جولة في النفقات الرأسمالية

تم نشره الثلاثاء 18 آذار / مارس 2014 01:18 صباحاً
جولة في النفقات الرأسمالية
د. فهد الفانك

الاعتقاد السائد أن أعمال التقشف في الموازنة العامة يجب أن تقتصر على النفقات الجارية فالنفقات الرأسمالية لا ُتمس لأنها تعتبر استثماراً ذا مردود مستقبلي ومحركأً فعالاً للنمو الاقتصادي.

الدخول في تفاصيل النفقات الرأسمالية يدل على أن التوفير فيها ليس ممكنأً فقط بل ضروري أيضاً ، ذلك أن جزءاً منها ليس رأسمالياً أو استثمارياً أو مولدأً للنمو.

الموازنة تصنف ما تسميه نفقات رأسمالية إلى صنفين أولهما نفقات رأسمالية ممولة بالقروض والمساعدات ولا غبار عليها لأنها تمثل استثمارات حقيقية في الماء او الكهرباء أو السدود والطرق أو بناء المدارس والمستشفيات ، ذلك أن جهة خارجية تراقب أو تشرف على اختيار المشاريع وتنفيذها.

وثانيهما نفقات رأسمالية ممولة من الخزينة أي بناء على قرارات داخلية ، وفيها العجب ، بحيث يمكن شطب الجزء الأكبر منها أو تحويله إلى أبواب النفقات الجارية إظهاراً للحقيقة.

تصنيف بعض النفقات الجارية على أنها رأسمالية يساعد في تجميل الموازنة شكلياً ، وُيظهر الحكومة وكأنها مستثمر كبير ومحرك للنمو الاقتصادي ، وربما ينخدع المحللون بهذه التسمية ويتوهمون أن حجم الاستثمار العام في الأردن كبير ولكن مردوده بشكل نمو اقتصادي قليل أو غير ملموس.

بفحص مكونات النفقات الرأسمالية يتبين انها تشمل: رواتب ، أجور ، مواد ولوازم ، دراسات ، أبحاث ، استشارات ، مركبات ، آليـات ، دعم وحدات حكومية مستقلة ، صيانة وإصلاحات ، تجهيز وأثاث ، إدامة وتشغيل وما إلى ذلك.

من المفهوم أن نجد نفقات رأسمالية حقيقية في وزارة المالية ، التخطيط ، المياه ، الأشغال العامة وما إلى ذلك. أما أن نجد فصولاً لنفقات رأسمالية في مؤسسات لا علاقة لها بالموضوع مثل ديوان التشريع ، وديوان المظالم ، ووزارة التنمية السياسية فأمر يلفت النظر ، فما هي على سبيل المثال مخصصات وزراة التنمية السياسية للإنفاق الرأسمالي؟ الجواب: عقود خدمات ، ترويج وإعلان وتوعيه ، مؤتمرات ، احتفالات ، ورش عمل ، دراسات مختلفة!.

يذكر أن الحساب الختامي لسنة 2012 يدل على أن المصروف الفعلي على الإنفاق الرأسمالي المزعوم لجميع الوزارات كان أقل من المخصصات ، أي أن الموازنة كانت سخية في تخصيص الأموال ، والوزارات غير قادرة على التنفيذ ، وقد بلغت المخصصات الرأسمالية لسنة 2012 التي لم تصرف 320 مليون دينار ، لا ندري هل نضعها تحت باب التوفير أم التأخير والبطء في العمل.

(المصدر : الراي 2014-03-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات