الأردنّ عصيّ عليهم...!!

عادت بعض الألسنة والأقلام ممن ألفت مهاجمة وطننا الغالي بمنايبة وبغير مناسبة للتلويح بأنّ التنظيمات الإرهابيّة تعد عدّتها لإستهداف هذا الحمى العربيّ الهاشميّ ، وكما يحصل معهم في كلّ مرّة خاب رجاؤهم ومازادونا إلا تمسّكاً بوطننا الذي ليس لنا بعد الله إلاّه ، ونزيد على هذا بأنّ هذا الوطن مفديّ حين ينادي الواجب بأرواحنا ودمائنا مقدمين لامدبرين ، نقول هذا لأننّا سمعنا في حلقة من حلقات مسلسل ألفناه جيلاً بعد جيل ، وفي مناورة أخرى من مناورات عدّة حاولت إستهدافنا بسهامها فارتدّ كيدها نحو نحرها ، أنّ البعض عاد لإطلاق تهديدات جديدة
تنذرنا بأنّ أوان وصول مجموعات إرهابيّة الى الأردن قد حان ، وأنّ قوات مخصصّة لهذه الغاية قد أنهت تدريباتها وغدت جاهزة لما أعدّت له إستكمالاً لفتنة أشعلوا نارها ومادروا أن نارها ستحرقهم إن عاجلاً أو آجلاً ، وأنّ هذه التهديدات تتبنّاها تنظيمات إرهابيّة مسلّحة تعمل بأجندات شرقيّة وغربيّة ، ناسية أن الكثير من أمثالها حاول ذلك وانكفأت محاولاته عند صخرة صمودنا ووحدتنا في وجه كلّ من يفكرّ بإلحاق أيّ أذى بنا على إختلاف مشاربنا .
وبإستعراض سريع لتأريخ وطننا الغالي منذ قرر الإستعمار تقسيمنا الى أقطار متعددّة بعدما رأى مارآه من وحدتنا إذا اتحدنّا وردّة فعلنا إذا إجتمعنا ، نجد أنّ ماتعرّض له أكثر من أن يحصى في مقال أو حتى عدّة مقالات ، ولأننّا نحن وحدنا الذين بقينا على مباديء أمتنا الخالدة في الوحدة والحريّة والحياة الفضلى فقد كنّا الهدف حين يصل العجز بأدعياء الإسلام من جهة وأدعياء القومية والوحدة من جهة أخرى حدّا تبدأ فيه الجماهير بكشف زيفهم وخداعهم ، وصار الألم مضاعفاً بعدما بدأ الكيد يأتي من قبل الشقيق لأنّ ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً ، وزاد الحقد
على اردننا الغالي عن كل وصف بعدما صار الملاذ والملجأ لمن ضاقت به الدنيا على رحابتها فوجد أن لاملجأ له بعد الله إلا مملكة قامت أساساً على مبدأ وحدة الأمّة ، وساعد هؤلاء مجموعة من أبناء الوطن الذين يفترض بهم أن يفهموا اللعبة ولاينساقوا وراءها ، وخاب ظنّهم كذلك بعد أن وقف لهم شعب أردننا العظيم بالمرصاد فانكفأوا على أنفسهم متباكين شاكين علّ العون يأتيهم ممن وجههم لما كانوا ينوون القيام به لولا يقظتنا وحرصنا على وطننا .
وكما كان شأن من حاول سابقاً إلحاق الأذى بنا الفشل والخيبة ، سيكون مصير هؤلاء الناعقين الآن بتهديدات لاتقدّم ولا تؤخر ، ولا تؤثر إلا في من يأمل الاستفادة منها بعد سلوكه الطريق الخاطيء وربط مصيره بمصائر أناس غاب عندهم الضمير والخلق فصاروا الى ماصاروا إليه ، ويقيناً أن لاشيء يقف الآن في وجوههم إلا إتخّاذ النهج الذي كان عليه الأجداد والآباء في وحدة الصفّ وعدم تمكين أيّ حاقد أو موتور من إلحاق الأذى بنا ، ونبذ كلّ مامن شأنه تعكير العلاقة بين أبناء الوطن الواحد من شمال المملكة إلى جنوبها ، والشدّ على أيدي قواتنا المسلّحة الباسلة
والأجهزة الأمنيّة الساهرة على حمايتنا ووقوفنا ظهيراً قويّاً لها كما كنّا دائماً ، لنظلّ على أمل رؤية غد مشرق أسسنّا له وحمينا مكتسباتنا التي تؤدي إليه بكلّ قوتّنا ، ولنترك لغيرنا ما أرادوه لنا .
(الديار الأردنية 2014-09-09)