2017 !

تم نشره الأربعاء 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 03:43 صباحاً
2017 !
سميح المعايطة

كل مسار أو عملية لها خطوات لا بد لها من عملية تتويج أو محطة كبرى يجري فيها تجسيد كل ما سبق وتحويله إلى حالة ملموسة وبخاصة إذا كانت معظم المراحل السابقة ذات طابع نظري من تشريعات وتعديلات دستورية وطروحات فكرية وسياسية.
عندما كانت الإنتخابات النيابية في كانون ثاني عام 2013 كانت الرسالة الأردنية الداخلية الذهاب نحو عملية سياسية تترجم ما كان من إصلاحات هامة من تعديلات دستورية وإنشاء الهيئة المستقلة للإنتخاب والمحكمة الدستورية وتعديل قانون الإنتخاب الذي تضمن للمرة الأولى القائمة الوطنية، وكانت الرسالة الأردنية بأن الدولة لا تخضع لضغوط وابتزاز أي قوة سياسية، فالدولة أقوى من أي تنظيم، وكانت الرسالة للخارج بأن الدولة قادرة على تجاوز ( الربيع ) بتوجهات عملية تحقق إصلاحاً تدريجياً وأمناً دون مراهقة أو مغامرات، وكانت الإنتخابات، وكانت الجلسة الأولى للبرلمان السابع عشر في العاشر من شباط 2013.
وفي خطاب العرش كانت رسالة جلالة الملك واضحة بضرورة إجراء تعديلات على قانون الإنتخاب وأعتبار القانون (الحالي) غير مثالي، وهذا القانون تحت الإنجاز بحيث يتم إقراره من مجلس الأمة خلال الفترات القادمة.
وقبيل الإنتخابات الماضية وحتى الشهر الماضي نشر جلالة الملك خمس أوراق نقاشية تضمنت رؤية الملك للعمل السياسي والوطني وهي أوراق حملت رسالة للداخل والخارج أننا مستمرون بالإصلاح، وأن ما يجري حولنا ليس مبرراً للتلكؤ أو إعاقة عملية الإصلاح، وهذه الأوراق أشبه بالتصميم المعماري للحياة السياسية الأردنية بل حتى بنية المؤسسات الدستورية لكن البناء المعماري النظري يحتاج أيضاً إلى أداء هندسي مدني ليخرج المبنى جميلاً قوياً، وهي مهمة الجميع ومصلحة الجميع أيضاً.
من اليوم وحتى نهاية العمر الدستوري لمجلس النواب يفترض أن يتم إنجاز قوانين الإنتخابات والبلديات واللامركزية وسيتم إرسالها لمجلس الأمة في الدورة القادمة، وأيضاً (ربما) تكون الرؤية واضحة فيما يتعلق بالوضع الإقليمي، ويفترض أيضاً أن يكون لدينا الحرص على تجسيد مضامين الأوراق النقاشية أو نسبة منها على الأرض من خلال ما يلزم من خطوات، وسنحتاج إلى عملية سياسية كبيرة ومفصلية هي الإنتخابات النيابية التي من المفترض أن تجري في بداية عام 2017 أو نهاية عام 2016 ، وهي إنتخابات يفترض أن تجري على أرضية تشريعية وسياسية تعبر عن الرؤية الملكية للإصلاح، وتؤكد أن مسار الإصلاح الأردني يسير إلى الأمام، كما يفترض أن تكون هذه الإنتخابات قادرة على تحقيق أهداف أهمها أن يكون منتجها السياسي أفضل من الحالي، ثم توسيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار، وربما تفتح الباب لخطوات حقيقية نحو حكومات تمثل الأغلبية البرلمانية.
الأمر ليس سهلاً، وواقع الأداء البرلماني الحالي يلزمنا جميعاً ببذل جهد أكبر لإقناع الناس بالمشاركة الواسعة، ومنتجات عمليات التشريع غير معلومة، لكن عام 2017 هام جداً لتأكيد مسار الإصلاح، وكما كانت إنتخابات 2013 رسالة إصرار وقوة الدولة فإن عام 2017 هام جداً لتحويل المسار النظري والتشريعي إلى واقع، وهام جداً في تحديد قناعات الناس وجيل الشباب.
بداية عام 2017 ليست بعيدة، وعلينا الإستعداد الجيد لإنجازه بشكل سليم، فهو المختبر العملي لكل ما يتم الحديث عنه.

(الرأي 2014-10-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات