عادت الاغتيالات

تم نشره الأربعاء 01st كانون الثّاني / يناير 2014 01:32 صباحاً
عادت الاغتيالات
علي حماده

تنتهي السنة ٢٠١٣ بعودة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية، وتشرع الابواب على مرحلة من اخطر المراحل السياسية - الامنية منذ ما قبل ايار ٢٠٠٨، ولا سيما ان البلاد دخلت في ربع الساعة الاخير في ما يتعلق بإستحقاقين اساسيين: الاول تشكيل حكومة تقطع مع صيغة حكومة "حزب الله" التي اتت في سياق انقلاب نفذه "حزب الله" والنظام في سوريا. ما الآخر فمتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في حين تبدو الآفاق شديدة القتامة مع احتمال ان يشهد لبنان فراغا رئاسيا يفرضه الفريق الساعي الى اعادة تركيب الصيغة اللبنانية بما يتلاءم و وظيفته ببعديها الاقليمي والمحلي.

بديهي القول ان اغتيال محمد شطح رسالة بأن الاغتيالات عادت وسيلة استخدمها الفريق المعروف لحسم الخلافات السياسية. وبديهي القول ان الخطر بات يحدق بعدد من القادة الكبار، واولهم الرئيس ميشال سليمان الذي يحث الخطى في اكثر من اتجاه، خصوصا في اتجاه تشكيل حكومة حيادية من خارج الاحزاب التي ان اتت بالتوافق مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ستكون في سياق المواقف الاستقلالية التي اتخذها ويتخذها الرئيس سليمان في شكل منتظم ومتصاعد ضد السلاح غير الشرعي في البلد. وهذا بالتأكيد ما يضع الرئيس سليمان في دائرة الخطر الكبير على حياته.

اما الشخصية الثانية المعرضة بدرجة كبيرة فهي الرئيس تمام سلام الذي يمكن "حزب الله" دائما بالتنسيق مع النظام في سوريا ان يعرض حياته للخطر الشديد لان شطبه اذا حصل لا سمح الله، فيمكن ان يقلب الموقف رأسا على عقب، معيدا موضوع تكليف رئيس لتشكيل الحكومة الى نقطة الصفر و من خلاله امر الحكومة برمته. (ثمة من يطرح سيناريو سياسي للانقلاب على الرئيس سلام يسبق تشكيل الحكومة، ألا وهو توقيع عريضة نيابية من قوى ٨ آذار تسحب تأييدها لسلام لخلط الاوراق من جديد).

ثمة شخصية ثالثة كانت ولا تزال في دائرة الخطر الشديد، وشكل اغتيال محمد شطح رسالة مباشرة اليها هي الرئيس فؤاد السنيورة نظرا الى ان استهدافه يأتي في اطار استكمال "حزب الله" ومن معه عملية الالغاء المنظم للقوى الحية والفاعلة في "تيار المستقبل" المعتبر عماد الفريق الاستقلالي ببعده المحلي والاقليمي والدولي.

قتل محمد شطح بقرار تنفيذي اتخذ في حارة حريك، وبقرار اعلى اتخذ في مكان ما في طهران وربما دمشق (هذا اذا ما كان بعد لبشار الاسد من قيمة فعلية في القرار الايراني في ما يتعلق بلبنان). والرسالة وصلت الى جميع القوى التي كان يهم الطرف القاتل بان يوصلها اليها في السياسة والامن. و اذا كان اول رد على عودة الاغتيالات اتى في شكل غير مباشر من طريق الاعلان عن المساعدة السعودية غير المسبوقة للجيش اللبناني والتي الهبت الموقف المعادي لمشروع الدولة وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، فإن هذا الاعلان زاد حجم الاخطار في حين يكتشف قتلة محمد شطح المعروفين تماما ان اغتياله لم يضرب عزم، وتصميم، الفريق الاستقلالي العازم اكثر من اي وقت مضى على تحدي الاغتيالات والقتلة.

( النهار اللبنانية 2014-01-01 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات