شباب الأردن ولبنان يساهمون في تعزيز وتوثيق التراث الثقافي
المدينة نيوز - بهدف تفعيل الشباب كفئة كبيرة ونشطة في مجال المحافظة على التراث والثقافة انطلق هذا البرنامج ، من قبل مؤسسة ميرسي كور في برنامجها "اساسات لمستقبل متين" ، حيث تم اختيار 72 شابا وشابة ضمن الفئة العمرية 13 - 18 سنة ، للمشاركة في نشاطات المشروع الهادف لاكساب المشاركين مهارات تمكنهم من توثيق الارث الثقافي في مناطقهم ، بعد تدريبهم على تصميم و تنفيذ مشاريع الوسائط المتعددة المرئية والمسموعة (Multimedia) للتراث الثقافي و توثيقها.
وقد استطاع الشباب المشاركون في البرنامج وعلى مدار اربعة أشهر متواصلة العمل على انتاج مشاريع متنوعة توثق التراث الثقافي في مناطقهم باستخدام الوسائط التي تم تدريبهم عليها مسبقاً بحيث بلغ عدد المشاريع المنتجة 26 مشروعاً تتنوع بين افلام فيديو ، صور فوتوغرافية ، تسجيلات صوتية بالاضافة الى المواد المطبوعة.
وباشرت مؤسسة ميرسي كور بالتعاون مع شركائها المحليين متحف الاردن ومعهد الملكة زين الشرف التنموي اطلاق معارض محلية في ست محافظات هي: العقبة ، معان ، اربد ، السلط ، الزرقاء ، بالاضافة الى العاصمة عمان وذلك ضمن مشروع أساسات لمستقبل متين: "شباب لبنان والأردن يساهمون في تعزيز التراث الثقافي" الممول من المفوضية الأوروبية.
وينفذ هذا المشروع ، الممول من قبل المفوضية الاوروبية في إطار برنامج التراث الأورومتوسطي الرابع ، من قبل منظمة ميرسي كور في الاردن ولبنان بالشراكة مع شركاء محليين في كلا البلدين ، في الاردن يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع معهد الملكة زين الشرف التنموي ومتحف الاردن ، اما في لبنان فينفذ بالشراكة مع جمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان والمديرية العامة للآثار ـ المتحف الوطني.
وتقول مديرة المشروع عبير بكر: يهدف هذا المشروع الذي بدأ تنفيذه مطلع العام الحالي ومدته سنتان - الى تسهيل الوصول إلى التراث الثقافي والتشارك في هذا الإطار لبناء الاعتزاز والمعرفة لدى الفئات الشابة والأطفال في لبنان والأردن ولتعزيز حس الانتماء والمعرفة لديهم. كما يهدف ايضا الى تحويل المتاحف والمواقع التراثية في الأردن ولبنان إلى محاور للتعليم وإحياء التراث الثقافي ونشر المعرفة.
كما سيوفر المشروع منهجية ومجموعة أدوات مختصة بالارث الثقافي ومواد تعليمية حول موضوع الارث الثقافي بمختلف اللغات موجهة للمعلمين والمنظمات غير الحكومية المحلية والطلاب لتمكينهم من تسهيل وصول الفئات الشابة إلى التراث الثقافي.
وتضيف: حالياً ، وبعد انتهاء الشباب من مرحلة الانتاج سوف يتم عرض مشاريعهم النهائية التي انتجوها في مجتمعاتهم المحلية (6 محافظات في الاردن) ضمن معارض محلية لتصبح متاحة لابناء المنطقة وللشباب الذين لم تتسن لهم فرصة المشاركة في نشاطات المشروع ، ثم بعد ذلك سيتم نقل هذه المشاريع جميعها لتعرض في متحف الاردن في عمان لتصبح متاحة لفئات اكبر من الطلاب ، المعلمين والجمعيات والمنظمات المحلية التي تعنى بالشباب والتراث الثقافي.
وخلال السنة الثانية من عمر المشروع سيتم العمل على وضع منهجية ومجموعة أدوات مختصة بالتراث الثقافي ومواد تعليمية بمختلف اللغات موجهة للمعلمين والمنظمات غير الحكومية المحلية والطلاب. هذه المواد التعليمية ستعرض من خلال ابراج الكترونية معلوماتية (Learning Towers) قائمة على وسائل تفاعلية وناشطة ، هدفها التوعية عن التراث الثقافي داخل متحف الاردن في عمان.
كما سيتم ايضا تطوير موقع الكتروني يرتبط به كلا المتحفين في الاردن ولبنان ويحتوي على المواد التي تم انتاجها وعلى مشاريع الشباب التي تم انتاجها في البلدين وسيستخدم هذا الموقع كشبكة للتواصل بين الشباب عبر الانترنت. وللتعريف بالمواد التعليمية المنتجة ومشاريع الشباب والموقع الالكتروني سيتم اطلاق حملة توعية محلية من قبل الشباب والشركاء المحليين في المدارس ونوادي الشباب. ايضا سيتم العمل في كلا البلدين من خلال متحف الاردن والمتحف الوطني في بيروت على اختيار 50 مرشداً سياحياً 25( في كل بلد) ، وسيتم العمل على تدريبهم على الوسائل التفاعلية التربوية التي يمكن استخدامها لدى التعامل مع فئة الاطفال والشباب.
كما سيتم خلال الربع الاخير من السنتين الاولى والثانية تنظيم مهرجانات حول التراث الثقافي ، يستمر كل من هذه المهرجانات لمدة اربعة ايام متواصلة. مثل هذه المهرجانات تهدف الى تعزيز دور المتاحف الوطنية ومواقع التراث الثقافي في الأردن ، لتصبح مراكز للتعليم والاحتفال بالتراث الثقافي ونشر المعرفة. ولتسليط الضوء على مشاريع الشباب توجه "شباب الدستور" للتعرف على تجاربهم.
ينال عربيات من مدينة السلط قالت: لقد شاركت في البرنامج من خلال مدرستي الا ان هذا البرنامج يخضع للتنافس بين الشباب فلم يتم اختيار الشباب عشوائيا بل كانت هنالك اسس معينة فكنا ثلاثين طالبا ثم اصبحنا اثني عشر طالبا بعد الخضوع لعدة اسئلة وتعبئة الاستمارات ، لقد لفت نظري في هذا البرنامج انه مختلف عن البرامج الاخرى التي يشارك بها الشباب ، فمن الجميل ان يشارك الشباب في توثيق الارث الحضاري وذلك بطرق ووسائل حديثة كالتصوير الفوتوغرافي والفيديو وغيرها من الوسائل ، توجهت انا والمشاركون بالبرنامج من اجل توثيق مدينة السلط من حيث عادات الناس وتقاليدهم وما حدث في هذه المدينة من احداث تاريخية مهمة وتصوير العديد من المناطق البارزة كجدعا والثانوية وساحة العين وغيرها. لقد استمتعت كثيرا في هذا البرنامج بالاضافة الى انني اكتسبت العديد من المهارات كالمونتاج وبرنامج الفوتوشوب والتصوير الفوتوغرافي ، اشكر المدربين الذين بذلوا قصارى جهدهم ومعهد الملكة زين ومؤسسة ميرسي كور والمشرفة روزنا العواملة.
ويؤكد الشاب سيف الدين فريوان اهمية هذه التجربة ويقول: لقد اعجبت بفكرة البرنامج الا وهي توثيق الارث الثقافي من خلال صورة او اي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة ، لقد شاركت في اربع مشاريع الا وهي اسواق عمان القديمة ، بيوت عمان القديمة ، طرق المواصلات القديمة ومقاهي عمان القديمة ، حيث التركيز على العادات والتقاليد التي اندثرت في هذه المجالات ، حيث تم اخذ الاعتبار كيف كان يتجمع الناس في المقهى لشرب القهوة والارجيلة ولعب الزهر وسماع الاخبار على الراديو وغيرها من التفاصيل ، فتوجهنا الى المقاهي القديمة في وسط البلد وكان من اجمل المقاهي بالنسبة لي مقهى بلاط الرشيد فالمكان مليء بالشواهد التاريخية الجميلة.
لقد تعلمت العديد من المهارات في هذا البرنامج بالاضافة الى التعاون مع الفريق والاعتماد على الذات من اجل تحقيق النتيجة المرجوة للفريق ، حيث سادت المحبة والتعاون بيننا وهذا ادى الى صقل مهاراتنا ونسيان الجهد المبذول.
ويقول الشاب يزن العمري من مدينة الزرقاء: لقد ركزنا على اهم المناطق في مدينة الزرقاء كالمحمية الطبيعية والسوق الحرفي وفئات مجتمع الزرقاء بالاضافة الى الاماكن الدينية في الزرقاء ، اتاح لنا هذا البرنامج التعرف الفعلي على المدينة التي نسكن بها الى اهميته من حيث تكريس الوسائل من اجل توثيق الارث الحضاري للزرقاء ، فقد تعرفنا الى الاماكن الدينية من بينها المساجد وكذلك الكنائس ككنيسة دير اللاتين ومار يوسف وغيرهما بالاضافة الى المقابلات التي اجريناها مع كل من ائمة المساجد ، وتعرفنا ايضا على سوق الحرف القديم وما يحويه من حرف مثل الخياطة والعطارة وغيرهما: فقد التقطنا الصور واضفنا المعلومات عليها ، وتعرفنا على حياة الشركس والشيشان والدروز وغيرهم من الفئات المتواجدة في الزرقاء ، كانت هذه التجربة جميلة جدا وادعو كل شاب اردني الى ان يبذل قصارى جهده من اجل توثيق تراث منطقته.