أي دور تؤدّي المراكز العربية للترجمة في ترسيخ ثقافة «الآخر»؟

تشهد حركة الترجمة في العالم العربي حالاً من الازدهار تتمثل في مبادرات وظواهر عدة وفي مقدمها إنشاء مراكز رسمية وخاصة تعنى بالترجمة بصفتها فعلاً ثقافياً وعملاً قائماً على المفهوم «المؤسساتي» والتبادل والحوار، عطفاً على رواج محترفات الترجمة الجماعية وانتشار المعاهد التي تعتمد المناهج العلمية الحديثة. ولا بد أيضاً من الإشارة إلى اقتحام الكتب المترجمة سوق الكتاب وجذب القراء وتحقيق أرقام عالية نشراً ومبيعاً. غير أن هذا الازدهار لا يعني أن حركة الترجمة تعاني أزمات عدة ومنها الفوضى في اختيار الكتب وافتقاد المراكز والدور إلى منهج وخطة واضحين وإلى التنسيق في ما بينها في شأن الكتب المقترحة للترجمة، فغالباً ما تحظى كتب أجنبية لترجمات عربية متعددة تختلف واحدتها عن الأخرى ومعظمها يتم عبر القرصنة ولا يحترم حقوق الترجمة والمؤلف. ناهيك عن «الأمراض» التي تعانيها الترجمة، لغوياً ونحوياً وركاكة وضعفاً في الصياغة وخطأ في نقل المعنى... ولا يمكن التغاضي عن بعض المترجمين الذي «يخبطون» في حقول لا علاقة لهم بها ثقافياً ومعرفياً.
حركة الترجمة العربية وما تشهد من ازدهار وتراجع في آن واحد هي محور هذا الملف الذي تشارك فيه ثلاثة مراكز عربية للترجمة استطاعت أن ترسخ مفهوماً حديثاً للترجمة.
يدور الملف هذا حول محاور أربعة تضم أسئلة جوهرية يجيب عليها مدراء ثلاثة مراكز هم: الدكتورة رشا إسماعيل، مديرة المركز القومي المصري للترجمة، الدكتور علي بن تميم المدير العام لمشروع «كلمة» التابع للهيئة العامة للثقافة -أبو ظبي والدكتور هيثم الناعي مدير المنظمة العربية للترجمة. أما المحاور فهي:
1-ما هي الخطة التي تتبعونها في اختيار الكتب الأجنبية للترجمة؟ كيف تختارونها؟ هل تأخذون في الاعتبار مبدأ القراءة وذائقة القراء وهمومهم؟ هل ترصدون ردود فعل القراء إزاء الكتب المترجمة؟ أي الكتب تحظى برواج لدى القراء العرب؟
2- ما زالت الترجمة في العالم العربي تعاني مشكلات عدة: ضعف الترجمة لغوياً وتركيبياً علاوة على الركاكة والأخطاء الصرفية والنحوية والأخطاء المطبعية... وهذه المشكلات ناجمة عن عدم تخصص المترجمين في حقول الترجمة التي يعملون فيها وعدم تعمقهم في هذه الحقول. كيف عمدتم إلى مواجهة هذه المشكلات؟
3- ثمة مشكلة مهمة أيضا وهي الترجمة عن لغة وسيطة، وهذا مأخذ يسجل على الكثير من المؤسسات والدور المعنية بالترجمة. هل تمكنتم من مواجهة هذه المشكلة وكيف؟
4- هناك ظاهرة سلبية تشهدها حركة الترجمة وهي الرقابة على النصوص المترجمة إذ يعمد المترجمون أنفسهم والمؤسسات إلى حذف مقاطع وجمل من النصوص لأسباب عدة ومعروفة (التابو الديني والأخلاقي...). وقد حدثت فضائح على هذا المستوى. كيف ترون إلى هذه القضية؟ ولماذا اختيار كتب للترجمة لا تحتمل المراجع جرأتها فيتم الحذف منها؟
(الحياة 2014-04-27)