الوجه الآخر للأهداف الاقتصادية

تم نشره الثلاثاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 01:11 صباحاً
الوجه الآخر للأهداف الاقتصادية
د. فهد الفانك

لم يقصر المفكرون والاقتصاديون الأردنيون في طرح أهداف مرغوب فيها للاقتصاد الاردني ، تتحقق خلال عشر سنوات لغاية 2025 فالأهداف سهلة ومعروفة ولا تثير خلافاً ، ولكن المشكلة في كيفية الوصول إليها في ظل الموارد المحدودة.
الكل يريد اقتصاداً ديناميكياً ، يتمتع بالكفاءة والتنافسية ، ونمواً عالياً ، مع ضبط التضخم ، ورفع مستوى المعيشة ، والاحتفاظ باحتياطي كاف من العملات الأجنبية في البنك المركزي ، وتخفيض المديونية ، وسد العجز في الموازنة العامة وفي الميزان التجاري وفي الحساب الجاري لميزان المدفوعات ، كما يريد الجميع تحسين مستوى المعيشة ، وخلق فرص عمل كثيفة للقضاء على البطالة والفقر ، وحل مشكلة الطاقة والمياه ، وتنمية المحافظات ، وعدالة التوزيع ، وغير ذلك من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تلقى الإجماع.
المشكلة أن هناك وجهاً آخر لتحقيق هذه الأهداف يتطلب إجراءات وتكاليف وتضحيات وموارد مالية لا يريد أحد أن يشير إليها حرصاً على شعبيته الغالية ، وكـأن تحديد الهدف يكفي للوصول إليه. خذ مثلاً مكافحة البطالة كهدف مرغوب فيه ، ولكن تجربة الأردن العملية أظهرت أن خلق فرصة عمل واحدة يكلف في المتوسط 30 ألف دينار من الاستثمارات الجديدة. أي أن خلق 200 الف فرصة عمل للقضاء على البطالة يحتاج لإقامة استثمارات مجدية لا تقل كلفتها عن ستة مليارات من الدنانير.
وسد العجز في الموازنة العامة بقصد تقليل الحاجة للاقتراض يتطلب زيادة الرسوم والضرائب ، وإلغاء الدعم الاستهلاكي ، وتخفيض حجم الحكومة ، أما تخفيض المديونية ، وهو هدف رائع ، فيتطلب تحقيق فائض في الموازنة العامة يستخدم في تسديد الديون.
لا يلزمنا منظرون يحددون الأهداف المرغوب فيها ، فهي معروفة وليست جديدة ، ما يلزمنا أفكار إبداعية وسياسات جديدة وتوجهات تجعل تحقيق الأهداف أمراً ممكناً ضمن الموارد المحدودة.
يبقى أن هناك تناقضاً بين بعض الاهداف ، فإصلاح الموازنة قد يلحق ضرراً بالنمو الاقتصادي ، وتصغير حجم الحكومة يفاقم مشكلة البطالة ، وزيادة الضرائب وإلغاء الدعم تخفض مستوى المعيشة وهكذا.
مطلوب من يقدم للحكومة خياراتها العملية القابلة للتطبيق ، لتحقيق أهداف قابلة للقياس ، ضمن الموارد المتاحة لها. وليس من الضروري أن تكون الأهداف شديدة الطموح ، بل واقعية ، لتجنب الإحباط والفشل.

(الرأي 2014-10-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات