لعلهم يقرأون!!

تم نشره الإثنين 31st آذار / مارس 2014 12:24 صباحاً
لعلهم يقرأون!!
خيري منصور

قدّم جنرال إسرائيلي متقاعد عن الحرب بمعناها العسكري الميداني ومتفرغ للحرب النفسية محاضرة في النرويج عما يسمى في تقاويم العولمة الربيع العربي.

وانتهى إلى إن الربيع الحقيقي كان اسرائيلياً بامتياز، ذلك لان اسرائيل تخلصت بفضل من ينوبون عنها من الخطر العربي، فالجيش العراقي كما قال حُلَّ عشية الاحتلال، والجيش السوري وصل الى ما هو عليه، وثمة جيوش اخرى تحولت الى طوائف ومنها ما اصبح قوات مشلحة «بالشين» وليس بالسين.

والمحاولات جارية على قدم وساق لاضعاف الجيش المصري الذي يصنف بالجيش الثالث عشر على مستوى العالم!

هذا ما قاله جنرال بعظمة لسانه، لعل من لا يصدقون الكلام الا اذا جاء بالعبرية الفصحى، يتوقفون ولو نصف دقيقة لتأمل ما جرى لهم ومن حولهم وتحت أقدامهم ايضاً.

إسرائيل كما يصدر عن ساستها وجنرالاتها وحاخاماتها تستثمر وعلى الفور أي خراب أو تفكيك عربي، لانه يجعلها تطمئن على مستقبلها، فالعرب الآن يقتلون عرباً تحت مختلف الذرائع والمسميات، ولا حاجة بها لأن تفقد جندياً واحداً في ربيع يأتيها بالمجان.

ولا أظن ان لدينا الآن حاسوباً مهما بلغ من الذكاء يستطيع احصاء خسائرنا، فالمتاحف نهبت والقتلى بمئات الآلاف ان لم يكونوا بالملايين من الشام لبغدان ومن اليمن السعيد الى ليبيا البهية، والبقية تأتي!

إن من بلغ بهم اليأس حداً دفعهم الى القول الأخرق وهو لتحبل حتى من جحش، عليهم ان لا يتوقعوا مهراً أو غزالاً، فالجحش ابو جحش وكذلك ابنه وحفيده الى القيامة، ما من عربي يعي واقعه ولديه ولو قدر ضئيل من فهم التاريخ لا يحلم بالتغيير والانتقال الفوري من حالة الاستنقاع التي شملت كل شيء ومن الفساد الذي لم ينج منه حتى الملح!

لكن للتغيير مناهج واساليب وادوات وقبل ذلك له رؤى، وحين يكون عشوائياً وأعمى فان حابل التغيير يختلط بنابل التدمير!

فأي ربيع قومي هذا الذي لا ترد فيه كلمة فلسطين الا لماما وعلى استحياء؟

كان يمكن لذلك الجنرال ان لا يقول ما قال عن ربيعه الاسرائيلي، ويبقى صامتاً كي لا يتنبه العرب الى ما جرى لهم.

لكنه على ما يبدو قرأ أو سمع ما قاله موشى دايان ذات هزيمة عن كون العرب لا يقرأون، ومن يقرأ منهم سرعان ما ينسى، لانه منهمك في شجون يومه ومحيطه الاجتماعي والمعارك الدونكوشوتية التي تفرضها ثقافة النميمة وأدبيات النكاية والاستعداء.

إن من يعيشون لحظتهم فقط، وتستعبدهم الغرائز التي تتحكم ببوصلاتهم لا يدركون أن المستقبل الذي يتجاهلونه سيصبح كميناً لأحفادهم.

(الدستور 2014-03-31)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات