تقرير التخاصية خطوة للوراء

تم نشره الإثنين 28 نيسان / أبريل 2014 12:25 صباحاً
تقرير التخاصية خطوة للوراء
د. فهد الفانك

أحمد الله أنني اعتذرت عن قبول عضوية لجنة تقييم عمليات التخاصية التي نفذت خلال 15 عامأً وانتهت قبل سنوات.

كانت حجتي أنني من أنصار التخاصية، وقد كتبت مدافعاً عنها، فلا يحق لي أن أتظاهر الآن بالحياد والتصرف كحكم.

لكن هناك سبباً آخر للاعتذار تأكدت صحته فيما بعد، وهو أن عمل اللجنة سيكون نبش الماضي وإعادة إنتاج جميع التهم التي وجهت إلى التخاصية في حينه.

التقرير الذي خرجت به اللجنة لم ياتِ بجديد، فالانتقادات التي وردت فيه وأكثر منها سبق أن طرحت في حينه، عندما كان النقد أكثر جدوى من مجرد إعادة إنتاج العيوب الحقيقية والمفترضة وبالنتيجة فإن التقرير لم يغير قناعة أحد من أنصار التخاصية أو خصومها.

كان المقصود من تشكيل اللجنة الحصول على شهادة من خبراء ذوي مصداقية عالية بأن التخاصية كانت ضرورة وأنها سجلت نجاحاً لصالح الدولة والمالكين والمستهلكين والعاملين، وأنه جاء الوقت لطي الماضي. وتركه للمؤرخين.

أغلب الظن أن هذا كان رأي أعضاء اللجنة، وبعضهم من أبناء المؤسسات الدولية الراعية للتخاصية، ولكنهم وجدوا أنفسهم في موقع محرج، فلماذا تكون مهمتهم غسل العيوب. ولماذا يخسرون مصداقيتهم بتقديم شهادة إيجابية؟ وبالنتيجة لم تقيـّم اللجنة نتائج التخاصية بل بحثت عن العيوب لتلقي عليها الاضواء، وبذلك ظفرت بامتداح خصوم التخاصية ودعاة سيطرة القطاع العام على الاقتصاد الوطني، خطوة للوراء.

إجمالاً لم تحقق اللجنة الهدف من تشكيلها بل حققت عكسه، فقد أعادت فتح موضوع سبق أن ُعولج بكثافة ولم يكن مفيدأً أن يعاد إنتاج سلبيات التجربة، وأن يتلقف البعض التقرير لشن حملة جديدة على عمليات تمت قبل سنوات وتأكد نجاحها، وجاء الوقت لإسدال الستار عليها، بل إن مؤسسة مكافحة الفساد وجدت في التقرير فرصة سانحة لتعزيز شعبيتها، وانبرت لإعادة فتح الدفاتر العتيقة لتحويل عمليات اقتصادية ومالية إلى قضايا فساد!.

باستثناءات محدودة فإن الانتقادات الموجهة إلى بعض عمليات التخاصية تتعلق بقرارات واجتهادات اتخذت اعتمادأً على السلطة التقديرية للمسؤول على ضوء الوقائع والمعلومات المتوفرة في حينه، لكن التقرير الذي يراد التعامل به، وكأنه وثيقة اتهام قضائية أسهم في تجميد المدراء والمسؤولين، والتردد في اتخاذ قرارات خوفاً من التهم الجاهزة والتحقيقات اللاحقة التي تصل في بعض الحالات إلى اغتيال الشخصية.

(الراي 2014-04-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات