هل يتفق أوباما مع الجمهوريين بإرسال قوات إلى العراق؟

يمكن ألا يلقى التحذير شديد اللهجة الذي وجهه الحزب الجمهوري الأمريكي بالا لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أنه يمكن أن يتحول لامتصاص احتقان ذلك الحزب بعد فوزه بأكثرية المقاعد في غرفتي الكونغرس بقرار إرسال مزيد من القوات إلى العراق، تجنبا لتصادم حتمي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وبالفعل كان أول ردة فعل لأوباما بعد الانتخابات قرارا بإرسال 1500 عسكرى أمريكي إضافي إلى العراق بحجة بتدريب الجيش هناك، والمساعدة فى وضع خطط عسكرية لمواجهة تنظيم داعش.
استطلاع الرأي الذي أجرته «رويترز-إبسوس» في حزيران والذي بين أن الأمريكيين يعارضون بأغلبية ساحقة التدخل الأمريكي في العراق، أظهر أيضا سخط الجمهوريين على قرار أوباما الانسحاب من هناك في 2011، إذ قال 61 من الجمهوريين إن الأزمة دليل على أن القوات الأمريكية ما كان لها أن تنسحب من العراق بالمقارنة مع 26 في المئة من الديمقراطيين.
التحذير الأخير على لسان رئيس مجلس النواب، الجمهوري جون باينر، أكد أن أية إجراءات أحادية الجانب قد يقدم عليها الرئيس الديمقراطي في ملف الهجرة ستسمم السنتين المتبقيتين من عهده.
باينر لوح بعدم إقرار أي إصلاح يتعلق بنظام الهجرة في حال تصرف أوباما بشكل أحادي الجانب، قائلا «عندما نلعب بالنار نخاطر بإحراق أنفسنا، وسيحرق نفسه (أوباما) إذا ما أصر على سلوك هذه الطريق».
ولعل ما يزيد الضغوط على الرئيس الممارسات الإسرائيلية في القدس وعدم انصياعها للقرارات الدولية، تلك يمكن أن تلتقي مع إرادة الجمهوريين الذين سيجدون في «إسرائيل» أداة ضغط إضافية على الرئيس الذي ربما ينهي العامين المقبلين بقرارات مرتبكة ويخلط الأوراق بما يتعلق بالعراق وسوريا.
إرسال القوات الأمريكية الجديدة يأتي بالتزامن مع تقرير لوكالة «أسوشييتيد برس» التي بينت أن «حلفاء الولايات المتحدة من العرب، مصر والسعودية والإمارات والكويت يناقشون التوصل لاتفاق عسكري ضد المسلحين الإسلاميين، مع احتمال إنشاء قوة مشتركة للتدخل في أنحاء الشرق الأوسط».
نقلت الوكالة أن هناك خلافات بين الدول في شأن حجم كل قوة، وتمويلها، ومقرها الرئيسي، وحول ما إذا كان يجب السعي إلى الحصول على غطاء سياسي للعمليات، وهي إشارة يمكن أن يلتقطها أوباما ويمكن أن تتحول إلى قوة مشتركة، تشن عمليات سريعة ومحددة ضد المسلحين بدلاً من المهمات الطويلة.
ذلك سيكون فصلا جديدا في الفوضى التي تعيشها المنطقة وبدلا من إعادة ترتيب الأوراق، وبخاصة بعد الأحداث التي تشهدها ليبيا واليمن وقريبا لبنان، فإن الإدارة الأمريكية ستأخذ المنطقة نحو المجهول بدعم من الجمهوريين أو الديمقراطيين.
السبيل 2014-11-09