الأمن العام والدرك أم وزارة التربية والتعليم؟

تم نشره الأحد 24 كانون الثّاني / يناير 2010 02:55 صباحاً
الأمن العام والدرك أم وزارة التربية والتعليم؟
ياسر ابو هلالة

يسجل لمديري الأمن العام والدرك حضورهما للنقاش الجريء والمعمق الذي انعقد في البحر الميت على مدى يومين. وقد كانت مديرية الأمن العام شريكا للمجلس الاقتصادي الاجتماعي ومركز الدراسات الاستراتيجية في “الملتقى الوطني: سيادة القانون وظاهرة التوترات المجتمعية”.

ما دق مدير الأمن العام على صدره وقال “أنا لها”، بل تصرف بتواضع من يعرف حدود الدور الأمني بدقة، فهو يتعامل مع “النتائج والإفرازات”، أما الأسباب فهي مسؤولية مؤسسات أخرى في الدولة والمجتمع. وإن كان فخورا بما تحقق على يد جهاز الأمن العام خلال عقود وهو ما تثبته الأرقام والإحصاءات الدولية عن عدد الجرائم ونسبة المكتشف منها.

وقد شارك في النقاش رؤساء حكومات ووزراء داخلية ومسؤولون أمنيون سابقون، وكان لافتا مشاركة مدير الأمن العام الأسبق، فاضل علي فهيد، الذي كان محظوظا بتولي مسؤولية الأمن العام في وقت الازدهار الديمقراطي، مطلع التسعينيات. وتمكن من نقل الجهاز بسلاسة من مرحلة الأحكام العرفية إلى مرحلة الديمقراطية في ظروف حرب الخليج الثانية وتداعياتها.

تحدث فهيد عن حوار في تلك المرحلة مع أحد مساعديه عندما طلب استخدام القوة ضد المواطنين، فرد عليه وهو القادم من المؤسسة العسكرية “أنا من خلفية عسكرية وأتحدث بلغة أمنية وأنت من خلفية أمنية وتتحدث بلغة عسكرية، فالجيش هدفه إيقاع أكبر الخسائر بصفوف العدو من خلال القوة أما الأمن فهدفه العكس، حماية أرواح المواطنين..”.

المشكلة في سياسيين، لا هم عسكريون ولا هم أمنيون، يتحدثون عن مخالفيهم بمنطق العدو الذي يجب إيقاع الخسائر في صفوفه وإجلائه عن أرض الوطن. مع ملاحظة الفرق بين المعارضة التي تمتلك حقا طبيعيا في التظاهر والاعتصام وإصدار البيانات وبين “التوترات الاجتماعية”، ومع أنها جاءت في سياق المعارضة إلا أنها لا تنتسب لها فكرا ولا برنامجا ولا مؤسسات (أحداث حي الطفايلة، وعجلون، ومعان الأخيرة).

رسم الباحث أحمد أبو خليل لوحة موجعة لحي الطفايلة، الذي انتقل أهله من فقر إلى فقر، ولا تملك إلا أن تتعاطف مع الراحل صادم السعود، الذي نشأ يتيما في أسرة من أحد عشرفردا، ولم يجد فرصة لائقة في التعليم أو العمل. وفي تجواله في الحي البائس الذي نشأ في شقوق الجبل القصي تخال أن الحل معماري، قبل أن يكون اقتصاديا أو تربويا أو أمنيا.

غابت أمانة عمان ووزارة التربية عن أحداث حي الطفايلة، تماما كما غاب  الإصلاح السياسي، وحضر الأمن وحيدا، وقيل “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون”.

في التوترات المجتمعية جميعا كانت وزارة التربية الغائب الأكبر، أتحدى إن كان وزير التربية والتعليم يمتلك الجرأة ويطلعنا على واقع المدارس في معان وحي الطفايلة! في غياب الإصلاح السياسي لا أمل إلا في الإصلاح التربوي الذي سيبدو أيضا حلما غير واقعي.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات