هل يكمن الشيطان في تفاصيل الإصلاح ؟

تم نشره الأحد 01st حزيران / يونيو 2014 10:02 مساءً
هل يكمن الشيطان في تفاصيل الإصلاح ؟
غاندي أبو شرار

الخلاصة " لم ترتكب الحركة الإسلامية ذلك الخطأ الفادح عندما تمسّكت بمواقفها الداعية للإصلاح , حتى يخرج بعض أعضائها بمبادرة تدعو إلى إصلاح الحركة نفسها , لولا أنها محاولة مكشوفة لإختراق الحركة و تشتيت صفها "

أستغرب صدقاً عندما أفكر بكل تجرد و حيادية , عن ماهية الإصلاح المطلوب الذي يدعو اليه بعض قيادي الحركة الاسلامية السابقين داخل هيكل حركتهم الأم " الحركة الإسلامية " , و الذي دفعهم لإنشاء مبادرتهم الإصلاحية المسمّاة , تيمّناً و تبرّكاً بـ " زمزم ", و باتوا يجتمعون بين الفينة و الأخرى لتقديم رؤى و أفكار إصلاحيّة , كالتي قدّمت في إجتماعهم الأخير في مدينة إربد , رغم أنها لم تُبلغنا بمكامن الخلل و الأخطاء الواجب إصلاحها داخل الحركة .

بل أن أكثر ما أثار إستغرابي و دهشتني من مبادرة زمزم , هو ذلك الزخم الملحوظ من حضور رموز " النزاهة " في بلدي ؟ّ! عندما أعلن عن إنطلاقتها في المركز الثقافي الملكي قبل أشهر .

و رغم أني لست منتمياً للحركة الإسلامية , إلا أنني أتسائل بيني و بين نفسي من خلال مشاهدتي لمواقف الحركة الإسلامية , هل بات موقفها الثابت بعدم المشاركة في الإنتخابات البرلمانية بسبب عدم وجود قانون إنتخاب ديمقراطي , حر ونزيه , يضمن حقها في التمثيل الحقيقي الذي تستحقه, بات موقفاً يتعارض و وحدة الصف الوطني ؟!. و بات لزاماً عليها أن تشارك و لو لمجرد المشاركة غير المجدية , حتى يقال بأنها تقف مع وحدة الصف الوطني .

و هل بات الثبات على مطلب الدعوة للإصلاح و دعم حراكه الشعبي و مكافحة الفساد , بات أمر بحاجة إلى تصحيح و إصلاح .

و هل بات لزاماً عليهم حتى يكونوا أكثر وطنية و إنتماء للهوية الأردنية , أن يقدّموا تنازلات في بعض مطالبهم , و أن يسعوا إلى مفاوضة الفاسدين . أم بات لزاماً عليهم أن يرفعوا سقف مطالبهم و ينادوا بما نادت إليه شعوب الدول المجاورة , فاهلكوا مجتمعاتهم بما صنعت أيديهم .

لا أدري صدقاً أي إصلاح هيكلي تحتاجه الحركة الإسلامية بشقيّها ( الإخوان و حزب جبهة العمل الإسلامي ) , و ما هو الإصلاح الذي ستأتي به " مبادرة زمزم و قيادييها " إن كان مطبخ القرار لدى الحركة الإسلامية كما هو في سابق عهده لم يتغيّر حينما كانوا من بين صنّاعه, يُتخذ بشفافية و إجماع .

ما بال البعض يُحدثنا عن ضرورة الإصلاح داخل منظومة , هي في الأصل أكثر تنظيماً و شفافيّة و مصداقيّة بين نظرائها من التنظيمات السياسيّة , بل و الأكثر تطبيقاً للممارسات الديمقراطيّة بين الأحزاب السياسية قاطبةً و الأكثر تناقلاً للسلطة الهرمية بين التيارات و القوى الوطنية و السياسية .

لنتّعظ من تجربة أشقائنا المصريين عندما أدخلوا أنفسهم و بلادهم في مستنقع الفوضى و الإضطراب بعد خروجهم سالمين مطمئنين من ثورة يناير المباركة .

ولنحذر من فضفضة و فلسفة و تأويل الإصلاح بما لا يحتمل تأويله , فو الله , إن الشيطان يكمن في فضفضة و تأويلات الإصلاح المتعددة .

حكومتنا ذكيّة و تحسن التصرف و تتعامل بتآني و رويّة مع الحركة الاسلامية لمعرفتها بحجم تأثيرها و شعبيتها , فكان من الأسهل عليها , إخراج الدود من بطن الحركة , بإقناع قيادي واحد فقط لا أكثر و لا أقل بأن الحركة تحتاج إلى إصلاح هيكلي ليكمل من بعدها مهمة إقناع الأخرين بضرورة إجراء الإصلاح المنشود داخل الحركة و برأي الشخصي ... تمخض ذلك عن ولادة " زمزم " الحكومية .

يبدو أننا بتنا على دراية كبيرة أكثر بكثير من دراية قيادي مبادرة زمزم أن حركتهم الإسلامية ليست تنظيم سياسي فقط , يُمارس دور سياسي فقط , بل هو تنظيم إجتماعي مرتبط بعقيدتنا الإسلامية , و يربطنا به كمجتمع و كمواطنين , و ليس من السهل كما يعتقد البعض إختراق الحركة و تشتيت قواها و صفّها , و لنا في إنقلاب الأشقاء المصريين على حركتهم الإسلامية عبرة , حينما وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المجتمع و كل ما يمتُّ للعقيدة الإسلامية من صلة .

أيّاً كانت مبادئي التي أؤمن بها فإنها لن تمنعني من إحترام و تقدير مواقف الحركة الإسلامية الثابتة , من دعوة للإصلاح دونما مهادنة أو تراجع عن المطالبة بحقوق المواطنين طوال ثلاث سنوات مضت بكل عزمٍ و إصرار .

إخوتنا في زمزم , هدانا و إياكم الله إلى ما فيه خير الرشاد و الهداية , لا يغرنّكم بالله الغرور, فإنما تسيرون و قد تسيّرون المجتمع الأردني لا قدر الله في طريق فتنة , لا يعلم عواقبها إلا الله, فأنتم بصنيعة زمزم تحاولون شرخ المجتمع الأردني بكلمة حق أريد بها باطلاً , و لولا ذلك لما باركت الحكومة ولادتها و سط حضور مكثف و ملحوظ لرموز " النزاهة " في بلدنا الحبيب .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات