الإنسان أثمن رأسمال

تم نشره الجمعة 22nd كانون الثّاني / يناير 2010 12:36 صباحاً
الإنسان أثمن رأسمال
د. فهد الفانك

جاء الوقت لكي نتخلى عن الفكرة القائلة بأن عمل أي شيء نافع يتوقف على توفر المال وإنفاقه. ليس فقط لأن المال ليس متوفراً ، بل أيضاً لأن هناك إصلاحات وقرارات اقتصادية وسياسية هامة لا تحتاج للمال بل للإبداع وقوة الإرادة.

ما يعيق جامعاتنا من الظهور ضمن أفضل 500 جامعة في العالم ليس قلة المال على أهميته ، فلو قامت الحكومة بتسديد عجز الجامعات ، وأمنت لها دعماً مالياً سخياً ، فإن ذلك بحد ذاته لن يخلق باحثاً متميزاً يستطيع أن ينشر بحثاً علمياً في مجلة عالمية متخصصة.

في عهد الأزمة المالية المحلية قبل ربع قرن تقريباً تم وضع خطة تنمية. وفي حينه قيل لا معنى للخطة في ظل عدم توفر المال وارتفاع عجز الموازنة وعدم القدرة على خدمة الديون ، فكان الجواب الصحيح أنها خطة سياسات وليست خطة استثمارات حكومية.

معنى ذلك أن كثيراً من إجراءات التصحيح والانطلاق لا تحتاج للمال بل للعقل والإرادة ، ومع أن البنك الدولي الذي يقدم لنا القروض يحب أن يربطها بهدف مرغوب فيه مثل تطوير قطاع التعليم أو إعادة هيكلة القطاع الصحي ، فإنه يعرف تماماً أن التطوير وإعادة الهيكلة ليسا بحاجة للتمويل ولا علاقة مباشرة لهما بالقرض الذي يذهب لتسديد جانب من عجز الموازنة!.

الفرق في الأداء بين وزير وآخر في نفس الوزارة لا يقاس بحجم الموازنة الموضوعة تحت تصرفه ، فقد تكون الموازنة نفسها للاثنين. الفرق يكمن في سياسات وقرارات الوزير التي تضع الأمور في نصابها ، بل أن القرارات الصحيحة كثيراً ما تؤدي لتوفير المال وزيادة الكفاءة أي إنتاج أكثر بكلفة أقل.

الحكومة الجديدة ستعمل بموجب الموازنة التي كانت الحكومة السابقة تنوي العمل بموجبها ، أي أن حجم الإنفاق سيظل كما هو ، فهل يعني ذلك أن إنجازات الحكومتين ستكون متطابقة ، أم أن الكثير يعتمد على ديناميكية المسؤول وقدرته على اتخاذ القرار السليم في التوقيت الصحيح.

ليست هذه محاولة للتقليل من أهمية المال ، فهو قادر على صنع العجائب ، ولكن هناك حالات يتوفر فيها المال بغزارة في بلد يبقى متخلفاً ، وحالاًت أخرى يعز فيها المال ولكن البلد يحقق تقدماً لافتاً ، ولا ننسى أن الإنسان هو أثمن رأسمال.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات