انتخابات العراق غير عادية

تم نشره الإثنين 05 أيّار / مايو 2014 01:55 صباحاً
انتخابات العراق غير عادية
عبد الرحمن الراشد

صحيح أن النتائج في الانتخابات الماضية سرقت من الدكتور إياد علاوي وكتلته، الذي حصل على أعلى الأصوات، لكن أعطي حق تشكيل حكومة ائتلافية لمنافسه نوري المالكي وكتلته. وصحيح أن انتخابات الأربعاء الماضي حرمت منها مناطق واسعة، بسبب العنف والتهميش الذي منع فئة من الشعب العراقي من المشاركة. وصحيح أنه ليس مستبعدا أن ترمى النتائج في سلة المهملات، مثل المرة الماضية، ويمنح حق تشكيل الحكومة للفريق «الأنسب سياسيا»، بما قد يعنيه ذلك من طائفية عفنة وإملاءات إيرانية.

رغم كل هذه الشقوق الحالية، والخروق المقبلة، تبقى الانتخابات العراقية غير عادية، بمقاييس الانتخاب الإقليمية، من إيران شرقا وحتى الجزائر غربا. التعددية السياسية، والشخصيات، والأحزاب، والنقاشات، والتنوع الحقيقي، كلها تسبغ على الانتخابات العراقية شكلا وقيمة تستحق التقدير. في انتخابات الأربعاء الماضي، تنافس على 328 مقعدا برلمانيا، تسعة آلاف مرشح، بينهم ألفان وستمائة امرأة. رقم مذهل لا يعبر فقط عن حدة المنافسة، بل أيضا عن تنامي الاهتمام بالتمثيل النيابي. وهذا الإقبال على امتهان العمل البرلماني سيفرض نفسه أخيرا، ببروز مجتمع سياسي نشط سيصعب على القوى المحلية والخارجية إدارته كيفما تشاء.

هذا الحماس نراه على مستوى المرشحين، وداخل مهنة العمل النيابي. أما على مستوى القاعدة، أي جمهور الناخبين الذين هم التربة الحقيقية لأي مستقبل لمؤسسة الحكم العراقية، فمن المبكر أن نحكم عليها. فعدد العراقيين الذين يحق لهم الانتخاب أكثر من عشرين مليونا ونصف المليون، ولو أن ثلثهم فقط مارسوا فعلا حقهم في التصويت، باختيارهم ووعي بأهمية أصواتهم، لكانت العملية متكاملة الأركان، وتوحي بمستقبل أفضل للعراق. الإحصاءات الرسمية الأولية تبشر بأن النسبة ستون في المائة، وهذا إقبال هائل، إنما هناك من يشكك في الرقم، وهناك من يقبل به لكن يعتبرها حالة استثنائية نتيجة الشحن المصاحب للانتخابات. وفي كل الأحوال، سواء كان عدد المصوتين ثلاثين أم ستين في المائة، فإن الإقبال يعبر عن أن الناس تريد أن تقرر مستقبلها، ومستقبل أطفالها بالتصويت لممثليها النيابيين. وسواء طبخت النتائج، كما حدث في المرة الماضية، أم تركت لاختيار الناس واتفاق ممثليهم في تشكيل الائتلاف الذي يريدونه، فإن ما رأيناه يعطي الأمل بمستقبل أفضل للعراق، عسى ألا يفسده السياسيون في سوق الصراع على الحكم.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات