الأردن بين الوهم والحقيقة

هذا ما قاله الخبر المنشور في كل الصحف الاردنية، صباح التاسع من كانون الثاني، من العام ألفين وعشرة:
«آلاف من أسطح المنازل سيتم زراعتها ضمن مشروع الزراعة الحضرية الذي تعتزم امانة عمان الكبرى تنفيذه خلال ثلاث سنوات بهدف زيادة الرقعة الخضراء، وتعزيز المشهد الجمالي للعاصمة». ويضيف الخبر: «وبدأت بالفعل اولى خطوات هذا المشروع الممول من البنك الدولي، باقامة حديقة صغيرة فوق احد الاسطح المقابلة لمطل القلعة، من خلال احواض نباتية مختلفة حيث تم رصف ارض السطح بانواع من التربة البديلة (التوف والبيتموس) لتشكل منظرا جماليا رائعاً»..
وبالطبع، فالخبر الطويل لا ينتهي هنا، بل يشرح تفاصيل المشروع الرائد في المنطقة والعالم بأسره، وينتهي بالتبشير لربّات المنازل أنه سيدرّ على بيوتهن دخلاً إضافياً، إذا أحسنّ استثماره، وزرعن صيفاً وشتاء المواد المناسبة.
مرّت السنوات الثلاث، وفوقها نحو سنتين، وما زال المشروع حبراً على ورق، وما زالت أسطح ثلاثين ألف منزل موعودة خالية من تلك الحدائق المُعلقة، وهكذا فالعادة الاردنية القديمة في وجود مساحة كبيرة بين وهم الوعد وبين الحقيقة على أرض الواقع، تتكرس في كل يوم.
في كل شيء هناك وعد ما، من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، الى الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها، تظلّ مجرد عناوين في الصحافة، وكيف لنا أن ننسى اننا اردنا الاردن أخضر عام ألفين، ويبدو اننا سنصل الى الألف الثالثة واللون الصحراوي الأصفر يحتل المكان، ويبقى ان علينا أن نسأل: أين ذهبت أموال البنك الدولي؟!
(السبيل 2014-10-29)