امرأة حسـناء ؛ كلـّمتني من غير خجل ولا اســتحياء ؛ عن الـدّورة الشـَّهرية عند الفتيات والنـّساء !!؟؟

تم نشره الجمعة 30 أيّار / مايو 2014 06:22 صباحاً
امرأة حسـناء ؛ كلـّمتني من غير خجل ولا اســتحياء ؛ عن الـدّورة الشـَّهرية عند الفتيات والنـّساء !!؟؟
عبدالله شيخ الشباب

بعد انتهائي من محاضراتي الجامعيـّة ذات مسـاء ؛ ركِبـْتُ حافلة لتوصلني البيت قبل حلول موعد صلاة العشـاء ، وفي طريقنا عبر الصـّحراء ؛ صعدت وجلست الى جانبي امرأة طـويلة شقراء حسـناء ؛ لها عيون زرقـاء ؛ تجعلك للوهلة الأولى تعتقد أنها قادمة من الفضــاء .

وبعد أن جلـَسـَتْ بكل هدوء واسترخاء ؛ نظرتْ اليَّ وابتسـمت ابتسـامة كانت كلـّها فتنـة واغـراء ؛ كشـفـَتْ لي فيها عن جمال أسنانها البيضاء، وعرّفتني على نفسها بأن اسمها صـفاء ، وأنها تعمل مهندسة بناء ، وأنها مختصـّة في مجـال التـّعمير والإنشـاء ، وأن طبيعة عملها تقتضي منها أن تقوم بالـلـّف والدّوران على مختلف الأحـياء ، وتجـميع الآراء ، وعمل التـّـقـيـيم حـول مستوى الأداء !!؟؟

ثم بادرتني بسؤالٍ غريبٍ لم يكن في طرحه أيـّة علاقة مع هندســة البناء : هل أنت خاطبٌ ياعبدالله أو مرتبط ٌ بإحدى النـّســاء ؟؟!! فقلت لها : إني مازلت عازباً ياصفاء حتى هذا المسـاء ، وليس لديَّ وقت للتفكير بالنـّسـاء .

ثم طرحت أسـئلة أخرى كثيرة كانت كلـها خارجة عن نطاق تقييم الأداء ؛ طــارت جميعها عالياً في الهــواء !!؟؟ لأنها كانت في رأيي غـبـــاء في غـبـــاء ، ولم يكن لها أيـّة صـلة بفـن العمـارة والإنشــاء .

الأمرالذي جـعلني أجـزم حينها بأن هذه المرأة الحسناء؛ قـد تكون امـرأة مجــنونة أو حمقاء ، أوأنها ربـّما تكون قد نسـيت عقلها في أحد مواقع البناء ، أو أنها ربـّما تكون تعاني في تجاويف عقلها من أخـطــر داء ، ولم تجد لنفســها لحد الآن أي دواء !!؟؟

وخاصة لأنها ركـّزت كثيراً على ســؤال رأيتُ فيه نوعاً غريباً من الغباء ؛ كرّرته على مسامعي عدة مرات في تلك الأثناء ، وطلبت منـّي أن أجيب عليه في الحال بدون خجل ولا استحياء : ماذا تعرف ياعبدالله عن آلام الـدّورة الشـَّـهرية الخاصة بالفتيات والنـّسـاء ؟؟!! .

فأجبتها بهدوء تام بعد اصـغـاء : بأنه ليس عندي اهتمام في مثل هذه الأشــياء!! فشـعـَرْتُ أنها اســتغربـَت منـّي هذا الإدّعـاء ، واعتقدَتْ أنني أنظــرالى أسـئلتها بسـُخـْرية واستهزاء ، ثم قامت وأطـلـّت من نـافذة مكسـورة كان فيها اعوجاج وانحناء ، ورفعت عينيها من خلالها الى السـّمـاء ، ثم تكلـّمت بصـوت عالٍ لعلع في الأجواء ؛ سـمعها كل الموجودين حولي من غـرباء وزملاء وأصدقاء ، وبادرت بالشـَّرح والتوضيح عن الدّورة الشهرية منذ لحظة بدايتها وحتى الإنتهاء ، وتصرّفتْ وكأنـّها تـُعـْطي محاضرة طبيـّة في أمراض النـِّسـاء .

الأمرالذي جعلني أتضايق منها وأسـتاء !!؟؟ لأنها كانت تتكلم بأمور حسـّاسـة جداً خاصة بالنـّـسـاء ؛ وتقوم بذكر أدقِّ التفاصيل بكل جـرأة ووقـاحــة ، ومن غير خجـل ولا أدب ولا حـيــــاء .

وبقي لسانها يلعلع على هذا الحال بدون توقف ولا انقطاع ، ومن غير أن تشرب قطرة مـاء ؛ حتى اقترب موعد أذان العشــاء؛ وحينها أشـعرتها أننا قد أوشكنا على الوصول الى نهاية الـرّحلة في ذلك اللـِّـقاء ؛ فقالت لي بعد أن رسـمت على شـفتيها ابتســـامة شـبه بلهـاء :

إن أفضل طريقة لكي تمر الدَّورة الشـَّهرية بسلام على جميع بنات حـوّاء ؛ وحتى لاتقوم الواحدة منهن بالصـُّراخ والعويل والبـُكاء ، وحتى لايواجهن مشكلة عند حدوث الإنقباضات والتقلصات ونزول الدّمـاء .

فإنه يجب عليهنّ أن يـُداومن على ممارسـة بعض التـمارين الرياضيـّة في الصـّباح والمساء ، وأن يـُكثرن من جلوس القرفصاء ، وأن يتعوّدن على طريقة خاصة بدخول بيت الخلاء ؛ لكي يتخلـّصن بانتظام من جميع فضلات الغذاء التي تنحشر تباعاً في المصارين والأمعـاء ، ولكي يـُحـرّرن القـولـون المـُصـاب بالضغط والإلتواء ؛من كل الرياح والغازات والفـســاء .

وتابعتْ القول بأنه يجب عليهن أيضاً ألا يقمن بالظهورأمام الغرباء أشباه عاريات وهنّ كاشفات عن الصـُّدور والأفخاذ والأثـداء !!؟؟ وذلك حتى لايـُصبن بلفحة هـواء ، وألا يحشـرْن أجهزتهن التناســليـّة المضغوطة بالفيزون والجينز وذلك منعاً لـزيادة حدة الإعياء ، وألا يتعودن على لباس الألبسة الضـّيقة التي أصبحت " موضـة " هذه الأيام عند معظم بنات آدم وحواء ، وأن يحذرن كل الحذر من تقلبات الطـّقس والجوّ في الصّيف والرّبيع والخريف والشـّـتاء ؛ حتى لايصبحن من الدائمات على مراجعة الصيدليّات وعيادات الأطـبـّـاء.

وقبل أن أنزل من باب الحافلة الذي أكله الصدأ وأصابه الإهتراء ؛ وعـدْتها بأن أخبر جميع الفتيات والنـِّساء بدون اسـتثناء ؛ بمقال خاص ؛ أكتب فيه عن كل ما جاء على لسانها من معلومات هامة وأشـياء .

ثم نصحتها نصيحة خالصة لوجه الله رب السـّماء ؛ بأن تهتم بعملها إن أرادت الإسـتمرار فيه والبقاء ، وأن تركّـزعلى الأمور المتعلقـّة فقط بهندسة البناء .

كما أكـّدْت عليها بضـرورة أن تقـوم بفحص ( فيوزات وأسلاك وبراغي وبواجي ) عقلها الذي أعتقد انه مـُصاب بالـدّاء ، ولكي تطمئن فيه عن مستوى مايقوم به من حـُسـْـن تفكير وخير أداء !!؟؟ لأن هذه الأجزاء الخاصـة في تركيب الدماغ ؛ غالباً ما تتعرض مع مرور الوقت والزمن ؛ الى العطب والتـّـلف والإرتخاء .

وفي نهاية اللقاء ؛ حـذرتـُـها من مغـبـَّة الإفصاح عن مثل هذه المعلومات في الحافلات والباصات والسـَّيارات ؛ حتى لاتـُعرّض نفسها للشـُّبهة والسـُّخرية والإسـتهزاء !!؟؟ لأنها ليست أماكن مناسبة للعقلاء ؛ أن يتحدثوا فيها عن مثل هذه الأشياء .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات