كيف نقرأ قول الملك «التطرف الإسلامي يقابله تطرف صهيوني»

تم نشره الإثنين 27 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 06:12 صباحاً
كيف نقرأ قول الملك «التطرف الإسلامي يقابله تطرف صهيوني»
علي سعادة

لا خلاف حول ما قاله الملك حول مواصلة الأردن «محاربة الإرهاب والتطرف، بغض النظر عن مصدره، وجميع من يروجون له سواء باسم الدين.» ونتفق مع الملك أن «مواجهة مثل هذه المخاطر تتطلب مشاركة الجميع في التصدي للتطرف وعلى المحاور الفكرية والتربوية والتنموية، في سبيل رفع درجة الوعي العام».
ونعم «هناك تطرف إسلامي وأيضاً في المقابل يوجد تطرف صهيوني، وأنه إذا ما أرادت كل الأطراف الإقليمية والدولية محاربة هذا الأمر، فلا يمكن القول إن هناك فقط تطرفا إسلاميا، بل يجب الاعتراف بوجود تطرف في جميع الجهات».
و»نبصم بالعشرة» أيضا أن الحروب الفكرية تأخذ وقتا أطول من الحروب الفعلية، ونتفق مع الملك أن «الحرب على الإرهاب لن تكون على مدار عام أو عامين، بل هي حرب طويلة تحتاج الى سنوات، فإذا احتاجت الحرب العسكرية فترة قصيرة، فإن الحرب الأمنية والأيديولوجية ستأخذ وقتاً أكثر».
ونتوقف طويلا عند قول الملك «إن المشكلة هي بين الاعتدال والتطرف، الأمر الذي يتطلب من الجميع تحديد موقفه بين نهج الاعتدال والتطرف، وهو أمر لا يحتمل موقفاً رمادياً».
وبدت جملة الملك أن «الموقف لا يحتمل موقفا رماديا»، مغرية للحديث حولها، فهي تلصق بالعقل وتثير شهية أي إعلامي للتوقف عندها.
نعم المشكلة في المواقف الرمادية، فنحن كعرب بطبيعتنا أمة رمادية، كانت وستبقى كذلك، أمورنا دائما معلقة، والحلول عندنا مؤجلة إلى أجل غير مسمى، ومنذ نحو 2000 عام، حين قيلت أول قصيدة شعرية بالعربية، ونحن عالقون في عدم الحسم، من المسؤول عن حرب «داحس والغبراء» بين قبيلتي عبس وذبيان، ومن يتحمل وزر حرب «البسوس» بين قبيلة تغلب بن وائل وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها من قبيلة بكر بن وائل، ثم توالت المتوالية الهندسية، من على حق ومن على باطل في موقعتي «صفين»، «الجمل» معسكر الأمام علي بن أبي طالب أم معسكر معاوية ابن أبي سفيان، وهكذا دواليك، تتدحرج الأمة إلى الخلف عكس حركة التاريخ، في ثنائية غير قابلة للكسر، الاعتدال والتطرف، من يقف مع من، ومن ضد من؟
هل يوقظ حديث الملك الرغبة في كسر هذه المتوالية وهذه الثنائية، هل ثمة جهة قادرة على تحديد مواصفات الشخص المتطرف والشخص المعتدل، هل نخضع أمزجتنا وأهواءنا في هذا التصنيف، أم يكون هاجسنا الوطن وأمنه واستقراره، هل الذين يختلفون معنا في الرأي متطرفون مثلا، هل سيترك الأمر لسياسي طامح أو إعلامي موجه لتحديد قائمة الأعداء والأصدقاء؟
ثم ماذا سيفعل العالم مع التطرف الآخر، التطرف الصهيوني الذي ذكره الملك، هل سيتم بناء تحالف لمحاربته تماما كما هو الحال في محاربة التطرف الإسلامي الذي يمثله» تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش»؟
أسئلة كثيرة تطل برؤوسها في محالة لفهم حديث الملك الذي اختلفت الصحف المحلية في ترتيب فقراته: هل التطرف الصهيوني ناتج عن التطرف الإسلامي، أم العكس، أم هما على نفس الخط والسوية!
نرجو ألا نقع من جديد في الثنائيات، والبدء في الخروج من المنطقة الرمادية، والدخول في منطقة اللون الأساسي: الأبيض أو الأسود.

(السبيل 2014-10-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات