المناصب والأوزار!!

تم نشره الثلاثاء 06 أيّار / مايو 2014 12:28 صباحاً
المناصب والأوزار!!
خيري منصور

إذا صحّ ان كلمة وزير مشتقة من الوزر فإن هذا المنصب ليس كما يتصوره من يسيل لعابهم عليه، جاه وامتيازات، وتصعير أكتاف كما قال الشاعر العربي، وما يدعو اليه الاعلام والرأي العام في مصر الآن حول هذا المنصب جدير بالتأمل، فقد تم الغاء المواكب التي كانت تعطل السير وتصيب شوارع القاهرة بمزيد من الاختناق، وهناك من يطالبون بعدم تشغيل أجهزة التكييف في المكاتب كي لا يكون ذلك على حساب الآخرين ممن ينقطع التيار الكهربائي عن بيوتهم.

ويبدو ان المناصب في العالم العربي بحاجة الى اعادة نظر، فهي ذات قشور بيروقراطية وطلاء طبقي، اضافة الى ما حملته من موروث العثمنة والأبواب العالية.

والعرب الذين انفردوا بمقولة أخلاقية ذات شحنة فروسية هي كبير القوم خادمهم، لا يمارسون ذلك، بل هم أقرب الى نقيضه، فالمناصب تستخدم لترميم نرجسيات جريحة، أو للاستخدام في الجاهات، اضافة الى مماحكة ذوي القربى من ابن العم الى العديل!

وهناك بلدان يخشى الناس فيها من المناصب لأنهم سيكونون تحت المجهر وترصد اخطاؤهم ويحاسبون على التقصير، وحين نذكر أن اندريه مالرو كان وزيراً للثقافة في فرنسا أيام الجنرال ديغول تحضر على الفور عشرات المتاحف ودور الثقافة على امتداد تضاريس فرنسا، وكذلك حين نتذكر ثروت عكاشة في مصر رغم أنه قادم من المؤسسة العسكرية، فهو نفسه من خلال مؤلفاته مؤسسة ثقافية كبرى.

ما يقترحه المصريون من تقشف لأصحاب المناصب يجب أن لا يكون مرتبطاً بظروف اقتصادية استثنائية، وقد جربوا كيف تختنق شوارع القاهرة عندما يسير فيها بعد انتهاء الدوام ثلاثون موكباً أو أكثر، وفي العالم العربي تحدث أخطاء تقترب من الخطايا حتى لو كانت النوايا حسنة فتكريم طبيب جراح لا يكون بإخراجه من غرفة العمليات ليكون وزيراً للصحة، وكذلك المهندس والمثقف!

لكن ما ورثناه من ضعف إزاء المناصب ينسينا أعباءها وأوزارها ولا نتذكر منها الا الطقوس الاجتماعية والاكسسوارات بحيث نزهو بها على بعضنا.

وهنا دعونا نسأل أي عربي عن أي وزير للتعليم أو للثقافة في زمن نجيب محفوظ، وعباس العقاد وعن أي وزير للكهرباء في زمن أحمد زويل!

اننا كعرب نحتاج الى تثقيف آخر مضاد لهذا الموروث من العثمنة واليروقراطية، فالألقاب ليست قبعات، لهذا تساءل الشاعر الجزائري مالك حداد ذات يوم.. عن المعاهد الموسيقية التي تخرجت منها العصافير، مثلما تساءل كاتب فرنسي عن اسم كلية الفلسفة التي تخرج منها أفلاطون، ومعهد الرسم والنحت الذي تخرج منه الفراعنة والأنباط والسومريون!

(الدستور 2014-05-06 )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات