كلام في رأس السنة الهجرية
يغادر الرسول صلى الله عليه وسلم مكة الى المدينة لكي يصنع جيلا ً جديداً يحمل رسالة أمة , جيل عرف ربه معرفة صحيحة , جيل أقام صلته بالخالق على مبدأ السمع والطاعة , جيل أسس مجتمع متكامل قائم على الالتزام بإقامة الصلاة إيتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر , جيل صنع أمة وأقام مجتمع ناجح فيه الفلاح وفيه الطبيب وفيه الخياط وفيه الصيدلي وفيه المهندس وفيه المعلم وفيه الجندي المجاهد , مجتمع حمل رسالة الى كل العالم فكانت شرقا ً الى الهند والسند وغربا ً الى قلب اوروبا , حمل رسالة قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني , فكبر المجتمع وكبرت دولته فأصبحت مترامية الأطراف عنوانها العدل , رحمك الله يا عمر بن عبد العزيز في زمن بني أميه تبحث عن فقير فلم تجده ... لقد تجسد العدل فإستغنيت وأغنيت الأمه .........
ثم تراخت الليالي , وانقضت أيام وأيام وأبتعدت الأمه عن منهجها وابتعدت عن خطى صاحب الهجرى وأفسد الجو السياسي فأفسد معه الجو الثقافي والجو الصناعي والجو الزراعي , وأصبحت الأمه تعرج خلف الأمم من داخلها فكان خراب خلقي أتبعه خراب نفسي فأنهزمت الأمه من داخلها وعلا الرويبضه وتأخر العلماء , وتأخر أصحاب الفكر وأصحاب المنهج السليم فكان الأستبداد السياسي الذي شل الفكر وأصبح المجتمع بين المطرقة والسندان .
في ظل رأس السنة الهجرية نحن بحاجة الى من يحمل شعلة الامل , ويصنع التاريخ من جديد ... تاريخ الأمه عنوانها الهجرة الى المعالي .......
نحن بحاجة الى حاكم يقوم ويخطب في الناس " أيها الناس إني قد وليت عليكم , ولولا رجاءٌ أن أكون خيركم لكم , وأقواكم عليكم وأشدكم أستضلاعاً من مهم أموركم , ما توليت ذلك منكم "
رحمك الله ياعمر ... نعم الأمير أنت ...ونعم الحاكم أنت .