ايران .... و عريف الصف المشاغب
اتذكر عدما كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية و الاعدادية في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان هناك دائما مربي للصف من المعلمين في المدرسة الذين يدرسوننا بعض المواد و يكون الصف تحت مسئوليته و يعين هذا المربي عريفا من الطلبة ليضبطوا الصف خلال الاستراحة و هي خمس دقائق بين الحصص او في حال غياب احد المعلمين عن حصته او تاخره لبعض الوقت و مواصفات هذا العريف هو ان يكون قوي الشخصية و واثق من نفسه و له سطوة و حضور بين الطلاب و بمعنى اخر هو الطالب المشاغب و المشاكس و الشرس و هو الاقوى و لا يستطيع احد ان يعتدي عليه و لم يكن الاختيار على اساس الادب او المسالمة او الاجتهاد العلمي ,
ما لفت انتباهي لهذه الصورة القديمة في ذهني هو ما حدث مع ايران و مفاوضاتها حول مفاعلها النووي مع الدول الخمس+1 و على راسهم الولايات المتحدة الامريكية و هي مربي الفصل في مقارنتنا هذه حيث يحتاج المربي لعريف للفصل و هم مجموع الطلبة و طلبتنا هم الدول العربية التي كانت مسالمة و مهادنة و مؤدبة و مجتهدة في تنفيذ سياسات الولايات المتحدة الامريكية في منطقتنا و هي حماية اسرائيل و تدفق النفط عليها و عريف الصف الذي تم اختياره من قبل مربي الفصل ( امريكا ) هو ( ايران ) لانها الوحيدة المشاكسة و المشاغبة و هي الاقوى بما تمتلكه من مقومات و هي ارادتها الحرة و تصنيع سلاحها بنفسها و ولاية الفقيه التي تستغله لفرض راي المرشد العام و هو صاحب القول الفصل لوحده بعد اخذ الاستشارات حول اي قرار استراتيجي و ايضا مشاكستها في المنطقة للعدو الصهيوني و تهديدها باغلاق مضيق هرمز و تاثيره على تدفق منابع النفط من المنطقة و ما تمتلكه من مشاكسات اخرى في المنطقة .
و لقد نجحت ايران بهذه الطريقة التي اتبعتها و استطاعت بكل حنكة و سياسة ان تقلب الطاولة على رؤوس كل الدول العربية و التي هي صاحبة الحق و القوة في المنطقة لو انها مجتمعة و موحدة الفكر و الراي و المصلحة العليا للامة العربية .
كل ما اتمناه ان تعيد هذه الدول حساباتها حتى لا توضع لهم اصفار في النتيجة النهائية بناء على تنسيب عريف الصف .