المحافل الرياضية جسر متين لتسويق السياحة الأردنية
فتح نجاح الأردن في المحافل الرياضية الدولية على مستوى الألعاب الفردية والجماعية الباب واسعا للحديث عن قصور وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة في امتطاء هذه الصهوة لترويج السياحةالأردنية من خلال ابراز الهوية الوطنية للأرث الحضاري لأرض وانسان قدم للبشرية منذ فجر التاريخ الكثير. فعلى الأرض الأردنية قامت أقدم المستوطنات الزراعية للأنسان في الألف الثامن قبل الميلاد حيث زرع الحنطة ودجن الماعز في بسطة وبيضا وتل الصوان وعشرات المستوطنات البشرية.
ولا يخفى على خبراء السياحة والمتخصصين الغياب الكامل لهيئة تنشيط السياحة والوزارة في اشتثمار ذهاب الأردن بعيدا ووصوله للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم اضافة الى مشاركته قبل أعوام في بطولة كأس العالم للسلة واحراز ابطال الألعاب الفردية للميداليات والكؤوس. يضاف الى ذلك تميز الأندية الأردنية ومنتخبات كرة القدم للرجال والسيدات وتقديمهم انجازات غير مسبوقة من ميداليات ذهبية وفضية كما هي قصة المشاركات في محافل البارا أولمبياد.
والآن وبعد نجاح الأردن في استضافة وتنظيم كأس العالم للناشئات بكرة القدم في العام 2016 اصبح الأمر أكثر الحاحا بحيث لا يمكن تجاهله يضاف الى ذلك ازدحام أجندة البطولات الرياضية في الدول العربية المجاورة وخاصة الخليجية منها. فالمحافل الرياضية العالمية تمتلك جمهورا نوعيا يتجاوز ملياري مشاهد وهو جمهور شاب متابع بشغف ويمتلك ثقافة عن الدول الأفراد والأندية والبطولات ومواعيدها. كما أنه مستعد للسفر جغرافيا وذهنيا لكل انحاء العالم، فعدد المشاهدين لنهائي كرة قدم او بطولة تنس أو غيرها يتجاووز نصف مليار مشاهد بأقل التوقعات. ناهيك عن الأدوات الأعلامية الهائلة التي تخاطب جماهيرها كل بلغته وثقافته. كما ان استضافة نجوم الرياضة العالمية سيحقق ترويجا اعلاميا فريدا وواسعا، ولنا مثلا ان نتخيل استفادة قطاع السياحة من استضافة لاعب كرة السلة العالمي مايكل جوردن ليكون عنوانها الأعلامي Michel Jordan in Jordan ) ) ضمن برنامج استضافة كبير وممنهج.
ولهذا فمن المفيد والضروري للغاية ان تقوم وزارة السياحة باعداد برنامج ترويجي وترفيق متخصصي التسويق في هيئة تنشيط السياحة للمشاركات الرياضية الأقليمية والقارية والعالمية بحيث يصبح جزءا من الفريق المرافق، واذا تعذر ذلك بسبب الأمكانات المالية فمن الممكن ان تقوم الهيئية بتدريب وتأهيل بعض اداريي الفرق اضافة الى نشر التوعية بالقيمة الوطنية لترويج الأرث الحضاري الأردني بين كل الرياضيين الأردنيين وادارييهم ليقوم كل بدوره الأيجابي.
وهنا لا بد من التذكير بالتجربة الترويجية النوعية على المستوى العالمي التي قام بها جلالة الملك عبدالله فيما يعرف بالجولة الملكية ( Royal Tour ) والتي قام الملك الشاب فيها بدور دليل السياح باقتدار فأحدثت فارقا شاهدا في استقطاب السياحة العالمية للأردن. يضاف لذلك تجربة الهيئة الملكية للأفلام في استضافة ودعم مجموعة من الأفلام العالمية والتي تركت بصمة ايجابية لا تنكر في ذاكرة السياحة الأردنية ورالي السيارات الدولي وماراثون البحر الميت وماراثوتون وادي رم للخيول وسباق الهجن وقوة الصحراء وغيرها.
ولعل الزام وكلاء السياحة والسفر بتقديم استبيان قياس مدى رضى السائح عن الخدمات المقدمة ومستوى المنتج السياحي الأردني ومعرفة كيفية اتخاذ السائح لقراره بزيارة الأردن وغيرها من البنود التي تعطي تغذية راجعة قيمة ومفيدة لقطاع السياحة وستساهم كثيرا في تطوير الأستراتيجية الوطنية للسياحة واستراتيجية هيئة تنشيط السياحة الأردنية. مع التذكير بالطريقة الهزيلة و " الشلفقة" التي قامت بها الوزارة بتوزيع الأستبيانات على زوار البتراء وذلك لأرضاء الجهات المانحة فقط.
ونختم باتأكيد على ضرورة مشاركة الفعاليات السياحية مجتمعة في الترويج السياحي كل حسب تخصصه وأهمها هيئة السياحة الوافدة والملكية الأردنية وأدلاء السياح اللذين يتكلمون 29 لغة أجنبية بعدد يتجاوز 1300 دليل يرافقون المجموعات السياحية داخل الآردن منذ وصولهم المعابر الى لحظة مغادرتهم البلاد. وبالرغم من ذلك القصور الواضح فلا بد من الأعتراف بنجاحات وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة في الترويج السياحي في العالم وفتحها الأبوب امام اسواق جديدة لم تكن متاحة من قبل على محدودية ميزانياتها على الأقل مقارنة بمعظم الدول العربية.