التحول للاقتراض الخارجي

تم نشره الأحد 27 تمّوز / يوليو 2014 01:16 صباحاً
التحول للاقتراض الخارجي
د. فهد الفانك

هناك اتجاه حكومي صريح وواضح للتوجه إلى الاقتراض الخارجي بالعملة الأجنبية بدلاً من الاقتراض الداخلي بالدينار الأردني. وهو اتجاه نزعم أنه خطر ولا يخدم الحكومة ولا الاقتصاد الوطني.
خلال الشهور الخمسة الأولى من هذه السنة ارتفعت مديونية الخزينة بمقدار 822 مليون دينار ، 55% منها خارجي بالدولار و45% داخلي بالدينار. ومن المؤكد أن نسبة الاقتراض الخارحي هذه السنة سترتفع عندما تؤخذ بالحساب سندات اليورودولار المكفولة أميركياً.
المديونية الخارجية هي المديونية الحقيقية التي تهدد البلد المدين بأشد الأخطار ، أما المديونية الداخلية فهي من العب إلى الجيب، أي أن البلد يكون دائنأً لنفسه ، ولا دخل لأحد بذلك.
لم نسـمع عن بلد وقع في أزمة مالية لأن ديونه محررة بعملته المحلية ، ذلك أن البنوك المحلية تسدد نفسها ، حيث يتم تدوير قروضها من فترة لأخرى ، في حين أن تسديد المديونية الخارجية محفوف بالمخاطر ، فهل تتوفر العملة الأجنبية في حينه. وهل يظل الدائنون على استعداد لتقديم قروض جديدة لتسديد القروض القديمة. وهل يظل سعر الفائدة على الدولار متدنياً كما هو الآن.
الفوائد المدفوعة على القروض الخارجية تظهر في الجانب السالب عند حساب الناتج المحلي الإجمالي ، أما فوائد القروض الداخلية فإنها تدفع محلياً ويعاد تدويرها ضمن الاقتصاد الوطني.
ليس صحيحأً أن المقصود بهذا التحول عدم مزاحمة القطاع الخاص في الحصول على التسهيلات المصرفية ، فالواقع أن لدى الجهاز المصرفي سيولة فائضة تتراوح حول أربعة مليارات من الدنانير تبحث عن مقترضين مؤهلين.
وليس صحيحاً ان الاقتراض الخارجي يدعم احتياطي العملات الأجنبية في البنك المركزي ، فهذا الدعم مؤقت ، فالاحتياطي سوف يتحمل ليس تسديد القرض فقط بل والفوائد السنوية أيضاًُ ، وعلى كل حال فلا خير في احتياطي مقترض وليس من نتاج الصادرات من السلع والخدمات وحوالات المغتربين ومقبوضات السياحة وما إلى ذلك من المصادر المتجددة.
وليس صحيحأً ان القروض الاجنبية أقل كلفة بشكل ملموس من حيث سعر الفائدة على القروض المحلية فالفرق زهيد ولا يغطي مخاطر تقلبات أسعار الصرف.
ارتفاع الدين العام ظاهرة سيئة وارتفاع نسبة الدين الخارجي تجعل الأمور أسوأ.

(الرأي 2014-07-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات