العطاء

العطاء إطار واحد لمجموعة أشياء متعددة ومختلفة تهدف في نهاية الأمر طبع صورة جميلة ورسم إبتسامة على وجوه عابسه وقلوب محطمة ، بما نهبه لغيرنا سواء أكان هذا العطاء معنويا أو ماديا محسوسا ونحرص على العمل والتفاني في هذا العطاء لغيرنا حين قدرتنا على ذلك .

العطاء الحقيقي أن تكون ذا قلب مفعم بالحب والصدق لكثير من بني البشر ممن عرفت وممن لا تعرف .والعطاء الحقيقي لا يبنى على مصلحة تضيع بضياع او زوال هذه المصلحة ، وليس العطاء مجاملات ووجوه تتلون بحسب المصلحة والحاجة .مقابل ذلك يكون لك صديق مخلص يتصف بالمحبة والمودة والإخلاص.

ومن يمتلك هذه الصفات الطيبة فلن يكون وحيدا في هذا الكون الممتد والشاسع المترامي الأطراف ، لإنك ستكون بين أحبة يلتفون حولك إذا ما ألم بك حزن او مرض ، يبعثون فيك الأمل والتفاؤل والسعادة

وبها تكون الاخوة الحقيقة التي نحتاج إليها وإن اختلفت الديار واللهجات وبعدت المسافات وطالت الطرق فسيبقى الوفاء والمحبة هو النبراس الذي ننشده.

والعطاء ان تمنح الآخرين مما لديك بدون مقابل سواء كان المنح مالا أو مبادرة لخير .

فالعطاء أن تفرح لفرح غيرك . العطاء أن تعطي ولا تنتظر المقابل لما أعطيت .

العطاء أن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب ، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر لتعلمه بمدى مكانته عندك .. ومدى تقديرك وحبك له .

العطاء أن لا تعيش لأجل نفسك فقط ..

العطاء أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي .. ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره ..

العطاء ان تدعو لأخيك بظهر الغيب دون علمه بذلك .

العطاءأن تعطي مما وهبك الله من أشياء روحية وعقلية وخبرة ووقت لتفيد الآخرين

العطاء ليس بتقديم الطعام أو المال للمحتاجين ، العطاء بالمحبة والمودة والتسامح .

العطاء ان تعفو عمن أساء اليك ، وأنت قادر عليه .

العطاء أن تتقبل عذر أخيك وتتقبل عثرته.

العطاء تقديم أو توضيح مفهوم أو نظرية او فكرة تفيد بها الغير وتعطينا حياة أفضل إذا ما نجحت فكرتنا.

العطاء هو الصدق ، العطاء هو التحفيز لعمل الخير والتشجيع عليه.

العطاء ان نكون مواطنين مخلصين نتحمل أعباء الوطن وان لا نكون حملا ثقيلا عليه .

العطاء ان تشعر من يتعامل معك بأن الحياة لها قيمة ورائعة .

العطاء أن تستقطع من وقتك أقل القليل لتقديم مشورة نصيحة إصلاح خدمة أخوية للغير.

العطاء ان تحترم الأخر وإن كان لا يستحق هذا الإحترام ، لأن النفس الطيبة تأبى غير هذا .

العطاء شجرة مثمرة ترمى بالحجارة فتعطيك الثمر .

العطاء نهر دافق وبحر زاخرلا يتوقف عند حد .

العطاء ليس بقيمة ما تعطي ولكن بتأثير ماستعطيه .

العطاء ان تعطي دون إجبار إو إرغام أو إكراه على ما ستعطي .

يقول أحد الفلاسفة: "هبة الأشياء ليست ثمينة كهبة الأفكار، بل إنّ الخواتم والجواهر وكل الأشياء النفيسة التي نقدمها لمن نحب ليست هبات حقيقية، ولكنها اعتذار عن الهدايا الحقيقية، الهبة الوحيدة الحقيقية هي بضعة من النفس". تأملوا قول الله – تعالى –: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر/ 10)، وقوله (ص): "دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك المؤكَّل به: آمين ولك بمثل"، إنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يكونوا يملكون المال – باستثناء حالات قليلة – ولم تكن الأشياء هي أعظم ما قدموه لأممهم، لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف والغايات الكبرى، وعلى هديهم سار كل المصلحين والربانيين على امتداد تاريخ أُمّة الإسلام.

ومن صور العطاء الجميلة عطاء الأب والأم الذي لا يتوقف .

ومنها عطاء المعلم المخلص الذي لا يتوقف عن العطاء برغم قلة الدخل، وسؤ الأوضاع وعدم التقدير فالمعلم المخلص والذي يعطي هو صورة جميلة في زمن تغيرت فيه المفاهيم والقيم وتبدلت .

اجمل العطاء عطاء الصداقة الخالصة بتقديم النصح والوقوف مع صديقك في ظروفه الصعبة ، وان تجعل من وجودك معه يغنيه عن كل شيء.

أجمل العطاء هو عطاء المحرومين فهل جربت يوماً أن تعطي يتيماً ولو لمسة حنان ، اهتمام ،عطف هدية بسيطة لهذا اليتيم؟

أما عطاء الحب ان تشعر من تحبه بلمسات حانية وإهتمام بكل ما يقول ويفكر به شريكك ، وأن تغوص في أعماقه، لمعرفة المزيد.فكل إنسان معطاء هو إنسان محب. فبمقدار عطائك يفتقدوك الآخرون.!!!.