على وقع "تانغو" أوباما – روحاني

تم نشره الأربعاء 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:08 صباحاً
على وقع "تانغو" أوباما – روحاني
علي حماده

يدرك المراقب بدقة، أن الفصل الأخير في الأزمة السورية والذي انتهى بمنح نظام بشار الأسد وقتاً مستقطعاً بداعي تفكيك منظومته من السلاح الكيميائي، أعاد خلط الأوراق مجدداً. ويدرك أيضاً أن رقصة "التانغو" الأميركية – الايرانية بين الرئيسين باراك أوباما وحسن روحاني دفعت اللاعبين الاقليميين الى التوقف قليلاً لتفحص حقيقة "الرقصة" وعمق التفاعل بين الطرفين، في ما يتعلق ليس بمسألة البرنامج النووي الأيراني، بل بمجمل ملفات المنطقة الساخنة، ومدى استعداد إدارة أوباما لمرحلة تبريد الخلافات مع طهران، وفتح الأبواب أمام مرحلة من علاقات "تعاون"، من شأنها إذا ما حصلت أن تغيّر صورة المنطقة.

من الجلي أن الصورة مشوّشة في المنطقة. فالكل في حالة انتظار لنتائج سياسات الرئيس الأميركي الذي منح بشار الأسد عمراً جديداً، وإن قصيراً، كما أنه دفع بجميع حلفاء أميركا الاقليميين الى زاوية ضيقة، فيما هم في ذروة المواجهة مع المشروع الايراني في المنطقة. وقد بدا أوباما مفضلاً سياسة الجذب مع إيران، بناء على قراءة تشي بأن إيران تمر في مرحلة من التحولات الكبيرة الجذرية غير المرئية للغرب عموماً، وأن التحولات تحتاج الى مناخات تشجعها على النمو. وحدها سياسة المهادنة والجذب تساعد على إحداث تغيير حقيقي في إيران، وفق هذه القراءة. وثمة من يرى في واشنطن ان انتخاب حسن روحاني وحده يؤشر لبلوغ النظام في إيران حائطاً مسدوداً على أكثر من صعيد، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع الداخلي الشديد التأزّم. ويذهب أصحاب هذا المذهب الى اعتبار أن التغيير على مستوى فئة الشباب الايراني قد حصل فعلاً، وأن ماكينة النظام فهمت ذلك، وفتحت الباب أمام "خاتمي – 2" الذي هو حسن روحاني، مع الفارق أن الأخير خارج فعلاً من صفوف "الحرس الثوري" أو ما يعرف بالنواة الصلبة لنظام جمهورية إيران الاسلامية. وبحسب هذه القراءة العابرة لأروقة الإدارة الأميركية، أن أميركا قادرة على التحوّل في مدى منظور لاعباً محلياً في إيران، إذا ما اعتمدت سياسة الجذب والانفتاح على روحاني.

في هذه الأثناء، وفي انتظار معرفة صواب الخيار الذي يبدو أن أوباما اتخذه على حساب حلفائه التاريخيين في المنطقة، تستمر المعركة الكبرى في سوريا مع نظام بشار، في مرحلة تشهد صداماً من نوع آخر بين صفوف المعارضة السورية، الاسلامية المتزمتة والاسلامية المعتدلة ومعها المدنية. كل هذا يعزز فرضية ان إسقاط النظام مؤجل لبضعة أشهر. ومع ذلك، وبالرغم من القراءات المتشائمة لوضع المعارضة، فإن الحقائق على الأرض تشي بتمددها الميداني المتواصل. فلا الطوق حول العاصمة جرى اختراقه، ولا جرى ايقاف تقدم كتائب الثوار في درعا.

في لبنان، كانت السمة العامة انتظار انهيار النظام في سوريا، والآن انتظار حصيلة رقصة "التانغو" الاميركية – الأيرانية. وقبل ذلك لا نرى شجعاناً في الساحة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات