تضخم الدين العام من المسؤول؟

تم نشره الأحد 27 نيسان / أبريل 2014 02:38 صباحاً
تضخم الدين العام من المسؤول؟
د. فهد الفانك

بالرغم من التحذيرات المتكررة ، وصل الأردن في عام 1989 إلى أزمة مديونية ، وعجز عن تسديد الأقساط والفوائد المستحقة في مواعيدها ، وكانت كلها مديونية خارجية ، محررة بالعملات الأجنبية ، ولجأت الحكومة في حينه إلى صندوق النقد الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

حكومة زيد الرفاعي هي التي شهدت الأزمة واستدعت الصندوق ، وبدأت عملية الإصلاح الاقتصادي قبل توقيع الإتفاق مع الصندوق حيث أن الاختلالات الاقتصادية كانت مفهومة ومطالب الصندوق لتصحيحها معروفة سلفاً. أما القشة التي قصمت ظهر البعير فكانت رفع أسعار المحروقات ، التي أثارت الشارع وأودت بالحكومة.

أول حكومة تلت الأحداث كانت حكومة الأمير زيد بن شاكر ، وكان وزير ماليته باسل جردانه ، الذي قام بدراسة لتوزيع مسؤولية المديونية بين رئيسي الحكومة اللذين كانا يتداولان على السلطة: مضر بدران وزيد الرفاعي اللذين حكما فيما بينهما نحو 15 سنة في السبيعينات والثمانينات من خلال أربع حكومات لكل منهما.

في حينه احتج الرفاعي بأن المسؤولية لا تقع كلها على كاهله ، فقد تسلم الوزارة في وقت كانت المديونية مرتفعة والوضع الاقتصادي مهلهل وعلى وشك الإنهيار ، اما بدران فقد كانت حجته أنه اقترض بكثافة لتمويل خطط التنمية وليس لتمويل النفقات المتكررة.

بالنتيجة تم جرد الديون وتوزيعها بين العهدين ، وكان هناك اجتهاد حول ما إذا كانت المسؤولية تقع على كاهل الرئيس الذي جرى في عهده توقيع اتفاقية الدين وبالتالي ترتيب الالتزام المالي ، أم على الرئيس الذي تم السحب على القرض في عهده مما رفع رصيد المديونية الفعلية.

باسل جردانة لم يعلن نتائج الدراسة التي قام بها ، فلم يعرف الرأي العام َمن ِمن الرئيسين يتحمل مسؤولية أكبر. ولكن الوقت جاء الآن لتوزيع مسؤولية تراكم المديونية بين رؤساء الحكومات الذين تداولوا على الدوار الرابع خلال السنوات العشر الماضية أي بعد سنة 2004 عندما تمت السيطرة على المديونية وانتهى برنامج التصحيح الاقتصادي بنجاح وانسحب صندوق النقد الدولي ، وبدأ ثم تسارع الانفلات المالي.

لعل من المفيد أن يقوم وزير المالية الذي يملك الأرقام ببيان حصة كل رئيس من المديونية الماضية سواء بالعملة المحلية أو بالعملة الاجنبية الأشد خطورة ، وذلك ابتداءً من فيصل الفايز وانتهاءً بعبد الله النسور وما بينهما ، مع مراعاة طول الفترة الخاصة بكل منهم.

(الراي 2014-04-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات