الجيش عصب الدولة الأردنية

عندما نتحدث عن دور أردني عسكري في التحالف الدولي الذي يتم بناؤه حاليا لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو أي من التنظيمات الواقعة ضمن مسمى «الجماعات المتطرفة»، فإن علينا أن نتذكر جملة من الحقائق التي تتعلق ببناء وبتركيبة القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) وهو ما يتم تجاهله من قبل بعض المحللين السياسيين.
ثلاث حقائق تتعلق بالجيش العربي يجب ألا تغيب عن بالنا، وهي:
أولا- على الرغم من أن عقيدة الجيش القتالية قائمة على أسس الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ومنها أخذ اسم الجيش العربي، إلا أنه لم يقم بالتورط في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية منذ تأسيسه حتى اليوم، على عكس باقي الجيوش العربية، الجيش السوري تدخل في لبنان، والمصري في اليمن، والليبي في تشاد، والجزائري والمغربي في الصحراء الغربية، والعراقي في الكويت.. وهكذا.
وعلى أن نفهم هنا أن وجود الجيش العربي في الضفة الغربية بعد عام 1948 كان بوصفه جيشا وطنيا للمملكة الأردنية الهاشمية بضفتيها بناء على قرار الوحدة الذي اتخذه مجلس الأمة الأردني.
ثانيا- أن البنية التكتيكية للتدريبات العسكرية للجيش ترتكز على حماية الوطن من الأخطار الخارجية، إذ ان من أولى مهامه الدفاع عن المملكة ضد أي عدوان خارجي، أو ضد أي تمرد مسلح أو عدوان داخلي، وبالتالي فإن العقيدة القتالية للجيش غير مهيئة للتدخل الخارجي.
ثالثا- وهو الأهم أن جميع التحليلات واللقاءات العسكرية التي عقدت في الآونة الأخيرة استنتجت بطريقة لا تقبل الشك أو التأويل بأن العصب الرئيس لاستقرار الدولة الأردنية والنظام الملكي هو تماسك الجيش وعدم الزج به في أي خلافات أو صراعات داخلية أو خارجية، والإبقاء عليه ضمن إستراتيجية دفاعية عن الوطن من التهديدات الخارجية أو الداخلية، وإبعاده كلية عن أي ملف سياسي أو اقتصادي، وهو ما لمسه البعض من الإقرار السريع للتعديلات الدستورية الأخيرة.
وأما مشاركته الحالية الخارجية فهي تقتصر على المشاركة في القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة وأي قوات دولية أخرى، ومساعدة منكوبي الحرب أو الكوارث في الدول الأخرى.
وعليه تحسن الحكومة صنعا عندما تعلن رسميا وبشكل قاطع بأنها لن تكون جزءا من أي تحالف دولي لمحاربة «داعش» على الأقل في الجانب العسكري المتعلق بالقوات المسلحة.
والجيش العربي هو من المؤسسات الدولة الأردنية التي تحظى بإجماع وطني من جميع الأردنيين، وهو مؤسسة جامعة وقادرة على حماية الدولة والنظام، والزج به في أي ملف خارجي أو داخلي هو مغامرة بالتأكيد ليست في صالح الأردن والأردنيين.

(السبيل 2014-09-10)