الفرح الدامي!!؟؟
شيخ طاعن في السن يجلس على أريكته وقد أضناه قطار العمر فجلس يرقب المارة في الشارع في شرفة منزله ، ويحن لرفاق الصبا ، فيحضر أهله طعامه ليجدوه قد فارق الحياة ليس لمرضه ، وإنما رصاصة طائشة اصابته من فرح مجاور لبيته، رحمه الله.
طفلة بريئة تلهو في حديقة بيتها رصاصة متهور طائش يطلق النار ابتهاجا بعرس صديقه، تصيبها في الرأس ، وذنب الطفلة أنها تلهو في حديقة منزلها ، نتمنى لها السلامة.
شرطي يستوقف سيارة في فاردة عرس فيكبل ويلقى على قارعة الطريق ، وذنبه الحفاظ على الأمن ، وليقلل من التهور والطيش من فئة مستهترة من شباب لايعرفون مبادئ الأخلاق والقوانين والأنظمة!!!؟؟. فإلى متى الأمن الناعم؟؟
وإلى متى نبقى في هذه المعمعمة وعدم وضع حد فاصل لها،؟؟؟؟ يسوقك القدرلحضور حفل من إحتفالاتنا ،كزواج ، أو تخرج ، أوحتى ختان طفل!! ، وتذهب أحيانا مجبرا، وفي أحيان كثيرة مجاملة!!! فيخيل إليك أنك في جبهة من جبهات القتال!!
الكل يتباهى بما يملك من سلاح ، ويتفاخر به أمام المدعوين ،ظنا منه أنه أمتلك كنوز سليمان!!وحاشا لله ذلك.
يبدأ الفرح بأغان تصم الاذان ، وأصوات تزعج الجيران، وصراخ يطول لوقت السحر ،حتى يظهر صاحب الطلة البهية ممن يحمل السلاح ويبدا بإطلاق العيارات النارية.
وقد يرد عليه من الحضور من يحمل سلاحا ليجاري الحدث ، ويستمر الطخ بلا معنى وبلا فائدة .
تخشى على نفسك والحضور ، من تهور ومما قد يقع من المحظور ، من رصاصة طائشة ، أو سقوط السلاح ممن يحمله ويطلقه ، لأن البعض يتباهى بإطلاق الرصاص بيد واحدة!! وهو غير قادر.
وكم من فرح تحول لماتم بسبب الطيش والتهور؟ وكم من روح بريئة أزهقت دون ذنب لها ،ربما أن القدر ساقها للمكان ، وربما لم تكن في الحسبان كمن يصاب في بيته ، في حديقته في الشارع .
اليس هذا إستهتارا بالأرواح ؟اليس هذا إستهتارا بالقوانين ، والأنظمة والتشريعات؟؟ اليس هذا إستهتارا بهيبة الدولة؟؟
انا في رأي الشخصي من ان الجميع يتحمل المسؤولية في ما يحدث من حوادث لنا في أفراحنا ، فالأهل عليهم مسؤولية ، بسماحهم لأبنائهم في حمل السلاح ممن كان تحت السن القانوني لحمله.
والدولة عليها مسؤولية كبيرة بالسماح بحمله ، فلماذا يتم بيعه وترخيصه لمن لم يكمل الأربعين سنة على أقل تقدير ؟؟اللهم إذا كان من يحمله اصلا مؤهلا لذلك؟
وتجار السلاح والمهربون يجب ضبطهم وتقنين ما يقومون به من أعمال تقتك بالأبرياء.
التاجر بعد حصوله على ترخيص رسمي من الدولة، يجب ان يكون ذا مسؤولية وذا حس وطني ، وليس همه الربح المادي .
أما المهربون فيجب القبض عليهم وإنزال أقسى العقوبات عليهم بما يقومون به من تهديد لأمن الوطن والمجتمع .
إن الإنسان فيما يراه في بعض الأحيان يحس بأننا في عصرالظلام والجاهلية والتخلف بسبب هذا الفلتان .
شوارعنا أضحت مسرحا لمشاجرات لا تخلو من الأسلحة . المشاجرات اضحت وكأنها معارك في جبهات القتال . ناهيك عن حواداث السيارات بسبب التهور والطيش واللأمبالاة. .
إذا غضب شخص من آخر يهدده بالسلاح .إذا نظر آخر لغيره قد لا تعجب احداهما نظرة الآخر فقد يسحب السلاح . ما هذا التهور؟ ما هذا الجنون؟ ما هذا الإبتلاء؟؟
وكلمة أخيرة أين أنت يا من تحمل السلاح وتقتل بريئا ، أين أنت من خالقك ؟ أين أنت من دينك وإسلامك الذي أمرنا بالتسامح وعدم إيذاء الآخرين ؟والحرص على أرواح الأبرياء ، وان يعيش الجميع بسلام وراحة بال؟؟.