إنهم يمنحون نتنياهو رخصة القتل

تم نشره السبت 19 تمّوز / يوليو 2014 01:32 صباحاً
إنهم يمنحون نتنياهو رخصة القتل
ياسر الزعاترة

بكل وقاحة وصلف؛ خرج نتنياهو ليحمّل حماس مسؤولية الضحايا الذين سيسقطون في قطاع غزة جراء العملية البرية التي أعلنها مساء الخميس، وبالطبع لأنها رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
والحال أن موقف نتنياهو لم يكن مفاجئا بحال من الأحوال، فقد استند إلى سيل من التصريحات المشابهة التي أطلقها سياسيون مصريون؛ من وزير الخارجية إلى آخرين، ومن ورائهم جحافل من الإعلاميين الذين شنوا هجوما بشعا على حركة حماس، وحمَّلوها مسؤولية الدماء التي ستراق في قطاع غزة بسبب العدوان البري.
لكنه استند قبل ذلك (أعني نتنياهو)، وهنا المفارقة الأسوأ إلى سيل من تصريحات تكرر ذات المضمون رددها عدد من قادة السلطة؛ من الرئيس إلى آخرين، ومن بينهم ناطقون باسم حركة فتح، وجميعهم اعتبروا أن حماس تغامر بدماء الشعب الفلسطيني من أجل مشاريعها السياسية.
ليس من العسير القول في ضوء ذلك إن هؤلاء جميعا شركاء في سفك الدم الفلسطيني، لاسيما أنهم يعلمون تماما أن جميع قوى المقاومة رفضت المبادرة المصرية، وليس حماس وحدها (الجبهة الشعبية سبقت الجميع في الرفض)، ما يعني إجماعا، اللهم إلا إذا اعتبرنا موقف حركة فتح (المختطفة) يساوي مواقف تلك القوى جميعا.
لقد كان هدف المبادرة ؛ أولا من حيث الإخراج، وثانيا من حيث المضمون، هو إذلال حماس ودفعها إلى الاستسلام، ومعها برنامج المقاومة برمته، ولا يعرف إن كان هدفهم في الأصل هو دفع حماس إلى رفض المبادرة لكي يبرروا العملية البرية على أمل أن تفضي إلى تحقيق ما عجز الاحتلال عن تحقيقه من خلال الضربات الجوية، لاسيما بعد عجزه عن ضرب منصات الصورايخ أو اغتيال أي من قادة المقاومة.
وحتى لو أدركت حماس هذا البعد، فما كان لها أن تقبل المبادرة بما ينطوي عليه ذلك من فرض للاستسلام على كل الشعب الفلسطيني، فضلا عما سيتبع ذلك من تفكيك لقدراتها العسكرية التي راكمتها طوال سنوات من الكد والجهد، وكل ذلك من أجل حشر القضية في إطار من التفاوض العبثي الذي يكرس بدوره صيغة سلطة في خدمة الاحتلال تسمى دولة.
ما كان لحماس أن تقبل بذلك كله، حتى لو أدركت أن ثمن المواجهة البرية سيكون كبيرا، وحتى وهي تدرك أن وضعها العام ليس جيدا من جهة الحصار الذي تتعرض له من كل الجهات. ثم إن الأمر لم يكن يتعلق بها وحدها، فالمبادرة لم تَعِد الفلسطينيين بشيء ذي قيمة، بما في ذلك فتح معبر رفح الذي يشكل شريان الحياة الوحيد للغزيين، فكيف لها أن تقبل بذلك بعد كل تلك التضحيات وكل ذلك الدمار؟!

(الدستور 2014-07-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات