الإبداع الكوري في الآسياد

كان الفرق شاسعا جدا في كوريا الجنوبية ما بين العام 1986، حيث حضرت حينها الألعاب الآسيوية، وبين عام 1988، حيث حضرت أيضاً الألعاب الأولمبية، عندما فاز البطل الأردني سامر كمال بميدالية فضية لم تحتسب ضمن الميداليات المعتمدة، لأن لعبة التايكواندو لم تكن معتمدة في الألعاب الأولمبية حتى ذلك الوقت.
اكتشفت أن سيؤول تغيرت بنسبة 100 % من العام 1986 وحتى العام 1988، وقبل أيام قليلة أي بعد مرور 26 سنة زرت كوريا الجنوبية، فلم أصدق ما أراه حيث تغيرت كوريا كلها للأحسن في كل شيء وبأكثر من 200 % في كل جوانب الحياة، وأهم شيء في ذلك أن الشعب هناك يرتقي مع التقدم والعمران والازدهار والصناعة ورغد العيش، الذي لا يحرم فئة من فئاته.
ما يهمني هو الجانب الرياضي الذي يتمثل في الألعاب الآسيوية والتي تستضيفها مدينة أنشون الجديدة الحديثة في الفترة من 19 أيلول (سبتمبر) إلى 4 تشرين الأول (اكتوبر) المقبلين، التي أعدت خصيصاً لكي تستضيف الألعاب الآسيوية، ولتكون في المستقبل العاصمة التجارية لكوريا الجنوبية، وأصبح عدد سكانها ما يقارب 5 ملايين إنسان وقد جفف مكان إقامتها من البحر.
الإعداد لهذه الألعاب شاركت فيه كل كوريا الجنوبية كل في مجاله واختصاصه، بحيث تشعر بأن هناك مايسترو يقود الجميع حرصا لأن تكون هذه الدورة أفضل دورة في تاريخ الآسياد بعد أن أبدعت قطر في إقامتها العام 2006.
كل المنشآت التي أقيمت للألعاب الآسيوية القادمة بعد حوالي شهر حديثة لا علاقة لها بمنشآت 1986 أو 1988.
الملاعب والصالات والقاعات تحف فنية رياضية أبدع فيها المعماريون والمصممون وخبراء التكنولوجيا، وكلها تحاكي البيئة والتراث والتاريخ العريق للشعب الكوري، الذي لم يكن يملك أي شيء في الخمسينات والستينات غير عزيمة التغيير والبناء والصبر، فأصبح يملك الآن كل شيء وفي طليعتها المعرفة والتكنولوجيا والصناعات الحديثة التي يصدرها لكل العالم المتقدم والنامي.
أمضيت مع زملاء إعلاميين رياضيين من معظم دول آسيا جاءوا لمؤتمر الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، أمضينا وقتا ممتعا في مشاهدة بعض المنشآت الرياضية الخاصة بالآسياد، وأهمها الاستاد الذي سيتم فيه افتتاح الألعاب الآسيوية وختامها ويتسع لـ 62 ألف متفرج، وكلف نصف مليار دولار (500 مليون دولار) واستغرق بناؤه سنتين و4 أشهر، ويشعرك بأن قادة هذا الشعب يخططون لـ 100 سنة قادمة على الأقل.
وفدنا الرياضي الذي سيشارك في الألعاب الآسيوية سيكون محظوظاً رغم بعد المسافة، حيث سيرى الكثير ويتعلم الأكثر وسيستمتع بكل قيم الرياضة النبيلة وعظمتها مع أمنيات الفوز والتوفيق لهم بإحراز نتائج مشرفة إن شاء الله.
يتغنى الكوريون بشعارين للآسياد هما:" إبقاء شعلة الأمل في قارة آسيا "، وتقول أيضاً "إنسان آسيا يداً بيد".
(الغد 2014-08-14)