توصيات البخيت و«الكوبي بيست»

يبدو أن رئيس الوزراء السابق معروف البخيت لا يرغب في إقامة دولة سنية في أي مكان عندما أشار بمحاضرة ألقاها في نادي الأردن أخيرا الى أن أسوأ سيناريو بالنسبة للأردن يمكن أن تسير فيه الحالة العراقية، هو بقاء الوضع على ما هو عليه غامضا وملتبسا ضمن حالة قتال تكون نتيجته إقامة دولة سنية بالدم وسيفضي ذلك إلى تقسيم العراق».
مع العلم أن الأردن غالبيتها من السنة وتعتمد الشرع في مضامين الدستور والقوانين، وكان يجب على البخيت استبدال كلمة «سنية» بـ»داعشية».
من التوصيات الغريبة التي خرج بها البخيت في المحاضرة لمواجهة الفكر التكفيري، وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة أي أخطار محتملة، ومنها تحصين العشائر الحدودية ومناطق الأطراف وتقديم الهوية الأردنية الموحدة كخيار للدولة وضمان لها في مواجهة الفوضى والعنف على مستوى الإقليم وبما يتجاوز الهويات الفرعية.
كنا نود أن يشرح البخيت بالتفصيل عن الاسباب الرئيسة التي غذت تلك الأفكار التكفيرية والمتطرفة، كونها في النهاية اعتقادا وعقيدة وقناعة، ولن تكون كما يرى البخيت صناعة جاهزة يمكن أن تقوم بها دول عدة، ذلك الدور نفتقده من النخب السياسية وتحديدا تلك التي شغلت مناصب رفيعة، والتي تتحمل مسؤولية عدم مكاشفة الرأي العام وعدم الاعتراف بأخطاء الحكومات السابقة التي تلكأت في عمليات الإصلاح بجميع أنواعه.
تلك النخب تعتلي المنابر في إقليم ملتهب وتحدثنا عن بديهيات مثل تقسيم العراق والشام، وهي تعرف أن الأزمة في كل مكان، والأردن فيه أكثر من أزمة ولا يجب أن تكون بوصف «داعشي»، فهنالك أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، والحكومات لا تجد أمامها سوى تعميق تلك الأزمات سواء بحلول أمنية أو اقتراض لغايات الإنفاق غير المبرر.
في كل الأحوال البخيت في محاضرته خلط بين الكيلومتر مربع والكيلومتر طولي، وبحثت عن نص المحاضرة في أكثر من وسيلة إعلامية يبدو أنها وزعت جاهزة على وسائل الإعلام فوجئت بأن المحررين أيضا فاتهم هذا الخلط، وكانت عملية «الكوبي بيست» واضحة.
وبحسب أحد المعلقين الظرفاء على موقع عمون الإخباري يقول «المسافة بين الجفور وطريبيل يا دولة الرئيس حسب المقال هي ليست 200كم مربع وانما 200كم طولي لأنه لو كانت المساحة بينهما 200كم مربع لكان البعد بينهم 14.142كم فقط أي أربعة عشر كيلومترا ومائه واثنين وأربعون مترا ولذا اقتضي التنويه بعد موافقة دولة الرئيس».

(السبيل 2014-10-20)