«كنترول الباص».. قصة ارتباك

صباح الأحد الماضي تعطلت عمان بسبب «كنترولية» الباصات، فقد قرر سائقو باصات النقل العام التي تمر من منطقة صويلح الاضراب عن العمل ما جعل عمان مغلقة عن بكرة أبيها. سبب الاضراب ببساطة متعلق بقرار من هيئة تنظيم قطاع النقل العام يقضي بمنع الحافلات من استخدام المحصل البشري المسمى «كنترول».
مبررات الهيئة نابعة من ملاحظات الناس المتراكمة والرافضة لسلوكيات اصحاب مهنة الكنترول، فهؤلاء ابدعوا في صياغة صورة نمطية سلبية حقيقية تمشي على الارض.
في المقابل يرى سائقو الباصات ومالكوها أن دور الكنترول مهم ومصيري في تسيير امور الباص، وربما ايضا في عملية زيادة التحصيل اليومي للغلة.
بين هذا وذاك اشتعلت الأزمة، فأصر السائقون على استخدام الكنترولية مما عرضهم لمخالفات متعددة فجرت الموقف تجاه الاضراب وتعطيل عمان برمتها.
هذه الصورة المرتبكة كان بالإمكان تجاوزها من خلال تنظيم المهنة لمجموعة قواعد ومعايير وتعليمات تضمن سلوكا للكنترول اخلاقيا يقبله الناس.
لكن للأسف المؤسسات المعنية قصرت وتركت الحبل على الغارب وهنا دخلت المهنة في عالم «الوصمة» بل اصبحت المهنة فقط مدخلا لمن هم في المجتمع السفلي.
مع ذلك لا يخلو الامر من عاملين في مهنة «الكنترول» محترمين ويعيلون عائلات وهذه المهنة متنفسهم الاقتصادي الوحيد لكن للاسف «الصالح راح بكيس الطالح».
لا بد من قرار في المسألة وهنا أدعو الحكومة الى تنظيمها بالسرعة الممكنة على شروط أبرزها أن العامل فيها لا بد أن يحصل على شهادة حسن سير وسلوك ومؤهل اخلاقيا وذهنيا للعمل فيها.
للامانة نحن نعاني من فوضى ترهل قطاعاتنا وهذا يسمح لظهور آفات جبرية قد يكون في علاجها كلفة عالية ومنها قصة الكنترول وغيرها.
(السبيل 2014-10-28)