في بيتنا حرامي ... فاطردوه

تم نشره الأحد 09 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 03:01 صباحاً
في بيتنا حرامي ... فاطردوه
جهاد المنسي

خطوة استدعاء سفيرنا من الكيان الصهيوني المصطنع إيجابية رغم تأخرها كثيرا، إذ كان يتوجب الإقدام عليها في أوقات سابقة عندما كانت الفاشية الصهيونية تقتل بدم بارد أطفال غزة، وعندما أقدم الفاشست الصهيوني الحاقد على إطلاق نار على قاضينا رائد زعيتر، وعندما .. وعندما.
على أية حال دعونا نرى الجزء الممتلئ من الكأس؛ استدعت حكومتنا سفيرنا عبيدات وهذا حسن، ولكن التوقف عند هذه الخطوة وحدها ومواصلة التطبيل والتزمير لها، ليس بالأمر المحمود إطلاقا، إذ أن ما تقوم به آلة الحقد الصهيوني يوميا في الأقصى يتطلب طرد سفيرهم من رابيتنا، وهذا أقل ما يتوجب فعله ردا على اعتداءات اسرائيل اليومية على سيادتنا الدينية، وعلى المقدسات، وردا على تصريحات عنصرية فاشية نازية صدرت عن وزراء اسرائيليين تذكرنا بحرب الأيام الستة وتتوعد وتهدد؟!!.
قبل أيام، وإبان احتفال اسرائيل بذكرى توقيع معاهدة وادي عربة، استضافت القنوات الإخبارية الاسرائيلية سفراء سابقين خدموا في الأردن، فقالوا بإجماع إن العلاقات معنا حميمية بخلاف ما يظهر للعلن، وقال أحدهم إن المسؤولين الأردنيين يقولون في العلن لمواطنيهم ما يقولون عكسه بالسر لنا.
انتظرنا أياما لعل وعسى أن يخرج مسؤول أردني أو ناطق إعلامي يكذّب ما تناقلته وكالات الأنباء عن صهاينة قالوا بصريح العبارة إن المسؤولين عندنا يكذبون علينا، إلا أن ذلك لم يحصل.
عمليا نحن على المحك، ويتوجب علينا تصعيد لهجتنا تجاه اسرائيل وخاصة في ظل إصرارها المتواصل على انتهاك سيادتنا على الأقصى والمقدسات، وإصرارها على توصيل رسائل سلبية لنا مفادها عدم الاكتراث بنا، وبما نقوم به، وبما نصرح به، وكأنها تريد أن تقول لنا معشر الشعب إن حكومتكم عاجزة ولا تمتلك الجرأة على اتخاذ قرار.
لذلك كله نقول إن استدعاء عبيدات من اسرائيل غير كافِ، ولا يعبر عن رد حقيقي على ممارسات اسرائيل واستفزازاتها، وإن بقاء سفيرهم عندنا يعبر عن قرار منقوص يتوجب استكماله فورا دون تأخير، وبعد ذلك لا بأس بالتلويح بإعادة النظر بالمعاهدة مع الكيان المصطنع إن واصل انتهاكه للمقدسات وعبثه بالمحرمات.
لا يكفي أن نبقى دوما نعتمد عن تصريحات تذريها الرياح بأن الأقصى والقدس والقيامة خطوط حمر لا يتوجب الاقتراب منها، فالخطوط الحمر، نُزعت ودنست، وضرب بها الكيان المصطنع عرض الحائط، فماذا نحن فاعلون، استدعينا سفيرنا للتشاور جيد، ولكن لماذا لم نعلن حتى اليوم عدم رغبتنا ببقاء سفيرهم في رابيتنا. ترى لماذا تملكتنا القدرة والقوة والتصميم والإرادة عندما أعلنا أن سفير الجمهورية العربية السورية في عمان غير مرغوب به، وما زلنا نماطل حتى الساعة في إعلان عدم رغبتنا في بقاء سفير اسرائيل على أرضنا؟!!!.
بصراحة، إن الوقوف عند حد استدعاء عبيدات للتشاور لا يحل المشكلة ولا يوجه صفعة لاسرائيل، فهي لا تهتم كثيرا بوجود عبيدات أو غيره عندها، وإنما ما يهمها في المقام الأول وجود علمها في عماننا، وسفيرها في أحضاننا، وسفارتها في رابيتنا.
حسنا ثمنّا خطوة استدعاء سفيرنا، وهي خطوة لا يتوجب علينا الوقوف، ومواصلة التهليل والتصفيق والتطبيل والتزمير لها، وتصوير الأمر وكأننا فتحنا الأندلس، المطلوب خطوة أهم، وأشجع وأكثر عمقا وتأثيرا، خطوة تمثل صفعة على خد اسرائيل وعلى خد كل صهيوني قال لنا قبل أيام إن المسؤولين عندنا يقولون لهم بخلاف ما يقولون لنا، وهذه الخطوة إن تحققت سيقف لها كل أردني وأردنية احتراما وإجلالا، وهي طرد سفيرهم من بيتنا، وقتها تستحق الحكومة تحية إعجاب ووافر التقدير.
نريد أن نفرح ونشعر أن حكومتنا تتساوق مع رغبات شعبها ومؤسساتها المدنية، ومجلس نوابها، وكل شرائح المجتمع، نريد خبرا جيدا من الدوار الرابع يعلن عن طرد الحرامي الرابض في رابيتنا، فهل نسمع ما نريد، أم أن المسؤولين الصهاينة يقولون الحق، وإن ما يقال لنا علنا يقال لهم عكسه سرا؟!

الغد 2014-11-09



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات