خواطر صينو ـ عربية: بيان مكتوب

تم نشره الأربعاء 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:11 صباحاً
خواطر صينو ـ عربية: بيان مكتوب
سمير عطا الله

هناك تفسيرات كثيرة للسلوك الصيني في المسألة السورية، منها التحالف الصيني - الروسي. هذا ليس صحيحا، لأن ما بين موسكو وبكين من الحذر التاريخي أكثر بكثير مما من الثقة والتحالف. ومنها تحالف الدولتين ضد التطرف، وهذا تفسير جزئي، ولا يكفي لأن تتجاهل بكين مواقف الدول الإسلامية والجامعة العربية ودول الطاقة في الخليج. فهي ليست أقل اعتمادا على النفط من أميركا وأوروبا.

ليس هناك سبب واحد، ولكن هناك مجموعة أسباب، أهمها، على ما يبدو، أن الصين لا تريد لنفسها أكثر من صورة دولة تترك السياسة الخارجية للروس. بوتين يتحرك، وهي تتبع في صمت. سيرغي لافروف يخرج من مؤتمر صحافي ليدخل آخر، ووزير خارجية الصين يكتفي بقراءة بيان مقتضب كل ثلاثة أو أربعة أشهر. ودائما مكتوب ولا ارتجال. وكما ظن الروس أن الصين نسيت العداء التاريخي، قام الصينيون ببادرة حسنة حيال أميركا. فالشريك الأكبر ليس روسيا ولا شرق آسيا ولا أوروبا. إنه أميركا، «النمر من ورق»، الذي كان ماو تسي تونغ يهدد بإحراقه في نشرة السادسة كل مساء.

الصين دولة غامضة، كثيرة الابتسام، قليلة الكلام، قليلة الزيارات (في الاتجاهين)، لكن ليس ذلك الغموض الإيراني. نياتها واضحة ومعلنة ومنضبطة حيال جميع جوارها وأعداء الماضي: اليابان، الهند والروس. لا تريد نقل آيديولوجيتها إلى أي مكان، و«الكتاب الأحمر» في متحف الشمع. أما السياسة الإيرانية المتعمدة الغموض، فموغلة في انقسام جوارها الأوسطي: العراق وسوريا ولبنان والبحرين وفلسطين.

أمن الصين، كما هو أمن أي دولة أو مجموعة، يتقدم على كل اعتبار. لكن الأمم لا تقوم على اعتبار واحد، مهما كانت أهميته. قاعدة الحزب «الشيوعي» في الصين، وضع الأمن في خدمة الازدهار والاستقرار. السلوك الإيراني هو حماية الأمن بزعزعة أمن الآخرين. ليس سرا أن طهران تمسك بالقرار الأمني في سوريا والعراق ولبنان. وليس سرا أن الأمنيين يرسمون السياسة في طهران. وقد كان الرئيس روحاني شريكا رئيسا في مفاوضات إيران ذات الطابع الأمني، ليس فقط مع الوكالة النووية الدولية، بل من أيام رونالد ريغان.

هناك نموذجان معاصران أمامنا؛ التمدد السوفياتي الآيديولوجي وبماذا عاد بعد 70 عاما، والانفتاح الآيديولوجي الصيني، الذي أبقى الحزب الشيوعي حاكما، وأرسل الآلاف من الطلاب إلى الجامعات والمعاهد الأميركية، يغرفون العلم وينقلونه إلى الصين. لا يخامرنّك شك بأنهم الأوائل في كل حقل. تذهب الصين إلى الحرب مع أميركا - يقول لي كوان يو - فقط إذا منعت طلابها من الدخول. أي عقوبات أخرى أمر ثانوي. إلى اللقاء.

( الشرق الأوسط 2-10-2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات