحشود وتدمير مراكز الطاقة والكهرباء وقد تستغرق هذه المرحلة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع . وإن السبب الرئيس في إطالة مدة القصف الصاروخي والجوي يكمن في رغبة الولايات المتحدة في تقليل عدد الخسائر البشرية بين جنودها حيث تبدأ المرحلة الثالثة التي تتمثل في استخدام الدبابات والدروع وفرق الجيش ومشاة البحرية والقوات الخاصة والقوات المحمولة في تثبيت سيطرتها على الأرض . وتنتهي هذه المرحلة بالتوقيع على استسلام النظام دونما قيد أو شرط تماما كما حدث لليابان ولألمانيا وللعراق .
الوضع الراهن :
كنت أتمنى كباحث استراتيجي أن أقوم بعقد مقارنة لموازين القوى العسكرية بين كل من سوريا وبين الولايات المتحدة ولأنها ستكون مقارنة ظالمة غير عادلة فلقد ارتأيت أن من الأفضل عدم الخوض فيها
لقد طغت أخبار سوريا على كل الأحداث العالمية صبيحة يوم الأربعاء الموافق 21/8/2013 حين تم الإعلان عن استخدام سلاح كيماوي في الغوطة الشرقية والغربية وذهب ضحية استخدام السلاح الكيماوي المحرم 1429 شخصا بينهم 400 طفل .
وبالرغم من وجود أقمار صناعية تمسح المنطقة السورية لكل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل وبالرغم من وجود تقارير استخبارية وعملاء لكل من هذه الدول داخل سوريا إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يتم تقديم دليل حي يثبت أن النظام الحاكم أي الجيش السوري هو الذي استخدم هذه الأسلحة الكيماوية علما بأن كل مخازن الأسلحة الكيماوية والصواريخ السورية تحت الرقابة الدائمة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة لمدة 24 ساعة يوميا.
لقد تداعت دول حلف الأطلسي وبالذات بريطانيا وفرنسا من خلال حلف الأطلسي ومن خلال الإتحاد الأوروبي إلى شن حرب على النظام السوري لأنه تجاوز الخطوط الحمراء بإعتبار أنه قد ثبت فعلا لديهم أن الجيش السوري قد استخدم الأسلحة الكيماوية وقامت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بمحاولة استصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي من أجل إتخاذ إجراءات عسكرية ضد النظام الحاكم في سوريا ولكن هذه المحاولة قد أجهضت لتمسك كل من روسيا والصين باستخدام حق النقض الفيتو ضد أي توجه لإستصدار قرار يتيح إستخدام القوة العسكرية في الصراع الدائر في سوريا. كما أن موقف البرلمان البريطاني في معارضة سياسة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورفض اقتراحه بشن حرب ضد النظام السوري قد أخرج بريطانيا من أي مشاركة فعلية في أي ضربة عسكرية ضد سوريا.
واليوم يحاول الرئيس الفرنسي الحصول على موافقة مجلس النواب الفرنسي من أجل المشاركة في شن ضربة عسكرية ضد سوريا علما بأن صلاحيات الرئيس الفرنسي القانونية تؤهله المشاركة في الضربة العسكرية دون الحصول على الموافقة المسبقة من مجلس النواب الفرنسي .
أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإن الولايات المتحدة تعيش الفترة الثانية لرئاسة أوباما وهي تعاني من أزمة إقتصادية خانقة حيث تبلغ مديونيتها العامة مبلغ 14,5 تريليون دولار . وأن الرئيس أوباما بالرغم من إطلاقه تصريحات سابقة تحذر النظام السوري من عدم استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب ألأهلية الدائرة في سوريا وأن استخدام النظام لهذه الأسلحة سيكون بمثابة تجاوز للخطوط الحراء . فلقد حاول الحصول على تأييد مجلس الأمن الدولي في السماح بشن ضربة عسكرية ضد النظام ولكن هذه المحاولة كما ذكرنا أجهضت حين استخدمت كل من روسيا والصين حقهما المشروع في رفض هذا الإقتراح . والآن يتعرض الرئيس الأمريكي إلى أقسى الضغوط من أجل الحصول على تفويض من الكونغرس الأمريكي من أجل توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا . علما بأن الولايات المتحدة قد تحايلت في عدة مناسبات على قرارات مجلس الأمن وشنت أكثر من هجوم وتسترت تحت ذرائع وتفسيرات واهنة مثل مقاومة أي تهديد للأمن القومي الأمريكي وتحت بند حماية أرواح المدنيين . كما أن هناك أسبقيات لرؤساء أمريكيين شنوا ضربات عسكرية قبل الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي . واليوم يحاول الرئيس ألأمريكي أوباما من خلال كل القوى السياسية الحصول على تفويض من الكونغرس الأمريكي لشن ضربة عسكرية على سوريا . ولا زال الكونغرس الأمريكي حتى لحظة كتابة هذا المقال يناقش الأبعاد السياسية والأبعاد الإستراتيجية لمثل هذه الضربة العسكرية لاسيما من حيث أنواع الأسلحة التي ستستخدم وطبيعة الأهداف السورية التي تم اختيارها ومدى نجاح مثل هذه الضربة في التأثير على النظام وإرغامه في القبول على مطالب الإئتلاف السوري بالرغم من الإعلان أن هذه الضربة لا تهدف إلى تغيير النظام . ولعل الأمر الواضح والمطلب الأهم لبعض ممثلي الكونغرس الأمريكي المؤثرين أنهم لن يسمحوا لأي جندي أمريكي أن يشارك في أي أعمال قتالية برية فوق الأرض السورية وعليه فإن الضربة العسكرية هي من خلال الوسائل المتاحة جوا من صواريخ وقذائف وطائرات ولا يعلم أحد قوة هذه الضربة ولا المدة الزمنية التي ستستغرقها.
كما أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بأي حال من الأحوال في المشاركة بهذ الضربة العسكرية لأنها لا تريد إثارة مشاعر الدول العربية بالرغم من قرار 18 دولة عربية الخجول المبهم في قبول الضربة العسكرية ضد النظام في سوريا.
والآن تتجه الأنظار إلى موقف النظام السوري ورده على هذه الضربة والتي يصفها بالعدوان المباشر على سوريا كما يتساءل البعض عن موقف حزب الله ومدى استعداده للمشاركة والتصدي إلى الضربة العسكرية .
هل سيقوم النظام السوري بإستخدام أنظمة الدفاع الجوي وبطاريات الصواريخ ضد الأهداف الأمريكية في المنطقة العربية. وهل سيفتح جبهة مع إسرائيل من أجل جرها إلى الحرب أم أن سوريا لا تريد زيادة عدد الأعداء واستفزاز إسرائيل في هذه المرحلة الحرجة . ثم ما هي كفاءة أنظمة الدفاع الجوي وهل ستتمكن سوريا من إطلاق بعض ما لديها من ترسانة الصواريخ البالغة 400 صاروخ . أم ان التقدم التكنولوجي في الجانب الأمريكي في الحرب الإلكترونية وقيادات السيطرة والتحكم والأقمار الصناعية سوف تقوم بالتشويش على قواعد إطلاق هذه الصواريخ وتعطيلها وجعلها فريسة سهلة في مرمى الأهداف التي حددتها رئاسة الأركان المشتركة . أسئلة كثيرة لا نستطيع الإجابة عليها من فوق الأوراق لأن الإجابة الوحيدة عليها تكمن في النتائج الأرضية في ساحة المعركة .
كثيرون يتساءلون ما هو موقف روسيا تجاه الضربة العسكرية الأمريكية والكل يدرك أن روسيا لن تشارك في أي حرب قادمة كما ورد على لسان وزير خارجيتها . ويبقى التساؤل الأهم ما هو موقف جمهورية إيران الإسلامية في حال تعرض سوريا إلى الضربة العسكرية لاسيما وأن الهدف الرئيس هو تقليص النفوذ الإيراني في كل من سوريا وفي لبنان من خلال حزب الله . ولا أحد يستطيع حتى هذه اللحظة استشراف موقف إيران وما هي الإجراءات التي ستتخذها في حال تعرض سوريا إلى ضربة عسكرية أمريكية إن إيران تدرك أن هناك 45 قاعدة أمريكية عسكرية برية وبحرية وجوية تحيط بإيران من كل الجهات وأن إيران ستكون إن عاجلا أم آجلا هدفا قادما والأمر يتعلق ببرنامجها النووي . لكن إيران ليست سوريا وأن أي هجوم على إيران سوف يعني حربا لا ترحم على كل الجبهات لا سيما في التأثير على الدول المستوردة للنفط والغاز من منطقة الخليج العربي ومن البر الإيراني وبحر قزوين .
الصراعات والنزاعات الدولية التي كانت الولايات المتحدة طرفا فيها:
لقد خاضت الولايات المتحدة خلال القرنين الماضيين الحروب الدولية التالية وهنا لا نتحدث عن الحروب والصراعات ألأمريكية الداخلية المسلحة .
حروب الهنود الحمر . شبه الحرب . حرب الساحل البربري الأول . حرب 1812 . حرب الساحل البربري الثانية . حرب سومطرة . الحرب المكسيكية الأمريكية . حرب الأفيون الثانية . الحرب الإسبانية الأمريكية . الحرب الفلبينية الأمريكية . ثورة الملاكمين . حروب الموز . حروب الحدود . الحرب العالمية الأولى . الحرب الأهلية الروسية . الحرب العالمية الثانية . الحرب الكورية . حرب فيتنام . غزو جمهورية الدومينكان. غزو غرانادا . غزو بنما . حرب الخليج . الحرب الأهلية الصومالية . حرب البوسنة . حرب كوسوفو . الحرب في أفغانستان . حرب العراق . الحرب في شمال غرب باكستان . الثورة الليبية
لقد كانت الولايات المتحدة الدولة الأولى والوحيدة في العالم عبر التاريخ التي استخدمت السلاح النووي في حربها ضد اليابان حيث ألقت قنبلتها النووية الأولى على مدينة هيروشيما بتاريخ 6/8/1945 تسببت في قتل 140 ألف شخص وبتاريخ 9/8/1945 تم إلقاء القنبلة النووية الثانية على مدينة ناجازاكي تسببت في قتل 80 ألف شخص . وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناجازاكي أي بتاريخ 15/8/1945 أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء وقامت بتوقيع وثيقة الإستسلام بتاريخ 2/9/1945.
القوات المسلحة الأمريكية:
1: البحرية الأمريكية
وصلت قواتها الى 605 فرداً وهي تملك حوالي 240 سفينة حربية عائمة على خطوط المجابهة وحوالي 130 غواصة تساندها 60 طائرة اقتحام برمائية وحوالي 150 سفينة إسناد بالإضافة الى 14 حاملة طائرات تحمل كل واحدة منها 85 طائرة بالإضافة الى 31 طرادة.
هناك مجموعة من الأساطيل المنتشرة في بحار العالم موزعة على الشكل التالي حسب مجال العمليات الحربية الخاصة بها . الأسطول الثاني لحماية شرق الولايات المتحدة وجنوبها . الأسطول الثالث لحماية غرب الولايات المتحدة وغرب أمريكا الجنوبية . الأسطول الرابع لحماية منطقة الكاريبي وشرق أمريكا الجنوبية . الأسطول السادس لحماية غرب أوروبا وغرب أفريقيا . ألأسطول الخامس وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل لاحقا تمتد منطقته من المحيط الهندي و الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر والشواطىء الشرقية لإفريقيا. الأسطول السابع لحماية المحيط الهادىء شرق الصين واليابان وأستراليا
ولكي نشير الى قوة كل من حاملات الطائرات و الغواصات سوف نستعرض خصائص إحدى حاملات الطائرات وإحدى الغواصات
حاملة الطائرات:
تمتلك الولايات المتحدة مجموعة من حاملات الطائرات الضخمة التي تجوب بحار العالم وتبلغ في مجموعها 12 حاملة وأسماؤها هي : كيتي هوك. جون كينيدي . انتر برايز . نيمتز . دوايت آيزنهاور . تيودور روزفلت . أبراهام لينكولن . جورج واشنطن . جون ستينس . هاري ترومان . رونالد ريجان . كان آخرها حاملة الطائرات جورج بوش والتي بلغت تكلفتها 4.5 مليار دولار واستغرق بناؤها خمس سنوات . ويسيرها مفاعلان نوويان لأكثر من 20 عاما دون التزود بوقود إضافي وهي مزودة بمجموعة كبيرة من الأسلحة مثل صواريخ سبارو البحرية وصواريخ رولينج إيرفرام ومجموعة كبيرة من المدافع المتنوعة والمتعددة الأغراض بالإضافة الى 90 طائرة من أحدث الطائرات الحربية تشمل مقاتلات إف 18 وهي مزودة بنظام القتال المتكامل وراداراً متعدد المهام وأنظمة بحث راداري متقدم وأنظمة للقيادة والسيطرة والأتصالات وأنظمة الذكاء والتجسس ويبلغ إرتفاعها 20 طابقا فوق سطح البحر وطولها يساوي 334 متراً . وإن حاملة الطائرات هي عبارة عن أسطول مصغر حيث يرافق الطائرة العديد من القطع الحربية للحماية بالإضافة الى قطع بحرية خاصة بالتموين والتزويد بالذخائر والأطعمة ووقود الطائرات
الغواصة ( إينجلز ) :
تعتبر هذه الغواصة من أخطر الغواصات في العالم وأسرعها قاطبة فهي مخصصة في إصطياد الغواصات وإصطياد المدمرات وحاملات الطائرات بما لديها من أجهزة استشعار حساسة وكومبيوتر مركزي معقد للتحكم بمجموعة الأسلحة والصواريخ والطوربيدات الرهيبة وهي مصممة للعمل ضمن مجموعة عمل أخرى موجودة على السطح تتكون من عدة سفن. وهي غواصة استراتيجية قاذفة للصواريخ الباليستكية مزودة بصواريخ كروز . وصواريخ توماهوك لضرب الأهداف الأرضية البعيدة وصواريخ دوجلاس هاربون لضرب أهداف أرضية بالإضافة الى ضرب السفن وصواريخ ترايدنت بحيث يمكنها إطلاق 24 صاروخ في أقل من دقيقة. وهي قادرة على زرع الألغام في أعمق البحار وإطلاق طوربيدات رهيبة مثل ( إم كي 48 وإي دي كاب) المضادة للغواصات والسفن.
الأسطول الخامس:
هو ذراع البحرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي وبحر العرب وبحر عمان والساحل الشرقي لإفريقيا والى كينيا جنوبا بالإضافة الى بعض أجزاء من المحيط الهندي وقيادتها موجودة في المنامة بالبحرين . وتعتبر البحرين من اولى الدول الخليجية التي أقامت تعاونا عسكريا مع الولايات المتحدة تعود في تاريخها الى عقود مضت . وبتاريخ 27/10/1991 وقعت البحرين والولايات المتحدة اتفاق " التعاون الدفاعي " ومنذ عام 1995 استضافت البحرين الأسطول الخامس ومنذ عام 2008 بدأ الأسطول بتوسيع قاعدته في البحرين وتحديداً في ميناء سلمان شرق العاصمة المنامة . وتتمثل المهام والواجبات الموكولة اليه والمعلن عنها بتأمين الحماية لإمدادات النفط من الخليج العربي الى الأسواق العالمية بالإضافة الى المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان ومراقبة التحركات العسكرية لإيران ومكافحة الإرهاب والقرصنة في المياه الدولية. وتتألف القوة البحرية عادة من حاملتي طائرات بالإضافة الى السفن المرافقة لها وتؤمن هذه الحاملات القوة الضاربة من طائرات إف 18 كما وتوجد وحدات برمائية من قوات مشاة البحرية الجاهزة للتدخل السريع مزودة بسفن هجومية بجانب الفرقاطات والمدمرات الرئيسية المزودة بطائرات الهيلوكوبتر المضادة للغواصات وعدد من سفن الإنزال المحملة بالعربات البرمائية بالإضافة الى عدد من الغواصات وسفن للدوريات البحرية وسفن مضادة للغواصات وسفن للنقل والإمداد والتجهيز وحاملتي طائرات مروحية ولقد انضمت اليها عام 2003 بعد شن الحرب على العراق 30 سفينة بريطانية وتم وضعها تحت قيادة القوات الأمريكية. ولكي نقدر حجم القوات التابعة للأسطول الخامس فإن هناك الفرقة 54 وهي فرقة قوة الغواصات وفرقة 55 المخصصة للحرب على العراق والفرقة 56 للإستطلاع الحربي والفرقة 57 خاصة بطائرات الدورية البحرية والفرقة 58 لمراقبة شمال الخليج العربي والفرقة 59 وهي عبارة عن فرقة للمشاة للتدخل السريع وإدارة الأزمات . وقوة المهام المشتركة 158 لحماية منشآت تصدير النفط العراقي وقوة المهام المشتركة 150 لتسيير دوريات من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب وحول القرن الإفريقي وقوة المهام المشتركة 152 لتسيير دوريات جنوب الخليج الى السواحل العمانية والإيرانية وقوة المهام المشتركة 151 لمكافحة القرصنة وحماية السفن التجارية وهناك عشرات من الوحدات المختلفة مثل وحدة التخلص من الذخائر المتفجرة ووحدة البناء الخاصة بالأمور الهندسية والإعمار ووحدة للدعم اللوجستي ووحدة لمكافحة تهريب السلاح والمخدرات ووحدة للإستطلاع والأمن ووحدة للإستطلاع والإدارة والدعم
2: سلاح مشاة البحرية الأمريكية
سلاح مشاة البحرية الأمريكية هو فرع منفصل عن القوات المسلحة الأمريكية داخل إدارة سلاح البحرية. وتصل قوة سلاح مشاة البحرية الحديثة الى 159 ألف فرد ويملك سلاح مشاة البحرية الأمريكية المدرعات والمدفعية وحاملات الجنود المدرعة البرمائية بالإضافة الى قوة جوية دفاعية وهجومية. يساند سلاح مشاة البحرية القوات في البحر لحماية المصالح الخارجية للولايات المتحدة كما يستطيع القيام بالإنزال البرمائي ويوفر الحماية للقواعد والقنصليات والسفارات والمفوضيات الأمريكية في الخارج.
3: الجيش الأمريكي
تأسس الجيش الأمريكي بتاريخ 14/6/1775 ويبلغ تعداده 770 ألف فرد وهو أكبر فروع القوات المسلحة الأمريكية عدداً وتنضوي تحت قيادته فرقتان محمولتان ومنقولتان جوا ومجموعات القوات الخاصة الأربع وفوج الصاعقة وتقوم بمساندة الجيش 12 فرقة من قوات الإحتياط بالإضافة الى الحرس الوطني ويستطيع في حالات الطوارىء تعبئة 10 فرق . ويملك الجيش الأمريكي 15 ألف دبابة وأكثر من 9 آلاف مروحية وحوالي 3 آلاف ناقلة جنود.
4: القوات الجوية الأمريكية
القوات الجوية الأمريكية هي أحدث الفروع في القوات المسلحة . حيث كانت حتى عام 1947 فرعا من الجيش . يبلغ عدد أفراد سلاح الجو الأمريكي 550 ألف فرد ولديها ما يقرب من 400 قاذفة قنابل استراتيجية تتضمن القاذفات بي -2 بالإضافة الى 3500 مقاتلة تكتيكية تستخدم المقاتلة الشبح 117 ويوجد 41 سربا مجهزا بمقاتلات التفوق الجوي و38 سربا من مقاتلات الهجوم الأرضي بالإضافة الى سبعة أسراب للإستطلاع وسبعة أسراب للعمليات الخاصة مجهزة بالطائرات المروحية وطائرات النقل العملاقة هيركوليز بالإضافة الى 33 سربا للنقل ولقد تم استخدام الطائرات في سلاح الجو عام 1909 وبعد دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى تم استخدام المقاتلات وقاذفات القنابل في الحملات الأوروبية وفي عمليات المحيط الهادىء كما قامت القاذفات الأمريكية عام 1945 بإلقاء القنبلة النووية الأولى على هيروشيما والقنبلة النووية الثانية على ناجازاكي . كما عززت طائرات الإمداد الأمريكية عام 1948 – 1949 في مساعدة أكثر من مليوني شخص أثناء جسر برلين الجوي . ولقد شاركت المقاتلات الأمريكية النفاثة في الحرب الكورية عام 1954 ومنذ ذلك التاريخ شاركت القوات الجوية الأمريكية في كل المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة ولكي نوضح مدى التقدم التكنولوجي والقدرة العملياتية فإننا سنشرح خصائص القاذفة بي – 2 فبعد أن تم تطوير القاذفة ( بي -52 ) وهي الطائرة الأولى القادرة على حمل القنابل النووية بالإضافة الى حمل صواريخ كروز وهي مزودة بأحدث تكنولوجيا (سي آي إن سي ) القادرة على ضرب أهداف بعيدة المدى وتعادل سرعتها سرعة الصوت وقادرة على الطيران بإرتفاع 15 ألف متر وتبلغ حمولتها من المعدات والصواريخ 488 ألف باوند فهي قادرة على حمل 51 قنبلة وزن كل منها 500 رطل إضافة الى 30 قنبلة عنقودية أو20 صاروخ كروز وتمتلك القوات الجوية الأمريكية 44 طائرة بي 52 وهي على استعداد دائم لتنفيذ مهام قتالية طوال ال 24 ساعة.
اما القاذفة بي -2 وهي الأحدث فهي أيضا قادرة على حمل الأسلحة النووية والتقليدية وتمتلك هذه القاذفة قوة نيران هائلة ويمكنها الوصول الى أي هدف في العالم في زمن قصير وهي أول قاذفة استراتيجية تستعمل تكنولوجيا التسلل (الشبح ) وقد تم حتى الآن إلحاق 20 طائرة بالخدمة من أصل 100 طائرة وهي تعتبر من أغلى القاذفات حيث تبلغ تكلفة إنتاج الطائرة الواحدة 2.1 مليار دولار . واستخدامها حتى هذه اللحظة مقصور على سلاح الجو الأمريكي فقط.
القوة النووية للولايات المتحدة:
إن العمود الفقري للقوة الأمريكية هو ترسانتها النووية لا سيما وأن الولايات أثبتت مرتين أنها لن تتوانى عن استخدام هذا السلاح المرعب ورغم الإتفاقات في تخفيض الترسانة النووية وتخفيض أعدد الصواريخ العابرة للقارات إلا أن ما تبقى من الرؤؤس النووية يكفي لتدمير العالم عشرات المرات فبعد أن كان عدد الرؤوس النووية الأمريكية عام 1967 يفوق ال 31 ألف رأس نووي (31225) وآلاف الصواريخ العابرة للقارات وبالرغم من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري بأن عدد الرؤوس النووية الأمريكية قد تقلصت وبلغ تعدادها 5113 نووي أي أن نسبة التخفيض قد بلغت 84% إلا أن نوعية الرؤوس النووية وقوة تدميرها قد تضاعفت ولو حاولنا إحصاء عدد الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية وعدد القاذفات وعدد الغواصات والسفن والقواعد البرية القادرة على إطلاق الرؤوس النووية لأصبنا بحالة من الهلع والفزع . كما أننا لوحاولنا تعداد أنواع هذه الصواريخ ومحاولة حصرها لما استطعنا لأن هناك بعض المعلومات لا زالت طي المكتوم ولا يمكن لأحد التوصل اليها وعلى سبيل المثال كانت الترسانة النووية في عام 1985 تتلخص كالتالي
1: الصواريخ العابرة للقارات يبلغ عددها 1045 صاروخ تحمل 2145 رأسا نوويا
2: الصواريخ النووية والتي يتم إطلاقها من قواعد الإطلاق البحرية بما فيها الغواصات تبلغ 641 صاروخا تحمل ما مجموعه 6656 رأسا نوويا.
3: الصواريخ التي يتم إطلاقها من الطائرات القاذفة فتبلغ 260 صاروخا تحمل ما مجموعه 4080 رأسا نوويا. والسبب في اختيارنا لعام 1985 لأن الولايات المتحدة قد قفزت خطوات واسعة في تطوير قواتها النووية منذ استلام ريغان رئاسته الثانية ففي عام 1985 تم إلحاق 40 صاروخ من نوع (إم إكس) العابر للقارات بالإضافة الى إلحاق 740 صاروخ من نوع (ترايدنت 2) تم الحاقها بالعمل عام 1986 كما تم إقرار تصنيع 100 قاذفة استراتيجية من نوع (بي -1) بدأت العمل عام 1986 كما تمت الموافقة على البدء بتصنيع 132 قاذفة استراتيجية من نوع ستيلث لتبدأ العمل بتايخ 1990 كما تمت الموافقة على تصنيع 2600 صاروخ من نوع (كروز) المتقدم في عام 1987 بالإضافة الى ألف صاروخ من نوع (ميدجت مان) في أوائل عام 1992 ولقد اشتهرت فترة ريغان بالبدء في برنامج حرب النجوم ومحاولة وضع قواعد متنقلة في الفضاء ومحاولة استخدام أسلحة اللايزر.
لقد مرت صناعة الصواريخ منذ بداية اكتشافها وتصنيعها في خمسة مراحل ولو استعرضنا اليوم خصائص أحد الصواريخ الأمريكية الحديثة وهو صاروخ ( بيس كيبر حافظ السلام إل جي إم 118 ) فهو يحمل عشرة رؤوس نووية وتبلغ سرعته 24100 كلم بالساعة ويصل مداه 11 ألف كيلو متر .
القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية:
بتاريخ 1/1/1983 وتحت شعار تأمين الحماية والأمن للدول الصديقة بالإضافة الى تأمين حماية المصالح الأمريكية في منطقة جنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وشمال شرق إفريقيا . تم الإعلان عن تشكيل القيادة المركزية للولايات المتحدة بحيث تمتد مسؤوليتها العسكرية لتشمل كلا من الهند والباكستان وسيريلانكا وأفغانستان وإيران والعراق والسعودية والبحرين والإمارات العربية وقطر وعمان واليمن والأردن وتركيا وإسرائيل ومصر والسودان وإثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندي وزائير وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا.
وتستمد هذه المنطقة أهميتها الإستراتيجية لأنها تحيط بالجهة الجنوبية للإتحاد السوفياتي سابقا وثانيا لأنها تشكل أكبر مخزون نفطي في العالم وثالثا لأنها تضم أعظم مناجم الذهب والألماس واليورانيوم بالإضافة إلى أنها تشرف على مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس.
وإن القيادة المركزية تضم تحت قيادتها فرقا ذات تاريخ عسكري طويل في الحروب . فمنها من شارك في الحرب العالمية الثانية مثل الفرقة 82 والفرقة 101 بالإضافة الى فرقة وفوج من مشاة البحرية وثلاث فرق من الجيش بالإَضافة الى ألف طائرة مقاتلة وطائرات هيلوكبتر ونقل بالإضافة الى ثلاث حاملات للطائرات وفرقاطات ومدمرات وطرادات و الآن وقد تم التنسيق العملياتي بينها وبين الأسطول الخامس وبعد نقل قيادة ميدانية في قاعدة العيديد في قطر أصبحت هي القوة الأعظم في منطقة الخليج العربي.
القواعد العسكرية الأمريكية في العالم:
منذ اللحظات الأولى لإستسلام اليابان واستسلام ألمانيا بانتهاء الحرب العالمية الثانية ومنذ اللحظات الأولى للتوقيع على إنشاء حلف الأطلسي وبداية الحرب الكورية فقد عمدت الولايات المتحدة الى البقاء في اراضي الدول التي كانت مسرحا للحروب السابقة ونظرا لقرب المسرح الأوروبي للإتحاد السوفياتي فلقد لجأت الولايات المتحدة الى توقيع اتفاقات لإستخدام الكثير من أراضي هذه الدول كقواعد برية وجوية وبحرية . وقد يتفاجأ الكثيرون إذا علموا بأن هناك ما يزيد على 1500 قاعدة عسكرية أمريكية منتشرة في العالم وأن 375 قاعدة عسكرية هامة متواجدة في مواقع استراتيجية بحيث تغطي في انتشارها كل أرجاء العالم وبالذات النقاط الإستراتيجية الحساسة والهامة والتي تضمن حماية المصالح الأمريكية . ولما كانت منطقة الشرق الأوسط وبالذات الخليج العربي ضمن هذه الأولويات فلقد عمدت الولايات المتحدة الى إنشاء الكثير من القواعد البحرية والجوية والبرية بل لقد عمدت الى إنشاء قيادات مؤقتة لأساطيلها مثل الأسطول الخامس والى جيوشها مثل القيادة المؤقتة للقيادة المركزية والى قواعدها الجوية. بالإضافة الى قيامها بغزو واحتلال بعض الدول الإسلامية والعربية كما حدث في أفغانستان والعراق وفي تقرير عسكري من إدارة الأمن الإتحادية الروسية أن هناك ما يقارب من 2000 دبابة من نوع ( إم 1 أبرامز) في العراق بالإضافة الى 2000 دبابة من نفس النوع في أفغانستان كما أن هناك أكثر من سبعة آلاف من الدبابات والدروع المختلفة المنتشرة في دول الشرق الأوسط ودول آسيا . وبالرغم من أهمية الأسلحة التقليدية إلا أن الكثير من القواعد الجوية والقواعد البرية والقواعد البحرية تكتسب خطورتها من كونها تضم في جنباتها الأسلحة النووية . ولو تابعنا تحركات حاملة الطائرات جورج بوش والسفن المرافقة لها وانتقالها من منطقة الخليج العربي الى البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية كرد على ما يحدث في سوريا وكرد على توجه ثلاث بارجات روسية الى ميناء طرطوس السوري. ولو علمنا أن حاملة الطائرات هذه وهي أحدث حاملة طائرات أمريكية تضم في جنباتها ترسانة من الصواريخ النووية و 90 طائرة من أحدث الطائرات القادرة على حمل الرؤوس النووية والصواريخ المتعددة فهي بحد ذاتها تشكل قاعدة جوية وبحرية متنقلة تبث الرعب والهلع أينما انتقلت.
ولو عدنا الى الفترة الزمنية لرئاسة رونالد ريجان وراقبنا أعداد الصواريخ النووية والتي يمثل كل من الصاروخ ( كروز ) والصاروخ ( بيرشنج 2 ) أفضلها في تلك الحقبة فلقد تم نصب 96 صاروخ في منطقة ( جرينهام كومون ) في بريطانيا كما تم نصب 112 صاروخ في منطقة ( كومينرو ) في إيطاليا وتم نصب 96 صاروخ في منطقة ( هازل باخ ) في ألمانيا وتم نصب 48 صاروخ في منطقة (فندرخت) في هولندا كما تم نصب 64 صاروخ في منطقة ( مولز وورث ) في بريطانيا . ولا زالت الولايات المتحدة مستمرة في سياستها في نشر صواريخها على الحدود الروسية لا سيما وأنه قد تم انضمام 14 عضوا جديداً "معظمهم من دول حلف وارسو سابقا " لحلف الأطلسي حيث أصبح عدد أعضاء الحلف 28 دولة . ولقد قام الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف بالتهديد بنشر صواريخ " اسكندر " في " جيب كالينغراد " المحاذي لبولندا ولتوانيا. لضرب منشآت الدفاع الصاروخية التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في رومانيا وبولندا في شرق أوروبا.
إن الولايات لديها كما قلنا أكثر من 1500 قاعدة ولديها 375 قاعدة رئيسة في كل بلدان العالم وقاراته وهناك 45 قاعدة عسكرية أمريكية تحيط بإيران من جميع الإتجاهات . فلو أخذنا على سبيل المثال دولة قطر فلدى الولايات المتحدة قاعدتان رئيسيتان الأولى هي قاعدة السيلية التي اكتسبت شهرتها إبان الحرب الإسرائيلية على حزب الله عام 2006 والثانية هي قاعدة العيديد الجوية . ففي بداية عام 1995 أخذت قطر تستضيف بعضا من القوات ألأمريكية العاملة في الخليج وبالأخص القوات الجوية المشرفة على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق حيت تم نصب واحدة من أكبر شبكات الرادارات لرصد أية تحركات عراقية أو إيرانية وخلال مرحلة التسعينات تحولت قطر الى واحدة من أكبر مخازن السلاح والعتاد الأمريكي . وقبل أحداث 11/9/2001 كانت القيادة المركزية للولايات المتحدة قد أنشأت أربعة مراكز خاصة بها في قطر تتمتع بحرية العمل العسكري والإستخباراتي بالإضافة الى الحق في استخدام 24 موقعا عسكريا كانت هذه المواقع في الأصل تابعة للقوات المسلحة القطرية . في ذلك الوقت كانت المعدات العسكرية المتقدمة ألأمريكية قد خزنت في موقعين منفصلين حماية لها . الموقع الأول في السيلية والثاني في مكان جنوب غرب الدوحة. وبين عامي 2002-2003 ولأسباب وصفت وقتها بأسباب أمنية انتقلت القيادة الجوية العسكرية من مقرها القديم في السعودية الى مقرها الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر والتي تميزت بأطول وأفضل المدرجات في كل المنطقة ونظرا للتعاون الممتاز بين كل من قطر والولايات المتحدة فقد تم الإتفاق على جعل قاعدة العيديد مركزا للقيادة المركزية الأمريكية بحيث تظل على اتصال وتنسيق استراتيجي عملياتي دائم مع القيادة المركزية الأم في تامبا فلوريدا ومع وزارة الدفاع في واشنطن. وفي 14/10/2009 قامت القيادة المركزية الأمريكية بنقل 750 فردا من مقرها في تامبا فلوريدا الى مقرها الأمامي الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر كجزء من مناورة تدريبية الغرض منها ممارسة قدرة منتسبي القيادة المركزية الأمريكية على الإنتقال الإنسيابي للقيادة والسيطرة على العمليات من مقرها الجديد في قطر. أما المواصفات الفنية لقاعدة العيديد الجوية فهي تقع في الجنوب الغربي من مدينة الدوحة وتبعد مسافة 35 كيلو متر تقريباً . ويبلغ طول مدرج الإقلاع 12300 قدم كما يوجد في القاعدة 84 خزان من الوقود تخزن ما مجموعه 4200000 جالون وهي تضم ملاجىء محصنة للطائرات تمتد لعدة طوابق تحت الأرض وتنقسم هذه الملاجىء الى قسمين الملاجىء الرئيسية بعدد 2 وتبلغ القدرة الإستيعابية لكل ملجأ 40 طيارة حيث تبلغ المساحة التقديرية لكل ملجأ 76 ألف قدم مربع أما الملاجىء الثانوية فهي أربعة ملاجىء تلجأ اليها الطائرات التي تكون جاهزة للإنطلاق بحيث يتسع الملجأ الواحد الى 6 طائرات .
كما توجد منطقة لتخزين الذخائر وهي المخازن الأضخم على الإطلاق للجيش الأمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة وهي شديدة التحصين ضد الهجوم الجوي وتمتد تحت الأرض في عمق يتجاوز عدة طوابق. كما أن هذه القاعدة مزودة بأنظمة دفاع ( باتريوت باك 3 ) توفر الغطاء الجوي لدولة قطر بالكامل بالإضافة لمياهها الإقليمية وأراضي مملكة البحرين وجزء من أراضي المملكة العربية السعودية. أي مساحة الحماية التي توفرها أنظمة الدفاع تبلغ 809 ألف كيلو متر مربع. كما أن القاعدة تضم قيادة للإستخبارات ومركزاً للقيادة والسيطرة ومنامات تتسع لثلاثة آلاف جندي قد تصل الى خمسة آلاف ومنشآت للصيانة و منشآت رياضية وخدمات طبية
كيف استغلت الولايات المتحدة مجلس الأمن والأمم المتحدة عبر التاريخ في إتخاذ قرارات تعطيها الشرعية في شن عمليات عسكرية:
الحرب الكورية:
بتاريخ 27/6/1950 صدر قرار عن مجلس الأمن بضرورة مساعدة كوريا الجنوبية وتحريرها من غزو واحتلال كوريا الشمالية لأراضيها وقد قامت الولايات المتحدة بتشكيل تآلف عسكري يضم 15 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وهي كندا استراليا نيوزيلندا بريطانيا فرنسا جنوب أفريقيا تركيا تايلاند اليونان هولندا إثيوبيا كولومبيا الفلبين بلجيكا لوكسمبورغ. ولقد عمدت الولايات المتحدة الى توفير 50% من القوات البرية وتحملت كوريا الجنوبية معظم الباقي كما تحملت الولايات المتحدة 86% من القوات البحرية و93% من القوات الجوية.
الإحتلال العراقي للكويت بتاريخ 2/8/1990 :
لقد قامت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي منذ اليوم الأول للإجتياح والإحتلال العراقي لدولة الكويت بإصدار العديد من القرارات التي تشجب الإحتلال وتدعو الى إنهائه وبالتالي الى اتخاذ عمل عسكري وتشكيل تآلف دولي لإنهاء الإحتلال حيث صدر قرار (660) بتاريخ 3/8/1990 بإدانة الغزو العراقي للكويت والمطالبة بالإنسحاب الفوري. وبتاريخ 6/8/1990 صدر قرار رقم (661) بحظر التجارة مع العراق وتكوين لجنة لتطبيق الحظر. وبتاريخ 9/8/1990 صدر قرار (662) بالتأكيد على سيادة الكويت واعتبار ضم العراق للكويت عملا باطلاً. وبعد صدور 12 قرار كان آخرها قرار رقم 678 فما أن انتهت المهلة المقررة التي حددها مجلس الأمن الدولي حتى بدأت العمليات العسكرية المسماة بعاصفة الصحراء وذلك في فجر 16 كانون الثاني 1991 حيث شاركت في هذه العملية 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة تسع منها دول عربية. وقد شنت طائرات التحالف 109867 غارة جوية خلال ثلاثة وأربعين يوما أي بمعدل 2555 غارة في اليوم الواحد
الغزو الأمريكي للعراق
لقد صدرت مجموعة من القرارات687 وقرار 688 وقرارا 707 وقرار 715 وقرار986 وقرار 1284 وقرار 1382 كلها تدور حول عدم التزام العراق بتقديم كشف دقيق ونهائي وكامل بجوانب برامجه الرامية لتطوير أسلحة الدمار الشامل كان أهمها القرار 1441 .
بتاريخ 8/11/2002 أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1441 الذي دعا الى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة الى العراق وفي حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل " عواقب وخيمة " ولم يتم ذكر استعمال القوة في القرار 1441 وعندما وافق عليه مجلس الأمن بالإجماع لم يكن في تصور الدول الأعضاء أن العواقب الوخيمة كانت محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع حملة عسكرية تم التخطيط لها مسبقا حيث بدأت عملية غزو العراق بتاريخ 20/3/2003 من قبل قوات الإئتلاف بقيادة الولايات المتحدة والتي شاركت ب 250 ألف فرد وبريطانيا التي شاركت ب 45 ألف فرد وكوريا الجنوبية التي شاركت ب 3500 فرد واستراليا التي شاركت ب 2000 فرد وبولندا التي شاركت ب 184 فرد بالإضافة الى مساهمة 10 دول بأعداد قليلة جدا من قوى غير قتالية.
لقد تم استخدام نفس الأسلوب في استصدار قرارات لمجلس الأمن لإضفاء الشرعية في إتخاذ الخطوات العسكرية ولشن حرب تحالف كما تم الحال في أفغانستان وفي يوغوسلافيا وآخر هذه القرارات قرارات مجلس الأمن 1970 وقرار 1973 والتي تولى بموجبها حلف شمال الأطلسي السيطرة على جميع العمليات العسكرية على ليبيا والتي أدت الى إنهاء حكم القائد العقيد القذافي بعد حكم دام 42 عاما.
إيران:
قبل عامين أعادت الولايات المتحدة خطتها في إستصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي بحجة البرنامج النووي الإيراني حيث تم حتى الآن استصدار عدد من القرارات التي تضمنت فرض عقوبات بحق إيران حيث تم بتاريخ 23/12/2006 صدور القرار 1737 الذي يطالب إيران بتجميد نشاطاتها النووية الحساسة كما صدر بتاريخ 24/3/2007 القرار 1747 الذي يشدد ويوسع نطاق العقوبات المفروضة على إيران وينص على فرض حظر على شراء وبيع أسلحة الى إيران بالإضافة الى فرض قيود على الصعيدين المالي والتجاري وبتاريخ 33/2008 صدر القرار 1803 بفرض عقوبات جديدة على إيران وينص على حظر السفر على المسؤولين الإيرانيين الضالعين في البرنامجين النووي والبالستي وتفتيش الحمولات المتوجهة الى إيران أو ألآتية من الموانىء الإيرانية. بالإضافة الى القرار رقم 1929 الصادر بتاريخ 9/6/2010 والذي ينص على فرض إجراءات ضد بنوك أيرانية يشتبه بصلتها بالبرنامج النووي الإيراني وحظر إجراء أي معاملات مع أي بنك إيراني بما فيه البنك المركزي الإيراني بالإضافة الى بند خاص لتوسيع حظر الأسلحة المفروض على إيران سواء العتاد العسكري أو دبابات وعربات مدرعة وطائرات هجومية ومدفعية متطورة وكل ما يتصل ببرامج الصواريخ البالستية.
وهذه العقوبات تعيدنا الى مسلسل العقوبات التي كانت مفروضة على العراق في زمن الرئيس العراقي السابق صدام حسين.