هل تنحسر المساعدات بفعل أسعار النفط؟

يبدو أن المسؤولين في البلاد لم يضعوا في حساباتهم أن انخفاض أسعار النفط يمكن أن تؤدي إلى انحسار المساعدات وتحديدا من دول الخليج التي ستعاني موازناتها من عجوزات، وبخاصة بعد توقعات ببقاء الأسعار عند مستويات متدنية لفترة طويلة.
صحيح أن دول التعاون الخليجي الست، لديها ثروة مجتمعة تبلغ 2.5 تريليون دولار، والسعودية وحدها لديها احتياطي تبلغ قيمته أكثر من 750 مليار دولار، والكويت أكثر من نصف تريليون دولار، كما أن الإمارات بعيدة عن خطر أزمة سيولة؛ إذ لديها احتياطي ضخم، لكنها تبقيها لتغطية أي احتياجات داخلية وليس للمساعدات.
غير ذلك فإن صندوق النقد الدولي قال في تقرير أخيرا إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستعد لعام آخر من النمو المخيب للآمال وأن بلدان مثل السعودية ربما تواجه عجزا إذا ما واصلت أسعار النفط تراجعها، وأنه بالنسبة لبلدان الخليج ككل، فإن تراجع أسعار النفط قد يؤدي إلى تقليص فوائضها المالية المتوقعة البالغة 175 مليار دولار.
يشير تقرير لـ»فورين بوليسي» إلى أن انخفاض أسعار النفط ينذر بخطرين: الأول خطر داخلي في دول الخليج يتعلق بعجز عن توفير أموال لخطط اقتصادية محلية والآثار المترتبة على الميزانية بعد تراجع أسعار النفط؛ والثاني، خطر تقويض المساعدات الخارجية السخية التي تضخها السعودية والإمارات وآخرون لمصر والأردن والمغرب من أجل الحفاظ على اقتصادياتهم.
ازداد الدين الحكومي بأكثر من 4.5 مليار دينار خلال عام وتجاوز حاجز الــــ20 مليار دينار، ويقترب بسرعة إلى نسبة 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهنالك نحو 700 مليون دينار خدمة الدين سنويا، وهو مبلغ كبير بالنسبة لموازنة مقدارها 6 مليارات دينار، والأعباء القادمة أعظم مع وجود اللاجئين وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.
حتى أن اتفاق الغاز الأخير مع «إسرائيل» الذي روج له المسؤولون، ستجري عدة مراحل من المفاوضات قبل أن تصل أول شحنة من الغاز، والغريب أن الاتفاق الذي يتضمن تزويد الغاز من حقل «ليفياثان» الإسرائيلي، الذي يقع على عمق ثمانين كيلومتراً تحت قاع البحر قبالة سواحل حيفا إلى شركة الكهرباء الوطنية الرئيسية في البلاد، هو غير ملزم، ولا يعتبر حلا سحريا لا في الوقت الحالي أو القريب.
غير ذلك، شكلت واردات النفط ومشتقاتها أكثر من 3 مليارات دينار، بينما العجز في ازدياد، فكيف لنا أن نقرأ السنوات القليلة المقبلة في حال بقيت أسعار النفط عند مستويات تضايق موازنات الخليج ولن يتوقف الأمر عند المساعدات؟.
السبيل 2014-11-03