على هامش الموجة الثلجية

تم نشره السبت 21st كانون الأوّل / ديسمبر 2013 01:01 صباحاً
على هامش الموجة الثلجية
فهد الفانك

المنخفض الجوي الذي اجتاح المملكة، والموجة الثلجية الكاسحة والانجماد الذي لحقها، هذه الطوارئ لا تحدث كل يوم أو كل سنة، فلا بد من توقع وتحمل نتائج وسلبيات لا يمكن تجنبها.

من غير المعقول مطالبة الجهات المعنية بأن يكون لديها استعداد كامل لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي الذي لا يحدث سوى مرة كل سنة أو سنتين. فهل كان من الواجب استيراد التجهيزات وكاسحات الألغام اللازمة لكي تعمل يومين أو ثلاثة في السنة ويعلوها الصدأ بعد ذلك.

من الطبيعي ان يعالج الظرف الاستثنائي عن طريق الفزعة، أي أن تهب للمساعدة كل الجهات التي تملك وسائل المساعدة، وأن يتحمل المواطن بعض السلبيات التي لا بد منها حتى تمر العاصفة، ومن الواضح أن الجيش والامن العام والدفاع المدني والبلديات لم يقصروا وعملوا تحت اسوأ الظروف عندما كان الآخرون في دفء بيوتهم.

في المحصلة وفرت لنا الموجة الثلجية فرصة ثمينة لممارسة هواياتنا في الاحتجاج والتذمر، فلماذا تنقطع الكهرباء عن بعض الأحياء، مع أن الغريب أنها لم تنقطع عن كل الأحياء بالرغم من الظروف القاهرة.

لماذا لا يوجد في شركة الكهرباء من يرد على هاتف شكاوي المواطنين ؟ لا بد من التريث قبل إصدار الأحكام فقد يكون الموظف المسؤول على الرد غير قادر على مغادرة بيته والوصول إلى مكان عمله، أو أنه وصل وليس لديه اية معلومات مطمئنة يمكن أن يقدمها للمشتكين، ذلك أن طواقم الصيانة لا تستطيع الوصول إلى مقر الشركة، وإذا وصلت لا تستطيع الوصول إلى أماكن الأعطال، وإذا وصلت لا تستطيع العمل تحت هذه الظروف القاسية.

في أزمة الثلج لم يتم تلبية الطلب الطبيعي على الخبز والغاز فقط بل إن الطلب زاد كثيراً دون أن تحدث ازمة. بعض الطرق الحيوية ظلت مغلقة بعض الوقت لأن المواطنين تركوا سياراتهم في وسط الطريق دون أن يشعروا بالمسؤولية فحبسوا غيرهم وأعاقوا عمليات الإنقاذ ولم يرحموا طريق المطار.

أجهزة الدولة أمنت مئات الولادات، وعشرات المرضى المضطرين لغسيل الكلى ومئات الموظفين الذين احتاجوا لمن يوصلهم إلى أماكن عملهم، وتم إنقاذ كل من استغاث. وكل هذا يستحق التقدير والشكر وليس التذمر والشجب والإدانة.

لنا كمواطنين حقوق على الدولة من حقنا أن نطالب بها ونحصل عليها، ولكن علينا أيضاً واجبات يجب أن نقدمها غير الاحتجاج والتذمر.

جلالة الملك أشاد بإنجازات مؤسساتنا التي عملت بتكامل وبروح الفريق، وطالب بتقييم أوجه القصور لمعالجتها والاستفادة من الدرس القاسي.

( الرأي 21/12/2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات