"للأسف .. لا أحد يهتم باليمن "

سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء يؤكد انهيار الدولة اليمنية ويدفع باطراف الأزمة الى الانتقال لمرحلة جديدة قد يكون الاقتتال الداخلي طويل الامد عنوانه أو الاتفاق على نظام سياسي جديد , واللافت هنا عدم الاهتمام الخليجي وخاصة السعودية بما يحدث , وهنا نؤشر على بعض النقاط الهامة :
> عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية التي سيطرت على صنعاء بات الرجل الأقوى في البلاد , وقد يتجه الى ابقاء السلطة في يده وتشكيل حكومة جديدة تدير شؤون البلاد وينصب نفسه مرجعا دينيا على غرار حكم المرشد في ايران أو ان يقبل ببقاء الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي لفتره مؤقتة ولحين اتمام ترتيب النظام السياسي الجديد , وبكل الاحوال فأن حركة الاصلاح (الاخوان المسلمين ) تناصبه العداء وقد لا تسمح له باقامة نظام "سياسي ديني " مماثل لايران ومن هنا فان الطرفين الحوثيين والاخوان " قد يلجأون وهذا الخيار ثالث الى العودة الى النظام الملكي الهاشمي باعتباره افضل الحلول السياسية التوافقية لمنع انزلاق البلاد نحو الاقتتال , واذا فشل (عبد المالك الحوثي ) في القدرة على ايجاد بديل سياسي للنظام القائم ومقبول من غالبية الشعب اليمني فأن الاقتتال يصبح امرا لا مفر منه بين جميع الفرقاء اليمنيين , وهنا قد يطالب الجنوب بالاستقلال خاصة وان غالبيتهم من المذهب الشافعي فيما اليمن الشمالي هم حوثيون وزيديون ومذهبهم الاثني عشرية قريب من السنة .
. اللافت والمدهش ان المملكة العربية السعودية لم تهتم بالازمة اليمنية مطلقا هذه المرة , فانتصار الحوثيون هو اخفاق للاتفاق الذي رعته مابين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقادة الثورة هناك , وواضح انها (اي السعودية ) راغبة بانكفاء حركة الاصلاح (الاخوان) أو أنها مع الرئيس صالح تريد اذلال آل الاحمر والقيادات التي انقلبت عليها وعلى اتفاقها وبكل الاحوال فان تداعيات الازمة اليمنية مرشحة كي تفيض عليها وعلى جوارها الخليجي .
. اذا فشلت الجهود اليمنية الداخلية مع القوى السياسية الجديدة اللاعبة اقليميا ودوليا وخاصة ايران وحزب الله في تشكيل نظام سياسي جديد مستقر فان النتيجة الحتمية ستكون ذهاب الفرقاء اليمنيين الى دورة جديدة من الاقتتال الداخلي وتحويل البلاد الى دولة فاشلة بامتياز وعندها لا نستبعد ان نسمع عن تأسيس (داعش) لفرع لها يقاتل وحده وقد يستولي تدريجيا على السلطة خاصة وان تنظيم القاعدة مقره الاساس اليمن كما ان الجماعات الاسلامية الاخرى تقف الى جانبه .
اليمن اليوم تحت المظلة الاقليمية الايرانية بعد ان كان لسنوات طويلة تحت المظلة السعودية وعلينا ان ندرك ان الاطراف المتحالفة مع عبد الملك الحوثي لاقامة نظام سياسي جديد تريد فرض سيطرتها على الشمال والجنوب معا ومن ثم الانتقال الى الجوار اليمني ولا أحد يمكنه التنبؤ بقوة الاطراف الاخرى وخاصة تنظيم القاعدة وحزب الاصلاح الاخواني اللذان سيعملان على افشال الحكم الحوثي وبكل الاحوال فان عدم الاكتراث الخليجي بما يجري قد يؤدي الى نتائج ليست ايجابية عليه .
(الديار الأردنية 2014-09-22)