تفجيرات عمان.. أين أخفقنا؟

تم نشره الإثنين 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 01:41 صباحاً
تفجيرات عمان.. أين أخفقنا؟
فهد الخيطان

شكلت تفجيرات الفنادق في عمان، قبل تسع سنوات، صدمة كبيرة لعموم الأردنيين؛ شعبا وحكومة. لم يكن أحد يتخيل أن بوسع الإرهابيين أن يضربوا بهذه القسوة في قلب عمان. لكن ذلك حدث، ومعه اختط الأردن مقاربة أمنية جديدة، تمثلت في خوض حرب استخبارية استباقية مع الجماعات الإرهابية في العراق، وغيره من الدول التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية، حققت نتائج إيجابية وفق تقديرات رسمية، بدليل فشل كل محاولات اختراق المنظومة الأمنية بعد تفجيرات الفنادق.
لكن في مقابل النجاح الاستخباري والعملياتي، أخفق الأردن في احتواء ظاهرة التطرف داخليا، وظلت البيئة الأردنية كما كانت قبل تفجيرات 9/11/2005؛ تنتج رموزا قيادية للجماعات المتطرفة، وتصدر "الكفاءات" لدول الجوار.
اعتُبر مقتل أبو مصعب الزرقاوي بعد عامين على تفجيرات عمان نصرا استخباريا، وقد كان كذلك. لكن العشرات من عينة الزرقاوي برزوا تباعا في السنوات اللاحقة، وجلهم يحتل حاليا مواقع متقدمة في تنظيم "داعش" و"القاعدة".
كان اهتمام الأردن منصبا على ملاحقة الأردنيين في الجماعات المتطرفة خارج البلاد، بينما في الداخل تعمل ماكينة التيار المتطرف على تفريخ العشرات من المتشددين.
صحيح أن المؤسسات الأمنية المعنية تراقب عن كثب نشاط المتطرفين، لكن تجفيف منابع التطرف كان يتطلب من أجهزة الدولة الأخرى أن تقوم بواجبها، وهذا لم يحصل البتة.
لا يمكن، بالطبع، أن نقلل من أثر العوامل الخارجية؛ احتلال العراق، ولاحقا التطورات في سورية، بيد أن الأساس يبقى في الوضع الداخلي. فمؤسسات الدولة لم تعرف كيف تستثمر حالة الإجماع الوطني التي تشكلت بعد تفجيرات عمان ضد الأفكار المتطرفة.
قبل تفجيرات عمان، كانت شعبية "القاعدة" وزعيمها في العراق أبو مصعب الزرقاوي، مرتفعة، حسب استطلاعات للرأي. لكن بعد ذلك أظهرت المسوحات أن شعبية التنظيم تدهورت بشكل كبير عند الأردنيين.
الدليل على فشلنا في استغلال هذا التدهور، هو صعود شعبية "القاعدة" وأخواتها بعد سنوات قليلة على تفجيرات عمان. استطلاع الرأي الأخير لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أظهر ذلك بوضوح.
الحقيقة المؤسفة أن مؤسسات الدولة لم تأخذ موقفا مبدئيا من الفكر المتطرف، لا بل تسامحت معه في أكثر من ميدان، ونسجت خيوط التحالف مع ممثليه في عديد المواقع. لم تتطلع إلى منهاج التعليم، ولا الخطاب الدعوي أو الإعلامي. وقبل هذا وذاك، لم تفهم الحكومات المتعاقبة العلاقة الوثيقة بين الفقر والتطرف.
اليوم، وبعد تسع سنوات على تلك الأحداث المفجعة، نجد أنفسنا في مواجهة مفتوحة وعالمية مع الجماعات المتطرفة التي ترابط في جوارنا. خاضت الدولة معها حربا استخبارية امتدت لسنوات، وها هي اليوم تخوض حربا عسكرية مكشوفة بالطائرات، وربما أكثر من ذلك. لكن في الحالتين، ما نزال نتجاهل الوضع الداخلي، ولا نقيم وزنا للظروف السياسية والاقتصادية التي تجعل من الشبان الأردنيين مقاتلين في الصفوف الأمامية للجماعات المتطرفة في سورية والعراق، وحتى اليمن.
الخلاصة المؤسفة هي أنه وبعد تسع سنوات على تفجيرات فنادق عمان، يتنامى الشعور بخطر الإرهاب أكثر في صفوف الأردنيين.

الغد 2014-11-10



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات