سيناريوهات رحيل الحكومة!!!
انه لمن يمن الطالع أن يتزامن فصل الخريف مع خريف عمر حكومة د.عبدالله النسور؛ ففي بحر هذا الفصل سيودع الاردنيون حكومتهم غير آسفين وغير محزونين على رحيلها ؛ ولكن التساؤل : ماهي السيناريوهات المتوقعة لرحيل الحكومة؟!.
السيناريو الأول : أن تنسب الحكومة للملك بحل مجلس النواب كضربة إستباقية ؛ وعلى قاعدة "علي وعلى أعدائي" ، وبالتالي تقع الحكومة في الاستحقاق الدستوري لرحيلها ، ولكن هذا السيناريو قد لا يكون مضمونا بالنسبة للرئيس لاحتمالية عالية بعدم موافقة الملك على حل المجلس هذا من جهة ؛ ومن جهة اخرى فقد لا يسمح للرئيس أن يخرج من الحكومة خروج الأبطال !!!.
أما السيناريو الثاني : صدور قرار من المحكمة الدستورية بحل مجلس النواب ؛ ولكن هذا القرار لا يترتب عليه حل الحكومة ، ومن الناحية النظرية يعني إطالة عمر الحكومة لتتولى مهمة الإشراف على انتخابات نيابية جديدة ؛ لكن من الناحية العملية فإن احتمالية بقاء الحكومة وإشرافها على الانتخابات القادمة احتمالية متدنية جدا ؛ لإن القيادة السياسية لديها قناعة أكيده بعدم ملائمة بقاء الحكومة لفترة تتعدى نهاية خريف هذا العام ؛ خصوصا بعد التقارير التشخيصية التي رفعت لصاحب القرار من شخصيات وطنية تحظى بثقة ملكية عالية وبتخطي مقصود للرئيس وطاقمه ومرجعيات تقليدية اخرى!!!، يضاف اليه المزاج الوطني الرافض بشدة لاستمرارية النهج الحكومي الحالي.
السيناريو الثالث ؛ والذي بدأت تلوح بالأفق ملامحه ؛ وهو انقضاض مجلس النواب على الحكومة لسحب الثقة منها ؛ وهو سيناريو درجة إحتماليته عالية جدا ؛ فالنواب بعد أن شعروا بالهزيمة السياسية من قبل الحكومة بعد فشلهم في تمرير قانوني الضمان الاجتماعي والتقاعد ؛ بات لديهم دافع قوي في الثأر لأنفسهم ؛ كما أنهم لا يريدون الخروج من "المولد بلا حمص " ، فمعظمهم يدرك أن عمر المجلس أوشك على النهاية وبالتالي فإنهم لن يقبلوا العودة لقواعدهم الشعبية "بخفي حنين " ، ومن هنا فإن أفضل إستراتيجية للدفاع من منظورهم الهجوم والمتضمن "الغداء بالحكومة قبل أن تتعشى بهم!!!.
ومما سبق نستنتج أن كافة السيناريوهات المقترحة تتفق على رحيل مجلس النواب ؛ وهذا حتما سيتبعه رحيل الحكومة ، والتساؤل الأهم : ماهي الاستجابة المتوقعة من رئيس الحكومة لمواجهة السيناريوهات السابقة ؟! ، المعروف أن رئيس الوزراء د. عبدالله النسور يتصف بدهاء غير طبيعي ؛ وبالتالي فهو يدرك تماما أنه في خريف العمر ؛ السياسي طبعا؛ كما أنه يقرأ جيدا المشهد السياسي الأردني ؛ وإن ثناء السفير الأمريكي لأدائه ؛ إنما يعني شهادة وفاه لحكومته ؛ كما أن الرسائل الملكية الأخيرة وصلته في وقتها ؛ وعليه ؛ فالسيناريو المتوقع من الرئيس هو تقديم إستقالته بشكل يفاجئ الجميع ؛ إن سمح له بذلك!!!.