العيد

تم نشره الإثنين 28 أيلول / سبتمبر 2009 01:48 مساءً
العيد
مفيد المبسلط

عيد بأية حال عدت يا عيد ...  بما مضى أم لأمر فيه تجديد

لا شك بان العيد فيه ابعاد انسانية رائعة باعتبارها مرحلة متجددة وفرصة مناسبة لتصفية النفوس واراحتها, وبعودتها لفطرتها الطيبة, وفي الابتعاد عن البغضاء ويتجلى ذلك في لقاء الاخوة بالاخوة والاصدقاء بالاصدقاء وفي لقاء الناس لبعضهم بعضا يتحدثون فيه عن كافة قضاياهم الدينية والدنيوية , الروحية والمصيرية !!

العيد مناسبة رائعة تتأجج فيه احاسيس البشر المخلصة المؤمنة اذ ما ان تعلن بشائره حتى يسعى الانسان الى صلة رحمه واقربائه فتزول ترسبات العداوة وتتلاشى الاحقاد الدفينة , وهذه هي فلسفة الاسلام في العيد فهي تقوم على التواد والتصافي والتسامح بين القريب والبعيد, وبين الجار والجار بل بين ابناء الامة الواحدة في لقاءات تعلو عن كل جشع في الدنيا وباطماعها .. وزهد لتوطيد المفاهيم الروحية المليئة بالتعاطف والتكافل والتسامح بين افراد الامة عن كل ما مضى, هذه الامة التي جاء عنها بنص صريح من خالق الكون عز وجل (خير امة اخرجت للناس) هكذا قال تعالى في امة الاسلام وجعل الحكمة من العيد لتكون اياما سعيدة مليئة بحلاوة اللقاء وبتصفية النفوس من ترسبات العام الماضي ..

وبرفع كلمة الله عاليا بالعمل الصالح الصادق الدؤوب ولكن وبالرغم من كل هذا فعندما يقف الانسان مع نفسه في كل هذه الاعياد ومنذ فترة طويلة خلت ولا تزال اي منذ احتلال فلسطين كل فلسطين من العدو الاسرائيلي للارض والمقدسات فبصدق وامانة فانه يجد - ومع الاسف - في القلب غصة وبالنفس مرارة وفي العين دمعة لان هذه الاعياد تعود تتكرر والاهل يرزحون تحت اغلال الاحتلال ارضهم مأسورة وقضاياهم مقهورة واعيادهم حزينة وعزائمهم مهزومة يمر بذاكرتهم شريط اسود مليء بالاحباط والهوان ومن اواخرها ما حصل في غزة من تقتيل واجرام ولا يزال وما حصل من اتفاقيات جائرة كامب ديفيد  واسلو والارض لا زالت محتلة والشعب الفلسطيني مشردا.

ومن ذبح للعراق واعادته لعدة عقود الى الوراء وما جرى ولا يزال يجري في افغانستان والسودان والصومال وحروب الخليج والمذابح البشعة بحق الفلسطينيين كما حصل في صبرا وشاتيلا وغيرها كثير كثير .. واحتلال يمارس القهر والاذلال على اهلنا هناك في كل يوم في ارضهم ومياههم وبالحواجز المتعددة بين مدن وقرى الوطن المحتل , وفي شل اقتصادهم بل وفي قهرهم يوميا بحاضرهم ومستقبل اولادهم ليس هذا فحسب بل ومن طرفنا ايضا مشاكل وقضايا تولدت نتيجة الاحتلال كقرار فك الارتباط غير الدستوري وما نتج عنه من تقسيمات بين اهل الشعب الواحد كما حصل في فلسطين حتى اصبحت هذه الامور تحبط الانسان .

ولكن وبالرغم من كل هذا فمرحبا بك ايها العيد ففي المستقبل سيأتينا العيد الذي نريده ونأمله بمشيئة الله تعالى بلقاء الاهل في الاوطان والمقدسات المحتلة وقد تحررت وانعتقت اهلا بك ايها العيد في المستقبل والناس هاماتهم مرفوعة وكراماتهم عالية عزيزة وكل قضاياهم محلولة وعادلة .

فحسبنا الله ونعم الوكيل

مفيد المبسلط - نائب سابق

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات