العيد الكبير...!!

تم نشره الأربعاء 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 01:56 صباحاً
العيد الكبير...!!
عصام الشرع

أيّام قليلة ونستقبل عيد الأضحى المبارك بعد أن مرّت الأيّام مسرعةً بعد عيد الفطر وكأنّها أنفت البقاء معنا بعد أن رأت ما آلت إليه أوضاعنا ، ولتعيدنا إلى مرحلة إنتظار جديدة نترّقب فيها عيداً جديداً بما يحمله لهذه الأمّة إمتحاناً لصبرها وتأكيداً لاستهدافها من قبل من لايريدون لها نهوضاً ، وسنستقبل العيد القادم ولسان حالنا يقول ( عيد بأيّ حال عدت ياعيد ) إذا لم نعد لوعينا ونستدرك أوضاعنا التي لاتسرّ صديقاً .
والعيد الذي كان يحمل لنا الفرح ونحن نسمع حجيج بيت الله الحرام يرددون لبيك اللهم لبيك ، ويبعث في نفوسنا الأمل بعد أن أدّى من كتب له حجّ بيت الله للرحمن الطاعة المفروضة ، ويجدّد لقاء الأحبّة ويجمع الشمل ويغسل هموم مرحلة فصلت بينه وبين سابقه ، يأتي هذه السنة كما جاء سابقه محمّلاً بالهموم والألم ويجد أمامه دماءاً طاهرة أريقت على مدّ العين وسماع الأذن في وطننا الغالي من شرقه إلى غربه ، فهذه غزّة هاشم ودّعت في موسم حزن متكرّركوكبةً من أبنائها فقدوا أرواحهم على يد عصابات جاءتنا من مشارق الأرض ومغاربها لتسلبنا أرضنا وحريّتنا ،
وهاهي العراق تعاني من جراح أثخنت بها على يد القريب والغريب ، وكلّما داوت جرحاً نكأوا جراحاً عديدة بها عقاباً لها على قوميّتها وصمودها ذات زمن عربيّ جميل في وجه من أراد بهذه الأمّة شرّاً وما أكثرهم حتى كان من حقدهم إغتيال من أعاد لها مجدها صبيحة يوم عيد كبير كهذا ، لتكتب الشهادة للقائد العربيّ صدّام حسين كما كتبت لغيره من شرفاء الأمّة ممن وضعوا نصب عيونهم إعادة مجدها التليد ، وتلك سوريّا التي سلّطوا عليها كلّ شذّاذ الآفاق ممن يدعون الجهاد زوراً وبهتاناً ، بعد أن أنهكها أبناؤها بخلافاتهم التي شرّعت أبوابها لكلّ من هبّ ودب فأعمل
فيها خراباً وتدميراً ، وأراق دماء أبنائها الطاهرة على مذبح المصالح المتنافرة ، وابتلوها بعصابة صنعوها لتمكنّهم من دخول سوريّا وإلحاقها بالعراق ونصبّوا عليها أميراً للمؤمنين حسب مواصفاتهم ، وغير بعيد عن ذلك نشاهد مدى المعاناة التي تعانيها ليبيا وقد تاهت بوصلة أبنائها فصارت الريح تأخذهم حيث تسير إلى أن دمرّوا كل بنية وطنهم التحتيّة على قلّتها وفتتوا الدولة الى دويلات يحكمها متعطشون للدماء جاؤوا لتنفيذ أوامر أسيادهم ، ومازالت أيدينا على قلوبنا خوفاً على اليمن الذي تسلّط عليه من لايخاف الله ولايراعي إلاً ولا ذمةً ، حتى رأينا
صنعاء تسقط بأيدي الخارجين عن القانون ويساعدهم اولئك المتخفين عن الأعين وصولاً لإتفّاق يمهّد العودة الى يمنين متناحرين ، وهم مازالوا على محاولاتهم لتفتيت وتقسيم هذا الجزء العزيز من وطننا علًهم يطفئون نار عطشهم للقتل والسفك والتعذيب ، وزادت حسرتنا على السودان بعد أن صيّروه سودانين ومازالوا على أملهم بتفتيته إلى أكثر من ذلك ، وأرّقنا مايحصل في لبنان والتصميم على تدميره وإنهاء ألقه على يد أبنائه الذين تفرّقوا شيعاً ومذاهب أبقت وطنها بدون رأس للدولة تنفيذاً لأجندات تأتي من خارج الديار ، واستعانوا بمن لايريد لنا خيراً ولايودّ أن
يرانا بحال أحسن مما أوصلنا إليه ، وزاد توجسّنا خيفةً مما يراد بأقطار الخليج العربيّ وقد كان البدء بمملكة البحرين الشقيقة التي صنعوا فيها فتنة لايدري أحد الى أين مداها ، والحبل على الجرّار .
ولأننّا نعيش على أمل غد مشرق فإننّا وقد إقتربت وقفة عرفات التي تؤذن بإنتهاء الحج وحلول العيد ، فإننّا نمدّ أيدينا ضارعين إلى الله عزّ وجل أن يزيل الغمّة ويفرّج عن الأمّة ، وأن يبدل أحزاننا التي طالت أفراحاً ، إنّه على كلّ شيء قدير .

(الديار الأردنية 2014-09-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات