طريق الأزرق ... " طريق الموت ومقبرة للسائقين "

تم نشره الأربعاء 27 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 09:21 صباحاً
طريق الأزرق ...  " طريق الموت ومقبرة للسائقين "
طريق الأزرق

المدينة نيوز :- روى عابرون على طريق الأزرق بوابة الأردن من الناحية الشرقية، والذي أضحى يسميه المغتربون والزائرون بـ"مقبرة السائقين" لكثرة ما يقع عليه من حوادث تصادم قاتلة أزهقت أرواح المئات، تفاصيل اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت في حادث التصادم الذي وقع ليل أول من أمس بين شاحنة ومركبة صغيرة ونتج عنه 5 قتلى.

وشهد الطريق الواصل بين قضاء الأزرق ومدينة الزرقاء، في ساعة متأخرة من ليل الاثنين الثلاثاء مجزرة مرورية خلفت خمس وفيات إثر تصادم مركبة شحن "تريلا" بمركبة صغيرة قرب مخيم مريجب الفهود للاجئين السوريين.

وقال مصدر في المديرية العامة للدفاع المدني إن فرق الإنقاذ والإسعاف في مركزي دفاع مدني شويعر والأزرق عملا على إخراج المتوفيّن من المركبة باستخدام معدات الإنقاذ الخاصة بحوادث السير وإخلائهم إلى مستشفى الأمير فيصل.

ويقول شهود العيان إن السائقين الذين توقفوا في مكان الحادث لم يتمالكوا أنفسهم من هول المشهد؛ فبدأ بعضهم بالتكبير والصراخ فيما أمسك البعض الآخر رؤوسهم بأيديهم واكتفوا بذرف الدموع في مشهد هستيري يصعب وصفه كما يقول أحد الشهود وهو خالد منصور.

ويروي منصور كيف أصيب بالرعب عندما كان عائدا بمركبته من الطريق الفرعي المؤدي من مخيم مريجب الفهود للاجئين السوريين إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى الزرقاء حين سمع صوت "انفجار" فظن أن طائرة عسكرية قد سقطت، لاسيما مع وجود مهبط طوارئ بمحاذاة الطريق، "أصبت بحالة من الذهول وعدم التركيز لثوان ولم أدر كيف أوقفت مركبتي على جانب الطريق، وبعد أن ذهب عني الخوف قليلا نزلت لأرى ما الذي سقط من السماء".

ويتابع منصور "نظرت خلفي فوجدت أنوارا كثيفة ترافقت مع سماعي أصوات أبواق المركبات فركضت مسرعا وكل ما خطر في بالي أن أرى طائرة قد سقطت على إحدى المركبات، ولكنني عندما وصلت رأيت شاحنة كبيرة قد التهمت إحدى المركبات الصغيرة وبداخلها عدد من الجرحى منهم من اختلطت أجزاؤه بالمركبة".

ويضيف منصور - بحسب الغد - أنه أصيب بحالة هستيرية وبدأ بالصراخ والجري في مكان الحادث دون أن يدري ماذا يفعل فـ"المشهد الذي رأيته لا يمكن تخيله"، مضيفا أن هذه الحالة أصابت العديد من عابري الطريق الذين توقفوا لرؤية الحادث وتقديم المساعدة.

وقال شاهد العيان إن الحادث وقع بسبب تردي الطريق وانعدام الإنارة فيه، مشيرا إلى اضطرار السائقين إلى المسير على أطرافه تلافيا للحفر والهبوطات، وبالتالي تكرار وقوع حوادث الاصطدام بالمركبات الأخرى على هذا الطريق.

ويعد "طريق الزرقاء الأزرق الطريق الدولي للمنافذ الحدودية للقادمين والمغادرين لدول الخليج العربي والعراق وممرا لشاحنات نقل البضائع من والى المملكة .

وعلاوة على كونه سببا في إزهاق حياة المئات من الأبرياء فإن طريق الأزرق يحمل سمعة سيئة على مستوى عربي وعالمي وأصبح مدارا للنقد اللاذع على تردي طرقات المملكة خاصة في دول الخليج، حيث يروي مغتربون هناك قصصا لمواطنين عرب باتوا يتحاشون زيارة الأردن برا مهما كانت المبررات بسبب سوء الطريق.

وقال المغترب في المملكة العربية السعودية بلال محمد إن زملاءه السعوديين كثيرا ما يعايرونه بسبب تردي طريق الأزرق، إلا أنه لم يكن مقتنعا بنقدهم لأنه "لم يكن قد جرب المسير على هذا الطريق"، بيد أنه يقر بعد تجربته بأن زملاءه كانوا مخطئين بالقول إنه طريق سيئ، لأنه حسب رأيه لا يمكن تسميته بالطريق أساسا.

وقال سائق شاحنة موسى رشيد إن "الطريق دولي ونافذ وهو طريقنا الرئيسي والوحيد إلا أن ضيقه ومحاولة السيارات الصغيرة التجاوز عن الصهاريج والشاحنات القادمة والمغادرة باتجاه العراق والسعودية أكبر أسباب الحوادث.

ويضيف "الشارع بحاجة إلى توسعة إضافة إلى استخدام أسطح خشنة في الشارع بسبب وجود النسبة الأكبر من السيارات التي تستعمله من السيارات المحملة بالمحروقات ومن الطبيعي أن تنسكب على الشارع لتؤدي بالتالي إلى انزلاق السيارات.

ومنذ أن تم إنشاء الطريق قبل أكثر من عقدين لم تطرأ عليه أي إضافات تذكر، فيما عدا الصيانة المؤقتة التجميلية والترقيعات لبعض المطبات والحفر والهبوطات عند وقوع الحوادث، حتى أن أكتافه الجانبية أصبحت بحالة يرثى لها، ولم تعد صالحة لوقوف المركبات بطريقة صحيحة وآمنة.

ويمتد طول الطريق 110 كيلومترات، من تقاطع الضليل/ المنطقة الحرة بالقرب من طريق الزرقاء/ الحدود السورية، ولغاية مركز حدود العمري، مروراً بتحويله عند مدينة الأزرق.

ويشكل طريق الأزرق (العمري) الحدودي مسرحا رئيسيا للحوادث الدامية، التي حصدت أرواح مئات الأبرياء، من مختلف الأعمار، بينهم سياح أجانب وعرب، ووافدون.

وكان الأردن حصل العام الماضي على منحة من المملكة العربية السعودية بقيمة 170 مليون دينار لإعادة تأهيل طريق الأزرق ليصبح بأربعة مسارب وجزيرة وسطية "حسب المواصفات الدولية إضافة إلى إنارة كاملة"، وفق تصريحات رسمية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات