المهم الثبات على الموقف

تم نشره الثلاثاء 09 أيلول / سبتمبر 2014 01:13 صباحاً
المهم الثبات على الموقف
حمزة منصور

التصريح الذي أدلى به دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لبعض وسائل الإعلام، لدى مشاركته في الندوة السياسية (التعديلات الدستورية والحكومة البرلمانية) التي دعا إليها ونظمها مركز القدس للدراسات السياسية يوم السبت الماضي، والتي سئل على هامشها عن قمة الناتو التي انعقدت يومي الخميس والجمعة، وعن دور الاردن المحتمل في التحالف من أجل التصدي لتنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) لقي تصريحه هذا ارتياحاً من الكثيرين، وأنا أحدهم، حيث كتبت مقالة قبل أيام بعنوان (ليست حربنا) حذرت فيها من الاستجابة للضغوط التي تستهدف الزج بنا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. وقد ظل الحديث عن دور الاردن في هذا التحالف هماً يؤرقني انطلاقا من قناعتي أن دخول الأردن في هذه الحرب سيكون له نتائج كارثية. فحين يقول السيد رئيس الوزراء (التحالف يخص التحالف) و(الأردن قلق إزاء الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وأن القلق لا يقتصر على تمدد الدولة الاسلامية في العراق والشام، ونحن لا نخوض حروب الآخرين، لكننا ندافع عن بلدنا، ولدينا من الاستعدادات والأجهزة العسكرية والامنية ما يحمي بلدنا) فإنه يطمئننا على عدم تورطنا في هذه الحرب، التي تؤكد كل التقارير أنها لن تحقق أهدافها في القضاء على التنظيم، وأنها ستوسع دائرة العنف، ولاسيما حين يعلم الناس أن حلف الأطلسي الذي احتل العراق وأفغانستان، وهيأ البيئة المناسبة للعنف باحتلاله بلدين مسلمين وتدميرهما، وفرض واقعا جديدا لم تراع فيه مصالح البلدين، هو الذي يقود المعركة، ويشارك فيها عبر طلعات جوية، تاركا لدول الاقليم خوض الحرب البرية.
إن محاربة الارهاب الذي ندينه أيا كانت عقيدة من يمارسونه وقوميتهم ووطنهم لا تتم عبر طلعات جوية أثبتت فشلها، ولا عبر تسخير الشعوب التي لا تمتلك قرارها لتكون وقود هذه الحرب، ولكنها تتحقق حين نجتث أسباب العنف والتطرف، فهما ليسا من فطرة الانسان وطبيعته، ولكنهما نتاج الظلم الذي مصدره الاحتلال، والثمرة المرة للاستبداد ومصادرة الحقوق، فحين ينتهي الاحتلال للأرض العربية والاسلامية، ويوضع حد للتمييز ضد المسلمين، ويحتكم الناس لقواعد الشورى والديموقراطية، ويتحقق التوزيع العادل للثروة، فإن الإرهاب لن يجد له حاضنة مناسبة، ويصبح جيوبا معزولة، يسهل القضاء عليها. المهم أن تثبت الحكومة على هذا الموقف الذي عبر عنه رئيس الوزراء مهما كانت الضغوط والاغراءات، لأن أمننا الوطني، وسلامة مواطيننا، لا يجوز أن يكونا محلا للمساومة.

(السبيل 2014-09-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات